وقفت "الرياض" على موقع مسجد الخليل ابراهيم الذي تمكنت الجهات الأمنية مؤخراً من ضبط مواد كيميائية تستخدم لصنع المتفجرات وضعتها عناصر ضالة كانت تضمر الشر لهذا الوطن ولأهله وتم دحرها وافشال مخططها الأثيم. في البداية بدا ونحن على مشارف الوصول الى موقع المسجد انه يقع داخل حي الفيحاء بالسلي وعلى مساحة تقارب الألف ومائتي متر مربع اتضح وقوع احد جهاته على امتداد شارع رئيسي تنتثر على جانبيه محال تجارية ومطاعم فيما جهته الشمالية داخل الحي ويبدو أن انزوائه نوعاً ما عن الحي هو ما اغرى باختياره لهذه الرغبة الأثيمة لدى الفئة الضالة ولعل ارتياد عدد كبير من المقيمين للصلاة فيه يؤكد هذا الاستنتاج إلاّ ان العم عبدالعزيز بن محمد المشاري من جماعة المسجد استبعد هذا الاستنتاج، وقال ان المسجد اغلب مرتاديه من اهالي الحي منذ انشائه من قبل اهل الخير قبل ثلاثة عشر عاماً. ويبدى العم عبدالعزيز ابو محمد اندهاشه من تواطؤ مؤذن المسجد واستغلاله في عمل خائن مثل هذا معتبراً انه عمل غير مقبول دينياً ولا انسانياً ولا يتسق مع اخلاقنا النبيلة التي حثنا عليها ديننا الحنيف. وكشف المشاري عن ان المؤذن وهو احد سكان الحي غير متعلم ابداً ولم يلتحق بأي تعليم رسمي وهو ما يثير الدهشة في كيفية اعتماده مؤذنا رغم هذا الجهل الفادح ويواصل المشاري حديثه قائلاً: للأسف ان هذا الشاب الذي لم يجاوز الاثنين وعشرين عاماً كانت مخايله وسيماه توحي بالثقة والاطمئنان ولم يكن في تصرفه ما يوحي بأي ريبة او تصرف لافتا عدا هدوءه وملامحه البريئة التي تجعلك تثق فيه وتأتمنه على أي شيء. العم عبدالعزيز المشاري يشرح تقصير الوزارة للمحرر ويتوقف ابو محمد قليلاً ثم يطلق آهة متحسّرة ويبدي ندمه على ان يصدر من هذا الشاب الذي اؤتمن على المسجد وكلف بمهمة جليلة وهي الصدع بالأذان لأقدس عبادة ليفاجئنا جميعاً بسلوك لم نفق من دهشته حتى الآن. ويلقي العم المشاري باللائمة على وزارة الشؤون الإسلامية التي قال انها المسؤول الغائب الذي لم نشاهده في أي ظرف، فالأثاث يهترئ ويتهالك ولا نجد أي دعم، وكذلك الحال بالنسبة للمكيفات او دورات المياه وغيرها من مرافق المسجد واثاثه، حيث ان ما تشاهده الآن هو من جهود اهل الحي. ويرجع العم ابو محمد هذا التردي للمسجد الى ايكال مهمة الصيانة لشركات لا يهمها سوى الربح فقط بعيداً عن سمو هذه الخدمة وانها تخص بيوت الله فالنظافة سيئة منذ سبعة شهور والمايكروفات يتم سرقتها ونحن الأهالي نقوم بشراء البديل فضلاً عن انقطاع المياه ونحن ايضاً من يقوم بتأمينها. أمام المسجد متحدثاً ل «الرياض» ويتساءل ابو محمد عن كيفية اعتماد مؤذن من الوزارة دون وجود اشتراطات للتعليم او غيره. ووفقاً لمصادر "الرياض" فإن الوزارة لم تعلم عن قضية المسجد سوى هذا اليوم الذي تباشر فيه "الرياض" عمل تقريها الميداني وهو ما يضع علامة استفهام كبيرة حول دور وزارة الشؤون الإسلامية في متابعة بيوت الله التي امر ان يرفع فيها اسمه، كما اشارت المصادر الى ان المؤذن قام بمهمته والتواطؤ مع الفئة الضالة بعد ان قام باستبدال مفتاح الغرفة بآخر. الزميل الحسني يطلع على الغرفة الملحقة بالمسجد التي تمت فيها الضبطيات "الرياض" التقت بإمام المسجد الشيخ خالد حمد الحربي الذي يحمل درجة الماجستير في الفقه المقارن من معهد القضاء العالي الذي ابدى حيرته وانزعاجه مما حدث، مؤكداً عدم اقراره هو وجماعة المسجد في ما حدث واستغلال المسجد في عمل اجرامي يتنافى مع ديننا الحنيف وسماحته وحول واقعة القبض على الفئة الضالة ابدى سعادته بسرعة جهود الجهات المختصة واحترافيتها، معتبراً ان انجازها بتلك السلاسة التي لم تعكر صفو المصلين وعدم الشوشرة عليهم، يؤكد رقيّ هذه الأجهزة ويضيف: لم تتم عمليات المتابعة او الرصد حتى المساءلة بشكل عشوائي او مزعج فالرقي والتثبت قبل أي عمل وحسن التعامل مع الموقف كان مبعثاً للفخر والسعادة فجزاهم الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء. كما التقينا بحارس المسجد الحالي الذي قال ان اسمه محمد طيوب من الجنسية البنجلاديشية يبلغ من العمر اربعة وعشرين عاماً لغته العربية ضعيفه قال ان مهمته محصورة في النظافة وضعف لغته لا تساعده على التواصل مع الآخرين في عمله منذ عام وشهرين. وختمت "الرياض" جولتها بالتجول في مرافق المسجد وتم الاطلاع على الغرفة التي تم ضبط المواد الكيميائية بها وكانت قريبة من باب المسجد الخارجي وهي عبارة عن مستودع صغير.