أكد رئيس حكومة غزة اسماعيل هنية ان المصالحة الفلسطينية ضرورة وطنية وخيار استراتيجي ولا بديل للشعب الفلسطيني عنها، مبينا انها تحتاج لتوفير المقدمات الصحيحة لنصل الى مصالحة حقيقية ويكتب لها الديمومة بالاتفاق على نظام سياسي واحد. وقال هنية في لقاء متلفز "نحن نريد سلطة واحدة وقيادة واحدة وبرنامجاً وطنياً واحداً وموحداً ونريد لغة نتعامل بها مع العالم كلغة فلسطينية مشتركة بغض النظر عن التباينات الموجودة داخل الساحة الفلسطينية". وأضاف "الانقسام الفلسطيني ضار ولا يخدم القضية الفلسطينية ولكن هناك عاملين يعطلان المصالحة وهما عامل داخلي والآخر خارجي، الاول يتمثل في ان هناك قوى أمنية داخل الضفة الغربية لا تريد ان تتساوق مع ثقافة المصالحة التي وقعها محمود عباس، اما العامل الخارجي فيتمثل في الضغط الاميركي والتدخل الاسرائيلي لانهما لا يرغبان بتحقيق المصالحة وهذا تكرر على لسان أكثر من مسؤول اميركي واسرائيلي بشكل علني"، كاشفا ان لديهم معلومات بأن اميركا طلبت من الرئيس عباس ثلاث مسائل اولها عدم المصالحة مع حماس وثانيها العودة للمفاوضات وثالثها عدم الذهاب للامم المتحدة لنيل العضوية للدولة الفلسطينية ومنع اسرائيل واميركا من تدفق المال على السلطة يشل قرارها السياسي. وفيما يتعلق بقضية الانتخابات قال هنية "لجنة الانتخابات تريد العمل بغزة لكنها لم تعط الحرية الكاملة للعمل بالضفة حيث ان كل ابناء حماس لم يسجلوا في السجل المدني للناخبين بسبب الظروف الامنية الصعبة والملاحقة والاعتقالات وحظر النشاط الاعلامي والاجتماعي بالضفة"، موضحا ان حماس ليست متخوفة من الانتخابات ولكن من اجرائها في ظل هذه الظروف المعقدة والصعبة فلا حريات واعتقال سياسياً وحظر لنشاطات الحركة بالضفة علاوة على ان ابو مازن يريد الانتخابات اولا ثم البحث في باقي الملفات". وفي سياق آخر، قال هنية ان المستوى السياسي للحكومة الفلسطينية في غزة ظل امينا على مواقفه وصدقيته المطلقة، مؤكداً عدم الاعتراف باسرائيل لا قبل دخول "حماس" الحكم ولا بعد ذلك. واضاف "لن نتعرف باسرائيل ولن نتنازل عن شبر واحد من فلسطين التاريخية"، موضحا ان خط التسوية فاشل لا يمكن الاعتماد عليه . وأوضح ان حكومته تدفع ثمن المواقف السياسية ورفض شروط الرباعية الظالمة بالحصار المفروض على قطاع غزة . وأكد هنية على شعاره الذي رفعه سابقا ويردده حاليا بأن لا دولة فلسطينية في غزة ولا دولة فلسطينية بلا غزة، مبينا ان حماس لا تقيم كيانا ولا سلطة في غزة لان المرحلة مرحلة تحرر وطني فالتحرير ثم الدولة.