وصف صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية الاجتماع الوزاري الثالث لمجموعة أصدقاء اليمن، الذي عقد في الرياض الاربعاء ، بأنه «بنّاء وإيجابي». وأضاف سموه، في مؤتمر صحفي عقب الإجتماع ، أنه قد جرت مراجعة للدور المستقبلي لأصدقاء اليمن بهدف دعم الاستقرار والأمن في هذا البلد، والحفاظ على سيادته واستقلاله ووحدته الإقليمية والوطنية وصولاً إلى تحقيق أهدافه التنموية. وشارك في المؤتمر الصحفي كل من وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط بوزارة الخارجية البريطانية اليستير بيرت رئيس الوفد البريطاني ووزير الخارجية اليمني الدكتور ابو بكر القربي. وقال سمو الأمير سعود الفيصل : إن الإجتماع جاء «بعد نجاح المرحلة الانتقالية السياسية في اليمن، وفق مبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية ،وماحظيت به من دعم دولي ،التي أسهمت في دعم الانتقال السلمي للسلطة». وقال سموه إن نسبة المشاركة والتصويت العالي في الانتخابات هي دليل على ثقة الشعب اليمني بهذه الحكومة. وأضاف سموه : كان الاجتماع بنّاءً وإيجابياً ،جرت خلاله مراجعة الدور المستقبلي لأصدقاء اليمن واعتبار تحقيق الأمن والاستقرار مطلباً أساسياً لتحقيق التنمية والإزدهار، «من شأنه تمكين حكومة الوحدة الوطنية اليمنية وبدعم من المجتمع الدولي والهيئات ذات العلاقة من تحسين أوضاع الشعب اليمني ،وتحقيق التنمية والنهوض به وفق المشاريع والبرامج التنموية التي يحتاجها». وأوضح سموه أن التعاون مع حكومة الوحدة الوطنية يتطلب تقديم الخبرة والمعونة التي تحتاجها اليمن في المجالات الاقتصادية والإدارية والأمنية والعسكرية وغيرها. ونوه سمو وزير الخارجية بالدور الرئيس للشعب اليمني الشقيق بكافة فئاته الاجتماعية وأطيافه السياسية، في تحمل مسئولياتهم الوطنية، والدفع بهذه الجهود السلمية لبلوغ مراميها في نزع فتيل الأزمة والانتقال السلمي للسلطة، معبراً عن أمله في استمرار الروح الإيجابية لتمكين الجهود الخليجية والدولية من تحقيق أهدافها في دعم ومساندة اليمن الشقيق، والنأي به عن أي تدخلات خارجية من شأنها إثارة الفتنة الداخلية. ومن جانبه قال اليستير بيرت إن مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي شكلت بالفعل الأرضية الأساسية التي سمحت بالسير قدما من أجل ضم الجهود للوصول باليمن إلى ما وصل إليه حتى الآن. وأضاف المسئول البريطاني في كلمة أن بلاده ستواصل دعم اليمن على المستوى الإنساني «المملكة المتحدة ما زالت تواصل دعم هذا العمل ، حيث قدمت 44 مليون دولار ، كما ستوفر ملايين الدولارات مستقبلا». وعبر عن شكره للمملكة العربية السعودية لإسهامها في هذا العمل ، وبين بيرت أن الدعم سيمكن الشعب اليمني من اكتساب الثقة في مستقبلة ، كما سيسمح له بالقيام بإنجازات ، مشيراً إلى أنه من خلال المؤتمر الذي ترعاه المملكة العربية السعودية في شهر يونيو المقبل الذي سيخصص للمانحين، سيشكل فرصة أخرى من أجل دعم هذه الجهود ومواصلتها والقيام بما يلزم لدعم الشعب اليمني والممثل من طرف حكومة الوحدة اليمنية. وكان الاجتماع قد أقر حزمة مساعدات بقيمة اربعة مليارات دولار ساهمت المملكة بجزء منها. وقال وزير الدولة في وزارة الخارجية البريطانية اليستر بورت خلال مؤتمر صحافي في ختام الاجتماعات ان المؤتمر «اعلن مساعدات بقيمة اربعة مليارات دولار» موضحا ان حصة بلاده «تبلغ 44 مليون دولار». قال سمو الأمير سعود الفيصل: تحقيق الأمن والاستقرار يعد مطلباً أساسياً لتحقيق التنمية والازدهار، ومن شأنه تمكين حكومة الوحدة الوطنية اليمنية وبدعم من المجتمع الدولي والهيئات ذات العلاقة من تحسين أوضاع الشعب اليمني ،وتحقيق التنمية والنهوض به وفق المشاريع والبرامج التنموية التي يحتاجها وقال وزير خارجية اليمن في الافتتاح ان اليمنيين «قدموا نموذجا يحتذى في تحقيق التغيير السلمي عبر الحوار وتداول السلطة سلميا وتجنب حرب اهلية كان يمكن ان تأكل الاخضر واليابس». واضاف :ان المبادرة الخليجية «قدمت الحل لذلك التغيير» مشيرا الى «حرص كل الاطراف على انجاحها». بيان الأصدقاء رحب رؤساء الوفود المشاركون في الاجتماع الوزاري الثالث لمجموعة أصدقاء في الرياض امس، بالتزام الحكومة اليمنية بالعملية السياسية المبنية على مبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وآليتها التنفيذية وكذلك التقيد بجميع عناصر قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014م. وشدد رؤساء الوفود في بيان صدر عقب الاجتماع، على الدعم الكامل لوحدة وسيادة واستقلال وسلامة أراضي اليمن ،مجددين التزامهم بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لليمن. وفيما يلي مقتطفات من البيان الاجتماع ينعقد لإظهار الدعم للتقدم في تنفيذ مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية، والبحث في آخر التطورات في المجالات السياسية والاقتصادية والإنسانية والأمنية ،وتجديد التزام اليمن وأصدقائها للسير قدماً في هذا الطريق دعماً للعملية الانتقالية ومساعدة اليمن لتخطي تداعيات الأزمة. يدين أصدقاء اليمن الهجوم الارهابي المروع الذي وقع في صنعاء في ال 21 من مايو ،كما يعبرون عن عزائهم الصادق لشعب اليمن وللضحايا وأسرهم . وعلى ضوء هذا الهجوم الرهيب والعنيف وغير الإنساني ،يؤكد أصدقاء اليمن ثانية على التزامهم القوي بمحاربة التطرف وجذوره المسببة له. أعرب أصدقاء اليمن عن دعمهم الكامل لوحدة وسيادة واستقلال وسلامة أراضي اليمن، كما أعادوا التأكيد على التزامهم بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لليمن. ترحيب بالتزام الحكومة اليمنية بالعملية السياسية المبنية على مبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وآليتها التنفيذية . وكذلك التقيد بجميع عناصر قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014م. الترحيب بالتقدم الذي تم في العملية السياسية منذ التوقيع على مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلية تنفيذها وعلى وجه الخصوص : - تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في ال 7 من ديسمبر 2011م. - إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة في ال 21 من فبراير 2012م والتي شهدت اقبالاً جماهيرياً كبيراً. - نقل السلطة إلى الرئيس المنتخب عبد ربه منصور هادي في ال 25 من فبراير 2012م. - تشكيل لجنة الشؤون العسكرية والأمنية. - إعادة الأمن والاستقرار وإزالة المظاهر المسلحة في العاصمة والمدن الرئيسية. - إنشاء لجنة الاتصال للتمهيد للحوار الوطني ولجنة ارتباط الشباب. الاتفاق على دعم العملية الانتقالية السياسية حتى نهاية المرحلة الثانية من مبادرة مجلس التعاون الخليجي وانتخابات عام 2014م ، بعد ذلك يتم تقييم الدور المستقبلي لأصدقاء اليمن. اليمن يواجه تحديات متعددة ينبغي تناولها جميعاً في وقت واحد بكل عزم وتصميم. الموافقة على تبنى خطوات ملموسة في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية بحلول الاجتماع الوزاري المقبل على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر سبتمبر 2012م. المسار السياسي - يشكل اليمن لجنة الإعداد للحوار الوطني مع نهاية شهر يونيو ثم يستكمل مؤتمر الحوار الوطني بحلول شهر مارس 2013م. -أصدقاء اليمن يدعمون العملية السياسية التي يقوم بها اليمن وتزويده بالخبرات الفنية والدعم اللوجستي والمالي كما هو مطلوب .وسيقوم الأصدقاء بتشجيع كافة الأطراف اليمنية كي يشاركوا بشكل كامل وبنشاط في مؤتمر الحوار الوطني. العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية : - سيقوم اليمن باستكمال عملية العدالة الانتقالية وقانون المصالحة الوطنية بالشكل النهائي. - سيقدم أصدقاء اليمن الدعم الفني واللوجستي والمالي لكي تتمكن الحكومة اليمنية من تنفيذ خطوات المصالحة وتعويض المتضررين من الشعب وكذلك إعادة الإعمار في المناطق المتضررة أيضاً. المسار الاقتصادي - يستكمل تنفيذ برنامج انتقالي مدته سنتان من أجل الترسيخ والتنمية ووضع أولويات واضحة للسنتين المقبلتين ووضع إطار لتنسيق الدعم الدولي كما سينفذ الإطار الائتماني السريع الخاص بصندوق النقد الدولي وكذلك العمل مع صندوق النقد الدولي على وضع إطار تسهيلات ائتمانية طويل المدى. - سيدعم الأصدقاء وكذلك المانحون الدوليون مشاريع التنمية التي تشملها الخطة الانتقالية الموضوعة على مدى سنتين بناءً على أولويات متفق عليها وتقديم الدعم لتطوير القدرات وجهود التنسيق الحكومي ومراجعة وتطوير أشكال الدعم الملائمة لإعادة الإعمار والنمو في اليمن بما في ذلك إنشاء صندوق ائتماني لمختلف المانحين. - سيقوم الأصدقاء بالاتفاق على موعد انعقاد مؤتمر المجموعة الاستشارية المانحة وكذلك على البرمجة والدعم المالي لليمن ،كما سيقوم أصدقاء اليمن باستكمال الدعم الخاص بالأزمة الإنسانية التي تؤثر على ملايين اليمنيين. - ويؤكد الأصدقاء أهمية الجهود المبذولة حالياً لدعم حكومة اليمن في معالجتها مسائل القوى العاملة والبطالة في اليمن ،وهذا يجب أن يأخذ صيغة إيجاد فرص العمل وتدريب العمالة اليمنية وتشجيع الاسثتمارات الاجنبية المباشرة لتوفير فرص العمل الجديدة داخل اليمن. المسار الأمني اعادة التنظيم العسكري والأمني : - سيستكمل اليمن الخطوات اللازمة لاستعادة الأمن والاستقرار وإزالة عوامل التوتر وإعادة بناء القوات المسلحة وقوات الأمن وفق الخطة التي سيتم الانتهاء منها في شهر ديسمبر 2012 م. - الأصدقاء ملتزمون بتقديم الدعم الفني واللوجستي والمالي لتنفيذ الخطة كما هو مطلوب. مكافحة الإرهاب والأخطار المحدقة بالنظام العام : - سيعد اليمن خطة شاملة لمكافحة القاعدة في شبه جزيرة العرب واستعادة السيطرة على جميع المناطق التي تحتلها عناصر القاعدة في البلاد. وستقوم قوى الأمن بضمان حماية الطرق السريعة لمنع أية هجمات أخرى على البنى التحتية الحساسة بما في ذلك أنابيب النفط والغاز. - سيقدم الأصدقاء الدعم لمكافحة الإرهاب وكذلك وحدات حرس السواحل كي تستطيع مواجهة تحديات تنظيم القاعدة والقرصنة. إصلاح الشرطة والقضاء : - سيبدأ اليمن في تنفيذ الإصلاحات الخاصة بالشرطة والقضاء. - سيقدم الأصدقاء الدعم الفني واللوجستي والمالي لعملية الاصلاح في اليمن. السبيل الى الأمام : - ستقوم حكومة اليمن بإنشاء سكرتارية لأصدقاء اليمن في وزارة الخارجية. - أصدقاء اليمن يشكرون المملكة العربية السعودية لاستضافتها المؤتمر القادم للمانحين في الفترة ما بين 27 - 30 يونيو 2012م. - كما أعرب أصدقاء اليمن عن شكرهم للمملكة العربية السعودية على استضافتها للاجتماع الوزاري ووافقوا على عقد الاجتماع التالي في 27 - 28 سبتمبر على هامش الدورة السابعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة. وأقرت هذه البنود في الرياض يوم ، 2 رجب 1433ه ،الموافق 23 مايو 2012 م..