«إذا حل الصرام نحن الكرام». تقال هذه العبارة الشعبية طوال العام في الأحساء بانتظار أوان الصيف، حتى إذا جاء الأخير وحل «الصرام» فإن المدين يفي بالدين، والفقير سيأتيه الخير من حيث لم يحتسب، ويستغني فيه المسكين. «الصرامة» وهو مصطلح يطلق على عملية جني محصول التمور الذي تشتهر بها الأحساء، يتداول بين الإحسائيين وبخاصة الفلاحين، يتبعها حضور السمسار لشراء التمور، وهي في عذوق النخيل ويتم تثمينها فيشتريها السمسار ثم يقوم هو بقطعها أو صرمها ونقلها للسوق للبيع. ويشير العيسى إلى أنه موسم الصرامة في وقت مضى كان موسماً يعج بالحركة والنشاط، وهو موسم يستغني فيه الفقير والجار والصديق، كان موسماً من أفضل المواسم التي تمر على المزارع ومن حوله الكل يستفيد المزارع والعامل والجار وصاحب عربة السحب وأفراد الأسرة. وعندما يتم تحديد موعد صرام النخيل تستعد الأسرة من الزوجة والأولاد والجيران والأصدقاء للذهاب إلى المزرعة والمشاركة في الصرامة، وهناك أشخاص متخصصون في الصرامة ويأخذون، إضافة إلى كمية من التمور أجراً مالياً على عمله. لكن الصرام هذا العام سيكون مختلفاً، إذ يتوافق مع حلول الشهر الكريم، الذي يزداد فيه الطلب على التمور بأشكالها. ويشير العيسى إلى أن الأسعار تتفاوت بحسب الجودة ومكان المزرعة، موضحاً أن وحدة قياس حجم التمر تعادل 64 كيلوغراماً، تصل قيمتها إلى 500 ريال تقل قليلاً أو ترتفع قليلاً. ويذكر عبدالله الملحم أنه بانتصاف شهر رمضان تبدأ العائلات الحساوية استعداداتها لقدوم عيد الفطر المبارك، فى احتفالية خاصة، «ولا يزال أبناء محافظة الاحساء متمسكين بها»، مؤكداً ان هذه الا العادات ترجع إلى تاريخ عمره 600 عام، «ظلت طوال هذه القرون ترسم البهجة على وجوه الأطفال والكبار، فرحين بعروض العرضة السعودية وطواف أبو طبيلة (المسحراتي) على المنزل ليجمع هدايا العيد بعد أن عمل طوال شهر رمضان المبارك في دعوة الناس للسحور، وتزدان أسطح المنازل بالأعلام الملونة ويلبس الناس أزهى ما لديهم من أزياء جديدة».