استهل في البداية بتهنئة ابنائنا الطلاب وبناتنا الطالبات بهذا العام الجديد ونتمنى لهم عاما زاخرا بالعطاء والفائدة ومليئا بالصحة والعافية، مع بداية العام الدراسي يحرص الوالدان على عدم تغيب الأبناء عن المدرسة لما له من اثر سلبي على تحصيلهم الدراسي وخصوصا في المراحل الاولية للدراسة، فغياب يوم قد يستغرق عدة ايام للحاق بسائر الطلاب، فسوف نستعرض اكثر الأمراض انتشارا في هذه الفترة وكيفية الوقاية منها وآخر ما توصل له العلم من علاجات : التهابات الحلق والحنجرة: وتكون اما فيروسية غالبا أو بكتيرية المصدر أحياناً، وتنتشر في حال دخول فصل الخريف الذي نحن مقبلون عليه، فالاعراض مشابهة من احتقان والم في الحلق وارتفاع في درجة الحرارة اضافة الى سيلان الانف مع وجود سعال في بعض الاحيان ويصعب التفريق بين المصدر الفيروسي والبكتيري الا عند زيارة الطبيب، وعلاج تلكم الاتهابات في حال كونها فيروسية بالاكثار من السوائل ومسكنات الآلام ومخفضات الحرارة الى حين انقضاء دورتها في الجسم وهي في العادة سبعة ايام، أما في حال وجود الالتهابات البكتيرية فلابد من اخذ المضادات الحيوية اضافة لما ذكر وتوقع ان تعمل خلال يومين الى ثلاثة ايام وتكمن اهمية المضاد (Streptococcal type A) الحيوي في الصغار للوقاية من التهاب القلب الروماتيزمي الذي تتسبب به البكتيريا. وللوقاية من الالتهابات في مجملها فيفضل المحافظة على نظافة اليدين في كل الاوقات، ولا ننسى ان الأكل الصحي وممارسة الرياضة هي من ضمن الاسباب المقوية للجهاز المناعي، ولوقف انتشار المرض فينصح المصاب بالعطاس والسعال في طرف الثياب من جهة المرفق وعدم استخدام اليدين، ولا ننسى وجود تطعيمة الانفلونزا الوقائية التي تعطى في بدايات الشهر القادم، ويجب تجنب التدخين في المنزل أو السيارة لما ثبت في الابحاث العلمية من زيادة في اصابة الجهاز التنفسي العلوي وخصوصا التهاب الاذن الوسطى والجيوب الانفية لأبناء المدخنين. التهابات الجهاز الهضمي: وتكون إما بوجود تسمم غذائي عن طريق البكتيريا أو تكون التهابات فيروس أو بكتيريا عن طريق الماء أو الغذاء، وتكمن خطورة النزلات المعوية في الجفاف الذي تسببه وخصوصا في الأطفال وذلك لصغر حجمهم ولمحدودية السوائل في اجسامهم. واكثر هذة الفيروسات انتشارا فيروس النورو (Nor virus) ويكون عادة المصدر مياهاً ملوثة فهو من الفيروسات المقاومة لمادة الكلور المعقمة في المسابح في حال ابتلاعها بالخطأ أو احيانا من اكل السلطات أو الكعك الملوث، وتكون الاعراض اسهال وغثيان وقئ، اضافة لآلام في العضلات مع خمول وحرارة احيانا، والعلاج يكمن في اعادة السوائل لمستواها الطبيعي ففي الأطفال يتم قياس ذلك بمعدل الوزن المفقود خلال فترة المرض وفي حال وجود قئ واسهال لدرجة انقطاع البول أو وجود خمول دائم أو حرارة دائمة عند الأطفال فلا بد من اخذهم للطبيب من اجل اخذ مغذي عن طريق الوريد والتاكد من التشخيص. اما في حال استمرار الحرارة ووجود صداع شديد مع وجود اسهال ودم في البراز اجلكم الله، فهذه من العلامات لوجود التهاب بكتيري وفي احيان عدة يوجب استخدام المضادات الحيوية. وللوقاية من هذة الالتهابات يتطلب غسل اليدين بشكل متكرر، اضافة لغسل الخضار والفواكه بالمياه الجارية وشرب المياه المعقمة، علما أن هناك بعض التطعيمات الواقية من النزلات المعوية. ومن الضروري التأكد من التطعيمات الدورية واكتمالها اضافة للوقاية من الحوادث كاستخدام الخوذة لمن يستخدم الدراجة الهوائية وحزام الامان لمستقل السيارة. وفي الختام نسأل الله التوفيق لابنائنا وبناتنا في عامهم الدراسي الجديد، وهذه توصيات عامة ولابد من استشارت الطبيب قبل القيام بأي منها. * قسم طب العائلة