قال وزير الخارجية اليمني الدكتور أبوبكر القربي إن الأيام القليلة المقبلة ستشهد جهوداً إضافية للمؤسسات العسكرية والأمنية اليمنية لتطهير محافظة أبين من الجيوب الأخيرة لتنظيم «القاعدة»، مؤكداً عدم وجود معوقات تعترض الحل الأمني لمكافحة التنظيم في اليمن. وأعلن القربي في حوار مع «الحياة» أن جهود الأجهزة الأمنية تتواصل على مدار الساعة في محاولة لإطلاق سراح نائب القنصل السعودي المختطف في عدن عبدالله الخالدي، وأضاف: «نتمنى أن تسمعنا الأيام المقبلة أخباراً طيبة عن المختطف». وأشار إلى أن اليمن أكد لإيران أن عدم الاستقرار وإثارة الفتن أو الصراعات الطائفية من أي طرف كان، لا يهدد دولة بعينها وإنما المنطقة برمتها. وهنا نص الحوار: هل تسير الحكومة اليمنية في حلها الأمني لمشكلة تنظيم «القاعدة» في اليمن وفق ما هو مخطط له؟ وهل هناك معوقات؟ - الحكومة اليمنية لا تعتبر الحل الأمني الحل الوحيد لمكافحة أي ظاهرة تمرد على مؤسسة الدولة، واللجوء إلى الحل الأمني يأتي ضمن حزمة من المعالجات للتحديات التي يمثلها الإرهاب على الدولة اليمنية. وجهود المؤسسات العسكرية والأمنية ستكلل بالنجاح خلال الأيام القليلة المقبلة في تطهير الجيوب الأخيرة لتنظيم «القاعدة» في محافظة أبين، وليست هناك أية معوقات، وينبغي النظر من الآن نحو تكثيف الجهود لإعادة الإعمار وتعويض سكان المنطقة التي تضررت جراء الأعمال العدوانية للقوى الضالة. هل تعتبرون التفجير الذي استهدف العرض العسكري في صنعاء بمثابة «رد الدّين» للجيش اليمني لما حققه من إنجازات تمثلت في مقتل قيادي في التنظيم، وطرد عناصر تنظيم «القاعدة» من لودر، وإحباط تفجير طائرة أميركية في اليمن؟ - في الحرب على الإرهاب والمعارك الكبيرة التي تخوضها قواتنا المسلحة والأمن في الظروف الصعبة التي تمر بها اليمن بعد الخروج من أزمة خانقة كادت تجرّ البلاد إلى حرب أهلية، من الطبيعي أن تكون هناك بعض الاختلالات في الجوانب الأمنية، الأمر الذي مكّن قوى الإرهاب من القيام بعملها الجبان في ميدان ال70 عشية الاحتفال بعيد الوحدة اليمنية. والعمل الإرهابي يعكس حال التخبط والانهزام التي يعاني منها العناصر الإرهابيون بعدما تعرضوا لضربات موجعة من القوات المسلحة والأمن وأبناء اللجان الشعبية. هل هناك تعاطف من القبائل مع عناصر «القاعدة» كون التنظيم سيطر على بعض المدن اليمنية؟ وما هي الأسباب التي فتحت ل «القاعدة» باب الاستقرار في اليمن كي يتوسع؟ - هناك جملة من العناصر التي ساهمت في توسع نشاط تنظيم «القاعدة» الإرهابي في المناطق التي يوجد فيها، ومن أبرزها دخول البلد في أزمة سياسية خانقة، وانقسام المؤسسات الأمنية والعسكرية، وبالتالي ضعف أدائها خلال الأزمة التي مر بها اليمن في العام الماضي، الأمر الذي مكّن الإرهاب من الانتشار مستفيداً من تناقضات الأزمة. وساهمت الأوضاع الإنسانية الصعبة في استمالة الإرهابيين لبعض العناصر المحليين في المناطق التي أنفق فيها تنظيم «القاعدة» الكثير، إلا أن الإمساك بالولاية العامة من غير وجه حق وبصورة تخالف شرع الله والقوانين النافذة المستمدة من الشرع سرعان ما فضح النيات الإرهابية للتنظيم، وأدى إلى تماسك المجهود الشعبي مع الجيش والأمن لتحقيق الانتصار. هل فتحتم باب الحوار مع عناصر التنظيم أو وسطاء بينكم وبين التنظيم؟ - لا يمكن بدء الحوار مع الإرهابيين إلا بعد التزامهم وقف الأعمال الإرهابية وعودتهم إلى جادة الصواب ونبذ العنف والإرهاب. هل ساعدكم التدخل الأميركي في محاربة الإرهاب في اليمن؟ وما هو مستوى التعاون الأمني اليمني – الأميركي على الأراضي اليمنية؟ - التعاون اليمني -الأميركي في مكافحة الإرهاب متواصل بأشكال شتى، تتفاوت ما بين التعاون اللوجستي والتدريب وتبادل المعلومات والتنسيق في الحرب الكونية على الإرهاب، وحقق التعاون نتائج طيبة من منطلق أن شرور الإرهاب لا تستهدف أمن واستقرار وسلامة اليمن فحسب، بل مجمل دول المنطقة والعالم ما هي آخر نتائج جهود الإفراج عن الديبلوماسي السعودي المختطف عبدالله الخالدي؟ وإلى ماذا أفضت وساطات القبائل ووجهاء المنطقة حتى الآن؟ - نتمنى أن تُسمعنا الأيام المقبلة أخباراً طيبة عن نائب القنصل السعودي في عدن، لأن جهود الأجهزة الأمنية تتواصل على مدار الساعة، ولا تخلو من وساطات وجهود لوجهاء المنطقة. تتحدثون عن أطراف في إيران يتدخلون في الشؤون الداخلية اليمنية، هل لكم أن تطلعونا على حقيقة التدخل الإيراني في الشؤون اليمنية الداخلية؟ وهل بقية الدول الحليفة لليمن على علم به؟ - الشعب اليمني يرتبط بعلاقات تاريخية وأخوية مع الشعب الإيراني، إلا أن بعض الأطراف في إيران يعمل على التدخل في الشأن الداخلي اليمني، وأكدنا دائماً للأخوة في إيران ضرورة الحرص على علاقاتهم مع اليمن ودول المنطقة، لأن عدم الاستقرار وإثارة الفتن أو الصراعات الطائفية من أي طرف كان، لا يهدد دولة بعينها وإنما هو تهديد للمنطقة برمتها. هل الرئيس اليمني (السابق) علي عبدالله صالح يتدخل في شؤون الحكومة الحالية؟ وما هي الآلية التي تضمن عدم التدخل في أداء حكومة الوفاق الوطني؟ - الرئيس السابق علي عبدالله صالح يأتي دوره من خلال المؤتمر الشعبي العام، الطرف الأول في تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، باعتبار مكانته في المؤتمر الشعبي العام الشريك في العملية الانتقالية وحكومة الوفاق الوطني، ولا أجد مبرراً للسؤال باعتبار أعضاء بارزين في المؤتمر الشعبي العام يعملون تحت قيادة الرئيس عبدربه منصور هادي النائب الأول والأمين العام للمؤتمر الشعبي العام ومع رئيس مجلس الوزراء محمد سالم باسندوة لإنجاح المبادرة وعملية الانتقال السياسي في اليمن.