الغذاء الجيد ذو أثر كبير على الفرد ومقدرته الجسدية والعقلية، والصحة الجيدة تعني الحيوية والقوة والنشاط والمقدرة على التحمل ولا تعني السمنة والامتلاء إطلاقا". وسلامة الأم وغذاؤها الجيد ضروريان لإنجاب طفل سليم معافى، بالإضافة الى ما يجب أن يتناوله الطفل من غذاء متكامل كي تنمو أعضاؤه وأنسجته بشكل طبيعي. وليست الأسنان إلا نسيجا وعضوا من أعضاء الجسم. لذلك يترك الغذاء أثرا واضحا عليها، لذلك يتوجب على المرأة الحامل أن تزيد من القيمة الغذائية لطعامها دون إفراط في ذلك لتضمن تقديم الغذاء الكافي لجنينها مع الانتباه الى أن ذلك لا يعني تناول كميات كبيرة من الطعام بل تناول الطعام المتوازن المفيد المغذي. قبل أن يولد طفلك لطفلك أسنان تنمو داخل لثته قبل أن يرى النور. حيث تبدأ الأسنان اللبنية في التكون بعد الأسبوع السادس أو الثامن من الحمل. لذلك نرى أن ما يصيب الأم الحامل من أمراض أو ما تتناوله من أدوية ضارة بالأسنان أو سوء تغذية يترك أثره على الأسنان اللبنية في المستقبل. فالجنين المتطور في رحم الأم يحتاج الى الكالسيوم والفسفور والفيتامينات لتتكون في فمه أسنان متينة متناسقة فأسنانه تحتاج الى الغذاء المفيد، وغذاؤه مستمد من طعامك اليومي وخلافا للمزاعم فإن طفلك لا يسلب الكالسيوم من أسنانك. إذا" فالغذاء الجيد المتكامل المتوازن الذي يحوي كافة العناصر الهامة بما فيها الفيتامينات والمعادن ذو أثر كبير على الجنين وعلى أسنانه اللبنية بعد الولادة ومن المعروف أن طرق التغذية وانواع الغذاء في مرحلة الطفولة المبكرة لها أكبر الأثر على الصحة العامة. الهرم الغذائي لذا فإن التوصيات المطلوبة لتحسين الصحة من خلال اختيار الغذاء الأفضل هي كما يلي: 1- تناول الأطعمة المتنوعة. 2- موازنة كمية الغذاء مع مستوى النشاط الحركي كي نحافظ ونحسن من وزن الجسم. 3- اختيار الغذاء المحتوي على الكثير من الفواكه، والخضراوات، والحبوب. 4- اختيار الغذاء القليل الدهن والكوليسترول. 5- اختيار الغذاء المحتوي على السكر بشكل متوازن ومعتدل. 6- استخدام الملح والصوديوم بشكل معتدل ومتوازن. دليل الهرم الغذائي إن الهرم الغذائي يحتوي على خمس مجموعات هي: 1- مجموعة الخبز، الحبوب، الرز، والمعكرونة. 2- مجموعة الخضراوات. 3- مجموعة الفواكه. 4- مجموعة اللحوم، الدجاج، الأسماك، البيض، الحبوب الناشفة. 5- مجموعة الحليب، اللبن، والجبن. إن دليل الهرم الغذائي يركز على ضرورة التنوع في الغذاء مع التركيز الأكبر على مجموعات الخضراوات، والفواكه والحبوب ولكن ولسوء الحظ فإن عادات المجتمع السائدة تركز على مجموعات الزيوت، الدهون، والسكريات مع التقليل من مجموعة الفواكه والخضراوات والحبوب مع ما يصاحبها من قلة النشاط الحركي. النظم الغذائية من الواضح من عدة دراسات وأبحاث حديثة أن اكثر من نصف عدد الأطفال يأكلون خمس أو اكثر وجبات خلال اليوم (تشمل الوجبات الرئيسة وما بين الوجبات) إضافة الى ذلك فإن الأطفال يأكلون الجزء الأكبر من الوجبات خارج المنزل. دور الكالسيوم والفسفور في تشكيل الأسنان يعتبر هذان العنصران في مرحلة التكلس من أهم العناصر لتشكيل الأسنان وتكلسها، وبعد اكتمال البزوغ يلعبان دورا هاما في الدفاع عن السن تجاه التسوس. والمهم في الموضوع ان يستطيع الجسم امتصاص الكالسيوم والفسفور والاستفادة منهما وليس المهم حجم الكمية المأخوذة . ولكي يحصل الجسم على أفضل النتائج من وجود عنصري الكالسيوم والفسفور، لا بد من توفر فيتامين د ( (VIT-D) الذي يلعب دور المنظم الاساسي في تكلس العظام والأسنان. وتعتبر مرحلتا الطفولة والشباب المبكر مرحلتين هامتين لتكوين العظام، لذا فان قلة تناول الكالسيوم وعلى الأخص إذا صاحبه قلة الحركة يؤثر على كثافة العظام الطبيعية. وبناء" عليه يستمر الاهتمام الكبير بدور الكالسيوم في طب الأطفال الوقائي ضد حدوث مرض هشاشة العظام (Osteoporosis) الذي يصيب الإنسان في مراحل العمر المتقدمة خاصة عند النساء. وللأسف من الملاحظ أن تناول الكالسيوم عند الاطفال ذوي الاعمار 6- 11 سنة في تناقص مستمر وواضح. ومن الممكن التغلب على هذه المشكلة عن طريق التوعية الغذائية باختيار أطعمة غنية بالكالسيوم. أثر الفيتامينات على الأسنان الفيتامينات مواد ضرورية للحياة ونقصها من الغذاء يؤدي إلى عدة أمراض خطيرة، على أنها ليست هي الغذاء بل تعتبر الوسيط الذي يجعل الجسم يستفيد من الطعام بشكل جيد، فهي إذا مواد مكملة للمواد الغذائية. بعض الفيتامينات يركبها الجسم وبعضها لا يستطيع تركيبه ولا بد من توافره في الطعام اليومي. ومن أهم الفيتامينات ذات الأثر على الأسنان والفم. 1- فيتامين (Vit-A) هذا العنصر ضروري للحفاظ على تركيب وعمل النسيج البشري ويؤدي نقص هذا الفيتامين الى: أ- إصابة اللثة بالتضخم والالتهاب الحاد. ب- ارتخاء في الأسنان. ج- خلل في عمل الخلايا المكونة لمادة المينا فيصاب السن بنقص التكلس وتصبح عملية الحشو صعبة في المستقبل. 2- فيتامين ب : المركب (Vit-B complex) من أهم مركبات هذا الفيتامين: أ- فيتامين ب1 المركب نقصه يؤدي الى: 1- تزداد حساسية الأسنان. 2- تبدو اللثة واللسان وأنسجة الفم ملطخة باللون الاحمر الغامق. ب- فيتامين ب2 نقصه يؤدي الى: 1- يؤثر بشدة على أنسجة الفم واللسان 2- تصاب زوايا الفم حيث التقاء الشفة العليا بالشفة السفلى بالتشقق والالتهاب. ج- حمض الفوليك (Folic acid) نقصه يؤدي إلى: فقر الدم الذي يؤثر على اللسان فيشعر المريض بحس حارق في اللسان وأنسجة الفم وينتفخ اللسان وتبرز حليماته. د- فيتامين ب12 (Vit-B12) نقصه يؤدي إلى: فقر الدم الذي يؤثر على اللسان فيصبح أحمر أملس. 3- فيتامين ج(Vit-C) نقصه يؤدي إلى: 1- يؤثر على اللثة فتتورم وتحتقن وتنزف لأقل سبب أو ضغط عليها وقد تنزف من ذاتها. 2- يحدث رائحة كريهة للفم. 3- تبدا الأسنان بالحركة مما قد يؤدي إلى خلعها حتى وهي خالية من التسوس. 4- نقص في تكلس الأسنان. 4- فيتامين د (Vit-D) هو فيتامين ضروري جدا كي يستطيع الجسم الاستفادة من عنصري الكالسيوم والفسفور وتشكيل الأنسجة الصلبة فيه. ونقصه أثناء مرحلة التكلس العظمي والسني يؤدي الى: حدوث ضمور في المينا والعاج والأسنان ومن ثم تشوهات في الأسنان، وكذلك تتأثر عظام الفكين فتصاب بالتشوهات الواضحة، أما نقصه بعد اكتمال النمو فإنه لا يؤثر على الأسنان. كذلك نقصه يسبب تسوسات الأسنان. وجع أسنان الأطفال أسنان طفلك بيئة حية لها اثر على أعضاء الجسم. ورغم مظهرها الصلب، فإنها عرضة للتسوس بسبب المواد السكرية التي يأكلها، فالبكتريا تحول السكر إلى أحماض تهاجم المينا- الغشاء الواقي للسن ومتى حصل هذا ينتقل التسوس بسرعة الى العصب فيحدث الالتهاب والألم. ولذلك فإن التقليل من السكر (ولا سيما الأنواع التي تعلك فهي أسوأ من أنواع المشروبات). يعتبر الخطوة الأولى للحد من الإصابة بالتسوس ومن احدى وسائل مكافحة التسوس مادة الفلورايد. فهو معدن طبيعي يزيد من مقاومة الأسنان للمواد الحمضية وبذلك يقل التسوس. ولكن من المهم أن لا نتناول مادة الفلور بكميات كبيرة لأنها تؤدي إلى خلل في عمل الخلايا المكونة للمينا فيحدث نقص في تكلسها. ويجدر بالأم أن تبلغ الطبيب عن أي ألم يصيب أسنان طفلها سواء أكان خفيفا نابضا أم وخزا حادا. مرض الرضاعة الصناعية (Babv Bottle Syndrome) تصاب الأسنان الأمامية للطفل سواء العلوية او السفلية منها بالتسوس الذي قل ينتشر بسرعة ويؤثر على الأسنان بشكل واضح ومدمر. هذه الإصابة ناتجة عن إعطاء الطفل قبل النوم أو أثنائه زجاجة فيها سائل محلى بالسكر كعصير الفاكهة أو الحليب مما يساعد بصورة كبيرة على ظهور التسوس حيث تكون الأسنان مغطاة تماما بهذا الشراب الممزوج بالسكر لفترة طويلة ويساعدها كذلك نقص الإفرازات اللعابية أثناء النوم وبالتالي يكون التخلص من هذا السائل خارج الفم قليلا. فعلى الأم مراعاة ما يلي أثناء استخدام زجاجة الحليب: 1- عدم اعطاء الطفل هذا السائل الممزوج بالسكر قبل النوم أو أثنائه وإن كان لا بد من تغذيته بالزجاجة فليكن ذلك دون إضافة السكر. 2- لا تستعمل حلمة زجاجة متسعة الثقوب والتي تجعل الحليب يتدفق بكثرة حيث يحدث ذلك على مد اللسان لسد الثقوب أو التقليل من التدفق مما ينتج عنه إعوجاج الأسنان والحاجة لتقويمها. 3- أن لا تسند زجاجة الطفل فالحليب او العصير المترسب حول الأسنان يساهم في تسوسها. 4- البدء بفحص أسنان الطفل عندما يبلغ السنة وقبل أن يشكو من ألم الأسنان.