حاولت السيدة الاولى الاميركية ميشال اوباما مساء أمس الأول اعادة البريق للحملة الانتخابية من اجل كسب قلوب الاميركيين عبر تأكيدها ان الرئاسة لم تغير باراك اوباما وانه يستحق ثقة البلاد لولاية ثانية من اربع سنوات فيما تعرض المرشح الجمهوري ميت رومني لهجمات قوية. وفي اليوم الاول من مؤتمر الحزب الديموقراطي الذي بدأ الثلاثاء في شارلوت بولاية كارولاينا الشمالية حددت ميشال اوباما النقاط الفاصلة والفوارق بين الرئيس المنتهية ولايته ومنافسه الجمهوري لكن بدون ان تذكر ميت رومني ابدا بالاسم. واشادت ميشال اوباما بزوجها مؤكدة ان قيمه كانت دوما البوصلة التي توجه قراراته في كل المجالات من اقتصاد وتعليم وصحة وانه رجل "يمكننا الوثوق به". وقالت السيدة الاولى امام حوالى ستة آلاف مندوب للحزب "علينا مرة جديدة ان نوحد صفوفنا وان نقف الى جانب الرجل الذي يمكننا الوثوق به لدفع هذه البلاد الى الامام"، وذلك وسط تصفيف الحاضرين وقوفاً لمدة دقيقة ونصف الدقيقة. واضافت السيدة الاولى التي تتجاوز نسبة التأييد لها 65% اي اكثر بعشرين نقطة من معدل التأييد لزوجها، ان باراك اوباما وبعد اربع سنوات من الرئاسة "هو نفس الرجل"، مشيدة بقيم الرئيس التي يشاطره اياها العديد من الاميركيين ولا سيما بالنسبة للعمل والتعليم والنزاهة والصدق. وقالت "لقد لمست عن قرب ماذا يعني ان يكون الشخص رئيسا"، مضيفة "كرئيس يتلقى كل انواع النصح من كل انواع الناس لكن في نهاية المطاف حين يجب اتخاذ قرار كل ما يمكن ان يوجهك هو قيمك ورؤيتك وخبرات حياتك التي جعلتك ما انت عليه اليوم". وذكرت اوباما، التي ارتدت ثوبا زهريا مذهبا، باصولهما المتواضعة وبانها ابنة موظف بلدية يعاني من مرض التصلب اللوحي ووالدتها كانت سكرتيرة، في حين ان اوباما نشأ من دون ابيه، مع امه فقط التي "كانت تعمل جاهدة لدفع ضرائبها". وتابعت ان "باراك يعلم ماذا يعني ان تكون عائلة تواجه صعوبات، انه يدرك ما هو الحلم الاميركي لأنه عاشه". واكدت ان زوجها "يريد ان يحصل كل فرد في هذه البلاد على نفس الفرصة، بغض النظر عمن نحن او من اين اتينا او ما هو انتماؤنا او الاشخاص الذين نحبهم". ولم تأت ميشال اوباما ابدا على ذكر المرشح الجمهوري ميت رومني منافس زوجها في انتخابات نوفمبر لكنها رسمت بوضوح الخطوط التي تفصل زوجها عن رجل الاعمال الفاحش الثراء والحاكم السابق لولاية ماساتشوستس والذي كان والده حاكم ولاية ايضا. وقالت ميشال اوباما التي بدت عليها مشاعر الفرح والتأثر في آن لكنها ظلت متماسكة طوال الوقت "بالنسبة لباراك اوباما النجاح لا يقاس بمبالغ المال التي تكسبها وانما بالفارق الذي تحدثه في حياة آخرين"، متحدثة عن اوباما الاب والزوج الذي لم تكن تريده ان يتغير بعد وصوله الى الرئاسة، والذي يتناول العشاء بشكل يومي تقريبا معها ومع ابنتيهما. ورفعت في القاعة لافتات كثيرة جدا كتب عليها "نحن نحب ميشال". وهذه المحامية خريجة جامعة هارفرد العريقة هي ام لابنتين (11 و14 عاما) وكانت شخصية اساسية في الحملة الانتخابية. فمنذ الربيع شاركت في حوالى 80 تجمعا لجمع الاموال و24 من محطات الحملة الانتخابية لباراك اوباما. وميشال اوباما التي تجنبت على الدوام المواضيع الحساسة سياسيا، بَنت شعبيتها على مواضيع تتوجه مباشرة للاميركيين مثل حملتها لمكافحة بدانة الاطفال واعتماد نظام غذائي سليم او لدعم عائلات قدامى المحاربين. وفي اطار المعركة لكسب قلوب الاميركيين، نشر البيت الابيض صورة لاوباما وابنتيه وهم يتابعون خطاب ميشال اوباما على التلفزيون من المقر الرئاسي في واشنطن. أوباما يتابع خطاب زوجته برفقه ابنتيه ساشا وماليا. «رويترز»