أعلن مدير جمعية الثقافة والفنون في منطقة الباحة علي بن خميس البيضاني تبني الجمعية إطلاق اسم الراحل علي بن صالح السلوك على مكتبة الأدب الشفاهي، وطباعة أعماله خاصة مؤلفاته عن الأدب الشفهي النسائي بعد أخذ موافقة ورثته، جاء ذلك خلال أمسية تأبين المؤرخ السلوك التي نظمها المقهى الثقافي التابع للجمعية البارحة الأولى. من جانبه، استعرض أستاذ اللسانيات في جامعة الباحة الدكتور جمعان بن عبدالكريم دور الراحل في حفظ ذاكرة المنطقة من خلال المعجم الجغرافي لبلاد غامد وزهران، والموسوعة الشفاهية للأدب الشعبي، فيما تحدث المؤرخ محمد ربيع الغامدي عن شخصيته القيادية وقدراته الشخصية، مشيرا إلى أنه كمن يتناول سيرة من ثقب باب، كونه تلميذا أمام معلم، ومنافسا يحاول إثبات وجوده من خلال الحوار والنقاش حول فضاء الجغرافيا وتضاريس التاريخ. ووصف محافظ المندق السابق شيخ قبيلة آل عامر بزهران عبدالعزيز بن الرقوش السلوك بالمدرسة الإدارية والمرجع في الثقافة واللغة، كونه شغوفا بتدقيق العبارات واختيار المفردات المعبرة. وقارن أستاذ الأدب في جامعة الباحة الدكتور محمد أبو الفتوح بين عمل السلوك في موسوعته وبين عمل الباحثين العرب في رد الأمثال والحكم إلى أصولها، وربطها بما يشاكلها في اللهجات العربية المختلفة. في السياق ذاته، بنى الناقد الدكتور معجب الزهراني مداخلته على القيمة المعرفية للإنسان بما يتركه من إنجاز وعمل يظل حيويا وقابلا للنمو، وطالب الباحثين من أبناء المنطقة بمواصلة العمل على موسوعة علي السلوك، بما فيها من ثراء شفاهي مغذ للحياة، مبديا دهشته من موقف الباحثين الذين قدم لهم السلوك معلومات، وأسهم معهم في مشاريعهم البحثية دون أن يذكروه أو يشكروه. بدوره، أرجع علي الرباعي خصائص مشروع السلوك إلى حسن انتمائه للمكان وإنسانه، وإتقانه الارتباط بالأرض، لافتا إلى أن السلوك تحول من فرد إلى مؤسسة بوضعه استراتيجية متقنة لمشروعه، وبامتلاكه للشجاعة الأدبية والثقافية في تحويل نص شفاهي مليء بالحمولات إلى وثيقة مدونة تحولت إلى نص، مؤكدا أن السلوك انطلق بدافع معرفي بحت، دون تطلع لجوائز أو ترقية وظيفية. وأعرب ابن الراحل المهندس العقيد زهران علي السلوك عن فخره بالراحل وإنجازاته المعرفية، معبرا عن شكره وأسرته لجمعية الثقافة والفنون بالباحة والمشاركين في الأمسية.