منذ تعيينه مؤذناً لأحد مساجد العاصمة السعودية، أُعطي قائد خلية الرياض الإرهابية (سعودي الجنسية) التي أعلنت السلطات الأمنية السعودية القبض على عناصرها أول من أمس في الرياض، مفاتيح المسجد وملحقاته، وبينها مفتاح لمخزن صغير، استخدمه أعضاء الخلية «مخبأً»، لمواد كيماوية ومكونات مواد متفجرة وجوالات مُشَّركة للتفجير عن بعد. (راجع ص2) ولاحظ أهل «مسجد الخليل»، في حي السلي (جنوب شرقي الرياض)، أن المؤذن غيَّر قُفْل المخزن، بعد أن تولى عهدته بأيام قليلة، ما دفعهم إلى سؤاله عن السبب، فكانت إجابة «المؤذن الجديد» أنه «يجري بعض التعديلات داخل المخزن». باستثناء ذلك، لم يلحظ المصلون في «مسجد الخليل» شيئاً على مؤذنهم الذي علمت «الحياة» أنه قُبض عليه في شهر رمضان الماضي. ويقول المسن عبدالعزيز المشاري الذي يذهب إلى المسجد بشكل مستمر: «لم نر عليه أي ملاحظات تذكر». وبرر ذلك بأن المؤذن الجديد كان لا يطيل الجلوس في المسجد، فهو أول من يغادر بعد الصلاة. وأضاف: «حاولت التحدث معه ليتأخر في مغادرة المسجد، ليراقب المسجد ويغلق الأبواب بعد خروج المصلين، إلا أنه كان يكتفي بالقول: إن شاء الله.. إن شاء الله». وأكد أن تصرفاته لم تكن مريبة، «وإلا كنَّا أبلغنا الجهات المختصة». وقال المسن وعلامات الصدمة لا تفارقه: «خدعنا؛ وغرر بسكان الحي، وأظهر لنا أنه رجل فاضل وصاحب خلق، ولم يخطر ببالنا للحظة أنه يحاول زعزعة أمن الدولة، بالتعاون مع خلايا إرهابية، حتى كشف الأمر وتبينت نياته الضالة». وبحسب بعض سكان الحي، وحارس المسجد (من جنسية شرق آسيوية)، فإن المؤذن الجديد كان انطوائياً، قليل الكلام والاختلاط بالناس، كما تبدو على وجهه علامات الورع والدين، وهو ما زاد صعوبة التعرف عليه. وذكر المشاري أن المؤذن «كان بنظري ونظر جماعة المسجد رجلاً صاحب خلق، وهو شاب قليل الكلام يبدو على وجهه الورع والدين، قليل الاختلاط بالناس، ويلبس الثياب القصيرة، ولم نكن نعرفه جيداً، إذ لم يتم تعيينه إلا منذ 3 أشهر فقط». وكانت وزارة الداخلية أعلنت أول من أمس القبض على أعضاء خليتين في كل من الرياضوجدة على صلة بتنظيم “القاعدة" في اليمن. وذكرت أن رصد أعضائها أسفر عن ضبط مواد كيماوية تستخدم في صنع المتفجرات، ومبالغ مالية. وأوضحت أنه تم القبض على ثمانية أشخاص هم سعوديان وستة يمنيين.