يظهر خلال مراحل عمر الإنسان نوعان من الأسنان هما: أولاً: الأسنان غير الدائمة أو المؤقتة وتسمى الأسنان اللبنية وتكون غير مكتملة النمو وعددها 20 سنا حيث يوجد عشرة في الفك العلوي ومثلها في الفك السفلي وتبدأ في الظهور على سطح اللثة بدءاً من الشهر السادس بعد الولادة ويكتمل عددها في عمر السنتين. ثانياً: الاسنان الدائمة والتي تبدأ في الاستبدال عوضا عن الاسنان المؤقتة عندما يصل عمر الطفل ست سنوات ويصل عددها 32 ويكتمل عددها عندما يصل عمر الفرد إلى 24 عاما حيث يبدأ ظهور الأضراس الخلفية التي يطلق عليها اضراس العقل ما بين 18- 24 سنة من العمر. وتتكون الأسنان من عدة طبقات أهمها الطبقات الثلاث التالية: اولاً: طبقة المينا Enamel وهذه تتكون من 96% أملاح معدنية، 3% ماء وحوالي 1% مواد عضوية.وأهم الأملاح المعدينة هي الكالسيوم والفوسفور والمغنيسيوم وتعتبر هذه الطبقة هي أشد اعضاء أو اجزاء جسم الإنسان صلابة حيث تختلف عن العظام التي تتكون فقط من 60% معادن، وتكون طبقة المينا مضغوطة ومكثفة مما يعطيها زيادة في الصلابة. ولا تحتوي طبقة المينا على أوعية دموية أو أعصاب ولكنها تلتف بالأحماض العضوية التي تؤدي إلى تسوس الأسنان.ويكون الفلوريد وهو أحد العناصر مع فوسفات الكالسيوم مركبا معقداً يمثل نوعاً من الوقاية من تسوس الأسنان. ثانياً: طبقة العاج Dentin تتكون من 70% أملاح معدنية وحوالي 20% مواد عضوية أهمها البروتين الذي يسمى كولاجين وحوالي 10% ماء وتشابه هذه الطبقة تركيب العظام أكثر من طبقة الميناء ولا تحتوي على أعصاب أو أوعية دموية. ثالثاً: منطقة اللب Pulp تحتوي أساساً على المواد العضوية والماء وتحتوي على بعض الأملاح المعدنية أهمها الكالسيوم والفوسفور والفلوريد بكميات أقل من العظام ولكن أكثر من أنسجة الجسم الأخرى.وتعتبر هذه المنطقة هي منطقة التبادل بين المغذيات لمنطقة العاج من وإلى باقي الجسم، حيث تحتوي على الشعيرات الدموية والألياف العصبية. ويمد الغذاء الصحي المتوازن الإنسان خلال مراحل العمر المختلفة بالاحتياجات الغذائية اللازمة لعمليات النمو والتطور ولا سيما خلال مراحل النمو الاولى وهو جنين في رحم أمه. فيؤثر سوء التغذية في هذه المرحلة على تركيب ونمو وتطور انسجة الجسم المختلفة ومنها الأسنان التي يبدأ تكوينها في الاسبوع السادس من الحمل حيث تبدأ في الصلابة من بداية الشهر الثالث إلى الرابع من الحمل. ويؤدي سوء تغذية الأم الحامل إلى زيادة فرصة تسوس اسنان جنينها بعد الولادة خلال مراحل عمره المختلفة أو ظهور بعض التشوهات في الشكل أو التركيب لمكونات الأسنان.هذا ما أكده الدكتور خالد المديني استشاري التغذية العلاجية ونائب رئيس الجمعية السعودية للغذاء والدواء. مضيفا بقوله: عادة تسوس الأسنان يبدأ في السطح الخارجي من السن وهي منطقة المينا ويستفحل التلف في المنطقة الصلبة من السن، وعندما يصل التسوس إلى منطقة العاج يزيد الإحساس والشعور بالمشروبات أو الأطعمة الباردة وعندما يصل التسوس إلى منطقة اللب تظهر التهابات بمنطقة اللب وتؤدي إلى الشعور بآلام شديدة. وقد يؤدي ذلك إلى فقدان السن وظهور التهابات بمنطقة الفك وتلف بالأنسجة المحيطة مما يؤثر على نوعية وكمية الطعام المتناول مما يؤدي إلى سوء التغذية والتي تمثل خطورة على صحة الفرد. ويؤدي تناول العصائر السكرية والحلويات والمشروبات الغازية والحليب الذي يضاف اليه السكر والذي يباع في شكل عبوات خليط من الحليب مع الشوكولاته أو مع أنواع مختلفة من عصائر الفاكهة حيث تضاف اليه كميات كبيرة من السكر، يؤدي ذلك إلى تخمر هذه السكريات في الفم بواسطة البكتيريا فتنتج الأحماض العضوية التي تؤدي إلى تسوس الأسنان. هناك متلازمة تؤدي إلى تسوس الأسنان تسمى متلازمة الإرضاع من القنينة Nursing Bottle Syndrome حيث تضع الأم القنينة المحتوية على مواد سكرية أو عصائر أو حليب أو بدائل حليب الأم في فم الرضيع طول النهار أو تترك القنينة في فمه لإطعامه وهو نائم وبالتالي تتراكم المواد السكرية في الفم محدثة تسوس الأسنان، وتكون غالباً في أسنان الفك العلوي حيث يحمي اللسان أسنان الفك السفلي من التسوس. ويحدث تسوس الاسنان نتيجة اربعة عوامل اساسية هي: (أ) الاستعداد او القابلية الشخصية لتسوس الانسان. (ب) وجود كربوهيدرات قابلة للتخمر في الفم. (ج) وجود الميكروبات التي تخمر الكربوهيدرات. (د) نقص في تركيز الفلورايد في مياه الشرب او معاجين الاسنان. ويعد تسوس الاسنان اكثر المشكلات المرتبطة بالتغذية انتشارا لدى الاطفال في المملكة العربية السعودية والتي تؤثر على صحة الطفل، حيث تؤدي الى سوء التغذية وهناك دراسات عديدة ارتباك تسوس الاسنان بفقدان الوزن نتيجة قلة المتناول من الاطعمة بسبب الم الاسنان او نتيجة فقدان الاسنان او نتيجة وجود الصديد الناتج من التهابات السن والفك والذي يمثل بؤرة صديدية تنقل سموما الى المعدة فتحدث الغثيان وآلم المعدة كما يؤثر هذا الصديد على اعضاء جسم الانسان الاخرى يقل تناول الاطعمة ويكون معظمها بشكل اطعمة شبه سائلة مما يقلل من افراز اللعاب مما يفاقم من سوء التغذية. كما يعتبر تسوس الاسنان السبب الرئيسي لغياب الاطفال من المدراس. والتغذية السليمة لها دور مهم في نمو وتطور وسلامة الاسنان، والانسجة المحيطة بها. ففيتامين (A) ضروري في تكوين طبقة المينا، وفيتامين ج ذو اهمية كبرى في تكوين طبقة العاج وعنصر الكالسيوم والفوسفور مهمان في عملية التكلس، بالاضافة الى ضرورة توفر المغنيسيوم والفلوريد اثناءعملية تكلس الاسنان، اما فيتامين د فيساعد على امتصاص الكالسيوم والفوسفور من الامعاء، كما يعتبر البروتين أحد مكونات الأسنان. يعتبر أهم مصادر الكالسيوم والفوسفور وهما سهلا الامتصاص. ويمثل الحليب ومنتجات الألبان أكثر من 75 % من المتناول اليومي من الكالسيوم في الدول المتطورة، حيث يصعب الحصول على الاحتياجات اليومية من الكالسيوم دون تناول الحليب أو منتجات الألبان. ويعد الكالسيوم والفوسفور أهم العناصر المعدنية لتكوين العظام. ويحتوي كل كوب (240 مليلتراً) من الحليب على 290 ميليغراماً من الكالسيوم، في حين يحتاج الفرد في المرحلة العمرية من 9 إلى 18 عاماً إلى 1300 ميليغرام يومياً ويقل إحتياج الكالسيوم في الفترة من 19 إلى 50 عاماً إلى 1000 ميليغرام، ثم تزيد الكمية بعد هذا العمر لتصل إلى 1200 ميليغرام يومياً. ويعتبر الكالسيوم أكثر العناصر المعدنية وجوداً في الجسم، حيث يشكل حوالي 2 % من وزن الجسم، ويوجد حوالي 99 % من الكالسيوم في الهيكل العظمي والأسنان بينما 1 % منه يكون في الدم والأنسجة الرخوة، وتصل كمية الكالسيوم في الجسم من 25 إلى 30 غراماً عند الولادة وتزيد إلى أن تصل إلى حوالي 1000 إلى 1200 غرامٍ عند اكتمال مرحلة النمو.بالإضافة إلى عنصري الكالسيوم والفوسفور فالحليب يحتوي أيضاً على فيتامين أيه (A) الضروري للنمو وسلامة الجلد ومقاومة العدوى والمهم للنظر، وفيتامين دي (D) الذي يساعد في امتصاص الكالسيوم، وكذلك على مجموعة فيتامين بي (B) المركب اللازمة لإطلاق الطاقة من الكربوهيدرات والبروتينات والدهون بالإضافة إلى الوظائف الحيوية الأخرى. ويحتوي الحليب أيضاً على بروتينات ذات قيمة بيولوجية عالية حيث تعتبر من أفضل أنواع البروتينات من حيث الهضم والامتصاص واحتوائها على الأحماض الأمينية الأساسية لتكوين البروتينات المختلفة اللازمة لبناء وظائف الجسم. وتمد الخضروات والفواكه جسم الإنسان بالفيتامينات والمعادن، كما تعمل على زيادة إفراز اللعاب الذي يعمل على نظافة الفم والأسنان ويقوم بمعادلة الحموضة، وتثبيط نمو البكتيريا ويعتبر وسطاً لنقل وحمل الكالسيوم والفوسفور والمغنيسيوم والفلوريد حيث يتم تبادل هذه العناصر مع سطح السن، كما تعمل على تليين الأطعمة لسهولة البلع. ومما يؤدي الى انتشار تسوس الأسنان بين الأطفال هو قلة اهتمامهم بنظافة الفم واللثة. لذا يجب على الأطفال غسل الفم وتنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون الذي يحتوي على عنصر الفلوريد والأطعمة التي تحتوي على مواد سكرية مباشرة بعد الأكل، خاصة بعد تناول المشروبات الغازية والحلويات وذلك من أجل منع التخمر في الفم الذي يؤدي إلى إنتاج الأحماض التي تحدث تسوس الأسنان وكذلك يجب تناول أطعمة صحية متوازنة للوقاية من سوء التغذية. د. خالد علي المدني استشاري التغذية العلاجية ونائب رئيس الجمعية السعودية للغذاء والتغذية