افتتح الحزب الديموقراطي الأميركي مؤتمره القومي ليل أول من أمس في مدينة شارلوت بولاية نورث كارولينا بكلمات ألقتها السيدة الأميركية الأولى ميشيل أوباما، وزعيم الأغلبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد، وعدد من الشخصيات الديموقراطية الأميركية البارزة. ورافقت السيدة الأميركية الأولى إلى المنصة، عاصفة من التصفيق، على أنغام أغنية للمغني الشهير ستيفي ووندر لتسعى إلى إضفاء لمسة إنسانية على زوجها الذي توضح استطلاعات الرأي أنها باتت تفوقه شعبية. وقالت السيدة الأولى في خطابها الذي كتب بعناية شديدة إنها وزوجها ينتميان إلى أسرة محدودة الدخل، ولكنها وفيرة في الحب العائلي. وبدا أن السيدة أوباما تلمح إلى أن المرشح الجمهوري المنافس ميت رومني هو رجل أعمال بارز يمتلك الملايين. وواصلت أوباما محاولتها لرسم صورة لزوجها عبر مقارنة مبطنة بمنافسه بقولها "إنه يعلم كيف يكافح. إن النجاح في لغته لا يقدر بالمال ولكنه يقدر بالفارق الذي يمكن أن يصنعه في حياة الناس". وقالت أوباما إن الرئيس يعرف الحلم الأميركي لأنه عاشه ويأمل أن يعيشه الجميع في الولاياتالمتحدة، وأشارت إلى أنه أنقذ صناعة السيارات الأميركية من انهيار محقق. وأضافت "أنه يعرف أن منصب الرئيس لا يتوقف على من تكون ولكنه يكشف من تكون". وأشارت إلى بدء حياتها مع أوباما قائلة "كنا صغارا جدا وكنا نحب بعضنا جدا وكنا غارقين في الديون جدا". وبينما هدفت أوباما إلى إبراز الجانب الإنساني في شخص الرئيس، فانها حاولت أيضا تبرير ما يعتبره الجمهوريون فشلا ذريعا لإدارته بقولها "إن باراك يذكرني دوما بأن التغيير صعب وبطيء وأنه لا يحدث فجأة". وحثت السيدة الأولى الناخبين على التوجه للاقتراع، وعلى عدم التخلي عن الحلم والقدرة على التغيير. وكان هاري ريد، قد ألمح إلى أن رومني وعد بكشف سجل الضرائب التي دفعها، وأنه طلب من الناخبين الثقة في أنه لم يخالف القانون. وقال ريد "لا ثقة بدون شفافية وأعتقد أن السيد رومني يفتقد الأمرين معا الثقة والشفافية". ويأتي المؤتمر الديموقراطي في وقت تمكن خلاله رومني من تضييق الفارق بينه وبين أوباما في هامش ضئيل للغاية إذ إن المتوسط العام لاستطلاعات الرأي العام في اللحظة الراهنة في الولاياتالمتحدة يعطي أوباما 46,8% بينما يعطي رومني 46,7%. على الرغم من ذلك فإن أوباما لا يزال متقدما على مقياس الكلية الانتخابية التي تظهر الحسابات الأولية لأصواتها حتى الآن أنه يضمن 221 صوتا فيما يحصل رومني على 191 صوتا. ويذكر أن لكل ولاية أميركية مقاعد في الكلية تتناسب مع عدد سكانها تقريبا، وأنه في حالة فوز مرشح ما بأغلبية أصوات الولاية ولو بفارق صوت واحد، فإن كل مندوبي تلك الولاية في الكلية يرغمون على التصويت للمرشح الفائز. ولم يمر مؤتمر الديموقراطيين دون نقد الحزب الجمهوري الذي استغل حذف الجمهوريين من برنامجهم الدعم السابق للقدس عاصمة لإسرائيل. وقد أثار ذلك احتجاجا قويا من قبل ميت رومني الذي أدان ما أسماه "رفض أوباما المخزي للاعتراف بأن القدس عاصمة إسرائيل".