تجددت امس الجمعة في غير مكان من الضفة الغربية اعمال الاحتجاج على ارتفاع الاسعار وفي مقدمتها غلاء الوقود، حيث عمد مواطنون محتجون على اغلاق الطرقات بالحجارة والاطارات المشتعلة ما تسبب في تعطل الحرية على العديد من الطرقات الرئيسية. في غضون ذلك اكد رئيس الحكومة الفلسطينية في رام الله سلام فياض استعداده للرحيل من منصبه اذا كان ذلك يفتح الباب امام حل الازمة، مشيرا في الوقت ذاته على ان الخيارات المتاحة أمام السلطة الفلسطينية للحد من ارتفاع الأسعار محدودة للغاية جراء الوضع المالي الصعب الذي تمر به. وبادر فياض الى التقاء جمع من الكتاب والصحافيين مساء امس الخميس لاطلاعهم على تفاصيل الازمة والامكانات المتاحة وما تفعله حكومته للتخفيف من حدتها في ضوء حركة الاحتجاج التي يشهدها الشارع الفلسطيني، كما توجه الى المواطنين الفلسطينيين بهذا الخصوص مباشرة وعبر موقع التواصل الاجتماعي العالمي "فيسبوك". واكد فياض أن الوضع المالي الصعب للسلطة قد يكون الأخطر والأكثر صعوبة في تاريخها، ولكن ذلك لا يعني عدم الوفاء بالتزاماتها، بل سيأخذ كل صاحب حق حقه من الحكومة". وأضاف "الحكومة تبذل كل جهد ممكن لمعالجة الأزمة الناشئة عن ارتفاع الأسعار والتخفيف من حدتها، وان الأمر سيكون صعبا إذا لم يصلنا مساعدات وتمويل وخاصة من أشقائنا العرب. وتابع قائلا: "قدرة الحكومات على التعامل بشكل عام مع الصعوبات الناشئة عن الارتفاعات في الأسواق العالمية محدودة . وأضاف: "رغم كل الجهود ما زال البعض يشكك في حقيقية أن السلطة تواجه أزمة مالية حادة، وهذا غير معقول، ففاتورة الرواتب هي الأهم ليس فقط بالنسبة للموظفين، بل لحوالي مليون مواطن وهي التي تحرك الاقتصاد الوطني. وحول المطالبات بإلغاء اتفاق باريس الاقتصادي، قال فياض: المشكلة ليست في الاتفاق، وإنما تطبيقه في إطار تحكمي وتعسفي من قِبل الاحتلال وهو جزء من اتفاق سياسي، وان الخطابات النارية المطالبة بإلغائه لن تحل المشكلة". واضاف: لن أهرب من المسؤولية ولن أحمل المسؤولية لمن وقعوا اتفاقية باريس هذا لن يحل الازمة، مسؤولية الحكومة واضحة وهي حل الأزمة والتعامل مع الواقع ومصارحة الشعب بصدق". وفيما يتعلق بالاصوات المنادية برحيله، قال فياض :" كل الاتهامات التي توجه لي تؤلمني، ولو كان الرحيل يحل المشكلة لن أتردد في ذلك. لا أحتاج لنصائح بالرحيل أنا أقوم بمهمة وليست وظيفة، يجب ان اتعامل مع الواقع ولا ابحث عن تفاصيل الاحداث، المهم الصراحة والمكاشفة ويجب ان نفسر لأبناء شعبنا الاسباب ونقيم ونتشاور ونقترح - وفي النهاية نخضع لتقييم الناس ونحترمهم. وتابع: لست متمسكا بمنصبي، غير أني متمسك بتقديم الخدمة لأبناء شعبي حتى آخر لحظة له كمسؤول وحينما أصل إلى وضع أجد فيه أني غير قادر على التعامل معه لأسباب موضوعية تتعلق بكل النظام، فأنا أريد أن أطمئن الذين يرغبون في رحيلي بأني لن أكون عقبة إطلاقا، ولن أبقى يوما واحدا".