بتاريخ 22 اغسطس ( أي قبل عشرة أيام) صدر تقرير ادارة معلومات الطاقة الامريكية EIA عن الطاقة في سلطنة عمان بعنوان: Oman Country Analysis Brief. انا هنا لن استعرض التقرير وانما فقط سأكتفي بقراءة الرسم البياني الوارد في الصفحة الثالثة باسم: انتاج بترول عمان خلال العشرين سنة الماضية (1990 – 2012). ثم سأقوم شخصيا بعملية استقراء للعشرين سنة القادمة. يقول الرسم البياني لقد كان انتاج بترول عمان 680 الف برميل في اليوم عام 1990. ثم اخذ يزداد الى ان بلغ اقصاه 970 الف برميل في اليوم عام 2001. ثم فجأة بدأ الانتاج ينخفض سنة بعد سنة الى ان بلغ 714 الف برميل في اليوم عام 2007. لكن بعد ذلك استطاعت عمان ان تتدارك انخفاض انتاج بترولها عن طريق الاستعانة بالشركات العالمية التي استخدمت اكثر الطرق المحفّزة تكلفة وتعقيدا (بعضها غير مسبوق) لزيادة استخراج البترول حتى بلغ انتاج بترول عمان 889 الف برميل في اليوم عام 2011 ومن المتوقع ان يبلغ 915 الف برميل في اليوم عام 2012. واضح ان الرسم البياني الوارد في تقرير ادارة معلومات الطاقة الامريكية يقتصر على رسم مسار انتاج بترول عمان خلال الاثنتين وعشرين سنة الماضية (1990 – 2012) فقط ولم يستقرىء Extrapolate المسار الى المستقبل. لذا سأقوم انا (بالنيابة عن ادارة الطاقة الامريكية) باستقراء المستقبل فأوضّح كيف سيبدو مسار انتاج بترول عمان في العشرين سنة القادمة. يبلغ احتياطي بترول عمان (وفقا للتقرير) 5.5 مليارات برميل. سأستخدم أنا تكنيك معدل احتياطي الى انتاج يساوي عشرة (R/P = 10)، أي نفس التكنيك الذي استخدمته ادارة معلومات الطاقة الامريكية لرسم سيناريوهات استقراء انتاج وذروة بترول العالم التي ناقشتها في ثلاث حلقات سابقة بعنوان: "بعض سيناريوهات نضوب البترول". سأكون متفائلا وافترض ان الحظ سيساعد عمان فتنجح الشركات العالمية بنهاية عام 2013 في زيادة انتاجها الى ان يبلغ 970 الف برميل في اليوم كما كان عليه قبل 11 سنة (عام 2001). ثم ستحاول شركات البترول ان تحافظ على نفس مستوى انتاجها Plateau الى أقصى مدة ممكنة قبل ان تضطر قسريا بقوة الطبيعة الى خفض الانتاج. ستكون النتيجة كالتالي: لو استطاعت الشركات المنتجة في عمان ان تنتج 970 الف برميل في اليوم بنهاية عام 2013 فإن اقصى مدة (عدد السنوات) التي تستطيع ان تحافظ على هذا المستوى هو اربع سنوات ونصف السنة فقط اي الى منتصف عام 2018. ثم سيعود الانتاج الى الانخفاض السريع بقوة الطبيعة. السؤال هو ما مدى احتمال ان يزيد الاحتياطي وبالتالي تزداد عدد سنوات الانتاج؟ سأترك الجواب الى زاوية السبت القادم -إن شاء الله- واكتفي ان اقول: يجب على شركات البترول الوطنية الشفافية مراجعة احتياطياتها سنويا حتى لا تفاجأ كما تفاجأت عمان بانخفاض انتاج حقل يبال اكبر حقول البترول لديها رغم وعود وطمأنة شركة شل. كذلك على كتابنا الابتعاد عن العبارات السطحية كالقول: ذروة البترول غيرعلمية، وآخر قطرة بترول ستستخرج من عندنا، وعمر البترول طويل، وسنصدر الطاقة الشمسية.