موسم حصاد التمر أو ما يعرف في بعض المناطق بالصرام من أهم الأوقات لدى أصحاب مزارع النخيل منذ القدم حيث تكثف ساعات العمل وترتفع أجرة الأيدي العاملة .وقديماً كان الأقارب والجيران يساهمون في جمع المحصول وتنقيته من الشوائب حتى يصبح جاهزاً للبيع أو للأكل. وموسم صرام التمر كما كان يسمى قديماً لدى الأهالي حركة اقتصادية متميزة عن بقية أوقات السنة كما يفد في هذا الموسم إلى أصحاب النخيل في مواقعهم تجار التمور إما للمقايضة أو للشراء نقداً. ويصاحب موسم الحصاد أو الصرم عادات وتقاليد جميلة كان الأجداد يحافظون عليها وكانت تزيد من أواصر المحبة وتماسك المجتمع القروي ومن هذه العادات المشاركة في جني المحصول مقابل جزء من التمر . ولقد كان أصحاب النخيل قديماً يخصص كل منهم عدداً من النخيل لجيرانه وأقاربه وتسمى في ذلك الوقت مخرافة وذلك اضافة الى سكان البادية الذين يسكنون في ظلال النخيل يأكلون من رطبه ويأخذون نصيبهم من التمر والحصاد ويطلق عليهم اسم المقيظين ويعد موسم الصرام في حد ذاته حرفة ومصدر رزق للجميع يقول ابن لعبون: عل غريم الشوق يشبع منك يوم شبعة المسكين بأيام الصرام والنخلة تمر بعدة مراحل لكل منها عمل مستقل على حده ومع تغير هذه المراحل نحو مرحلة جني المحصول يتغير المجتمع المحيط اقتصاديا واجتماعيا ومنها لحظات الفراق بعد الصرام ورحيل البادية الى البر: صاحبي عقب المقارب ابعدوا به ابعدوا به يوم جاء حل الصرام ولظهور نجم سهيل علاقة بموسم الصرام فظهوره يعني جني محصول التمر حيث ينضج ويأخذ اهل البادية والقرى نصيبهم منه فيما يعرف في وقته باسم الحشية يواكب هذا الوقت انكسار الحر وهبوب الرياح المعتدلة: وهبت ذعاذيع الوسوم المهايف وسهيل يبدي مابدى الصبح دونه وجاهم من القبلة ركيب مواجيف وحضور يوم ان النخل يصرمونه كم هي جميلة تلك الأيام ببساطتها وحلوها ومرها لأن في ثنايا ايامها صفاء وحب للخير والفزعة والمحبة الطاهرة كانت تجمعهم ايام حرفة صرام النخل رغم بساطتها يجتمعون على بساط السعف بعد وضع عراجين التمر عليه لتنقيته وعلى ذلك البساط تدور قصص وروايات وأخبار تصف احوال المجتمع وتعكس ما في نفوسهم من جمال.