تبنى المقهى الثقافي بفرع جمعية الثقافة والفنون بمنطقة الباحة إطلاق اسم الراحل علي بن صالح السلوك على "مكتبة الأدب الشفاهي" وطباعة أعماله بعد أخذ موافقة ورثته خصوصاً ما يتعلق بالأدب الشفاهي النسوي.. جاء ذلك في كلمة مدير الفرع علي بن خميس البيضاني، في ليلة تأبين المؤرخ السلوك، فيما استعاد أصدقاؤه مسيرته في الأمسية التي قدمها الشاعر غرم الله الصقاعي. كما تناول أستاذ اللسانيات في جامعة الباحة الدكتور جمعان بن عبدالكريم، دور السلوك في حفظ ذاكرة المنطقة من خلال المعجم الجغرافي لبلاد غامد وزهران، والموسوعة الشفاهية للأدب الشعبي، فيما تحدث الأستاذ محمد ربيع الغامدي عن شخصية الراحل القيادية، وقدراته الشخصية.. كما وصف محافظ المندق السابق عبدالعزيز بالرقوش السلوك بالمدرسة الإدارية، والمرجع في الثقافة واللغة لكونه شغوفاً بتدقيق العبارات واختيار المفردات المعبرة. من جانبه قارن أستاذ الأدب في جامعة الباحة الدكتور محمد أبو الفتوح، بين عمل السلوك في موسوعته وبين عمل الباحثين العرب، خصوصاً حين يعيد الأمثال والحكم إلى أصولها، ويربطها بما يُشاكلها في اللهجات العربية.. فيما عرض ابن قريته الكاتب عبدالعزيز جُبران مسيرة الراحل في العمل الاجتماعي، كونه أسس أول جمعية تعاونية عام 1388ه، وتبنى افتتاح أول جمعية خيرية في المنطقة عام 1392ه، مستعيداً موقفين عايشهما مع الراحل، يتمثل الأول في تلقي السلوك دعماً سخياً. أما الدكتور معجب الزهراني، فقد استهل مشاكته من خلال القيمة المعرفية للإنسان بما يتركه من إنجاز وعمل يظل حيوياً وقابلاً للنمو، مطالباً الباحثين من أبناء المنطقة بمواصلة العمل على موسوعة علي السلوك بما فيها من ثراء شفاهي مغذ للحياة، مبدياً دهشته من باحثين قدّم لهم السلوك معلومات وأسهم معهم في مشاريعهم البحثية فلم يذكروه ولم يشكروه، مؤكداً أننا أضعف الشعوب في الوعي بالرمزية وإتقان الترميز. فيما لخّص د. علي الرباعي خصائص مشروع السلوك في حُسن انتمائه للمكان وإنسانه، وإتقانه الارتباط بالأرض كونها ذاكرة الإنسان، لافتاً إلى أن السلوك تحول من فرد إلى مؤسسة بوضعه إستراتيجية متقنة لمشروعه، وبامتلاكه الشجاعة الأدبية والثقافة نجح في تحويل نص شفاهي مملوء بالحمولات إلى وثيقة مدونة تحولت إلى نص.. مؤكداً أن السلوك انطلق بدافع معرفي بحتْ من دون تطلع لجوائز أو ترقية وظيفية، وبتحرر من اضطرارً لتحصيل شهادة.. مشيرا إلى أن جيل الشباب سيعود يوماً لجذوره لأن الشعوب المتحضرة لم تؤسس مدنيتها على القطيعة مع تراثها ولم تهمل أصولها.. واختتم حديثه بأن بعض الرواة الشفاهيين يقطعون بأن في موسوعة السلوك نصوص شعرية نسائية نسبت لرجال لاعتبارات تقليدية وعادات متوارثة، فيما لم يزد ابن الراحل المهندس العقيد زهران علي السلوك في مداخلته عن اعتزازه بما قدمه والده من جهود ثقافية، معربا عن شكره لفرع جمعية الثقافة والفنون وللمشاركين في الندوة. جانب من الأمسية