حذر خبراء في صحة الفم والتغذية العلاجية من إهمال معالجة أسنان طلبة المدارس، وقالوا إن التأخر في معالجة التسوس يكبد السعوديين 3مليارات ريال سنويا. واستعرض الخبراء الإجراءات الوقائية للحد من مخاطر المرض، وأكدوا وجود 4عوامل رئيسية للمعالجة المبكرة، ونبهوا إلى أن المرض استفحل في الآونة الأخيرة، مشيرين إلى إن أكثر من 90% من طلبة المدارس مصابون بالتسوس. ووفقا للدكتور حسان حلواني رئيس شعبة طب أسنان المجتمع بجامعة الملك سعود فإن تكاليف علاج تسوس أسنان الأطفال تكبد السعوديين 3مليارات ريال سنويا. وقال حلواني ل "الرياض" إن الأطفال يمثلون 40%"من إجمالي سكان المملكة، وان أكثر من 90% من طلبة المدارس مصابة أسنانهم بالتسوس، وان 30% لديهم تسوس شديد". وشدد حلواني على ضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية من خلال التوعية والتثقيف والعناية بنظافة الفم والأسنان، إضافة إلى تناول غذاء صحي متوازن، والزيارة الدورية لطبيب الأسنان لعمل تنظيف للأسنان مرتان سنويا. الى ذلك أكد البروفيسور خالد المدني استشاري التغذية العلاجية ونائب رئيس الجمعية السعودية للغذاء والتغذية وجود أربعة عوامل رئيسية لتسوس الأسنان، لافتا إلى أن سوء التغذية المسبب الرئيسي لاستفحال المرض. وقال المدني "إن ترك الرضاعة في فم الأطفال الرضع لفترات طويلة يسبب تسوسا لأسنانهم، فيما أكد إن سوء تغذية الأمهات الحوامل يزيد من فرص حدوث تشوهات الأجنة بعد الولادة. وقال ل "الرياض" إن متلازمة تؤدي إلى تسوس الأسنان تسمى متلازمة الإرضاع من القنينة Nursing Bottle Syndrome حيث تضع الأم القنينة المحتوية على مواد سكرية أو عصائر أو حليب أو بدائل حليب الأم في فم الرضيع طول النهار أو تترك القنينة في فمه لإطعامه وهو نائم وبالتالي تتراكم المواد السكرية في الفم محدثة تسوس الأسنان، وغالباً في أسنان الفك العلوي حيث يحمي اللسان أسنان الفك السفلي من التسوس . وأضاف "عادة ما يبدأ تسوس الأسنان في السطح الخارجي من السن وهي منطقة المينا ويستفحل التلف في المنطقة الصلبة من السن، وعندما يصل التسوس إلى منطقة العاج يزيد الإحساس والشعور بالمشروبات أو الأطعمة الباردة وعندما يصل التسوس إلى منطقة اللب تظهر التهابات بمنطقة اللب وتؤدي إلى الشعور بآلام شديدة وقد يؤدي ذلك إلى فقدان السن وظهور التهابات بمنطقة الفك وتلف بالأنسجة المحيطة ويؤثر على نوعية وكمية الطعام المتناول ما يؤدي إلى سوء التغذية والتي تمثل خطورة على صحة الفرد، ويؤدي تناول العصائر السكرية والحلويات والمشروبات الغازية إلى تخمر السكريات في الفم بواسطة البكتيريا فتنتج الأحماض العضوية التي تؤدي إلى تسوس الأسنان". وأشار استشاري التغذية العلاجية إلى أن تسوس الأسنان يحدث نتيجة لأربعة عوامل أساسية هي: (أ) الاستعداد أو القابلية الشخصية لتسوس الأسنان. (ب) وجود كربوهيدرات قابلة للتخمر في الفم. (ج) وجود الميكروبات التي تخمر الكربوهيدرات. (د) نقص في تركيز الفلوريد في مياه الشرب أو معاجين الأسنان . وزاد "يعد تسوس الأسنان أكثر المشكلات المرتبطة بالتغذية انتشاراً لدى الأطفال في المملكة العربية السعودية والتي تؤثر على صحة الطفل، حيث تؤدي إلى سوء التغذية وهناك دراسات عديدة توضح ارتباط تسوس الأسنان بفقدان الوزن نتيجة قلة المتناول من الأطعمة بسبب ألم الأسنان أو نتيجة فقدان الأسنان أو نتيجة وجود الصديد الناتج من التهابات السن والفك والذي يمثل بؤرة صديدية Septic Focus تنقل سموماً الى المعدة فتحدث الغثيان وآلام المعدة كما يؤثر هذا الصديد على أعضاء جسم الإنسان الأخرى يقل تناول الأطعمة ويكون معظمها بشكل أطعمة شبه سائلة مما يقلل من إفراز اللعاب مما يفاقم من سوء التغذية، كما يعتبر تسوس الأسنان السبب الرئيسي لغياب الأطفال من المدارس والتغذية السليمة لها دور مهم في نمو وتطور وسلامة الأسنان، والأنسجة المحيطة بها. ففيتامين أ (A) ضروري في تكوين طبقة المينا Enamel Layer، وفيتامين ج (C) ذو أهمية كبرى في تكوين طبقة العاج Dentin Layer، وعنصر الكالسيوم والفوسفور مهمان في عملية التكلس Calcification، بالإضافة إلى ضرورة توفر المغنيسيوم والفلوريد أثناء عملية تكلس الأسنان، أما فيتامين د (D) فيساعد على امتصاص الكالسيوم والفوسفور من الأمعاء، كما يعتبر البروتين أحد مكونات الأسنان" . وأكد المدني أن الغذاء الصحي المتوازن يمد الإنسان خلال مراحل العمر المختلفة بالاحتياجات الغذائية اللازمة لعمليات النمو والتطور ولاسيما خلال مراحل النمو الأولى وهو جنين في رحم أمه، فيؤثر سوء التغذية في هذه المرحلة على تركيب ونمو وتطور أنسجة الجسم المختلفة ومنها الأسنان التي يبدأ تكوينها في الأسبوع السادس من الحمل حيث تبدأ في الصلابة من بداية الشهر الثالث إلى الرابع من الحمل. ويؤدي سوء تغذية الأم الحامل إلى زيادة فرصة تسوس أسنان جنينها بعد الولادة خلال مراحل عمره المختلفة أو ظهور بعض التشوهات في الشكل أو التركيب لمكونات الأسنان . وقال المدني "يعتبر الحليب أهم مصادر الكالسيوم والفوسفور وهما سهلا الامتصاص ويمثل الحليب ومنتجات الألبان أكثر من 75% من المتناول اليومي من الكالسيوم في الدول المتطورة. حيث يصعب الحصول على الاحتياجات اليومية من الكالسيوم دون تناول الحليب أو منتجات الألبان. ويعد الكالسيوم والفوسفور أهم العناصر المعدنية لتكوين العظام. ويحتوي كل كوب ( 240ميليلتراً) من الحليب على 290ميليجراماً من الكالسيوم، في حين يحتاج الفرد في المرحلة العمرية من 9إلى 18عاماً إلى 1300ميليجرام يومياً ويقل احتياج الكالسيوم في الفترة من 19إلى 50عاماً إلى 1000ميليجرام، ثم تزيد الكمية بعد هذا العمر لتصل إلى 1200ميليجرام يومياً، ويعتبر الكالسيوم أكثر العناصر المعدنية وجوداً في الجسم، حيث يشكل حوالي 2% من وزن الجسم، ويوجد حوالي 99% من الكالسيوم في الهيكل العظمي والأسنان بينما 1% منه يكون في الدم والأنسجة الرخوة، وتصل كمية الكالسيوم في الجسم من 25إلى 30جراماً عند الولادة وتزيد إلى أن تصل إلى حوالي 1000إلى 1200جرامٍ عند اكتمال مرحلة النمو. بالإضافة إلى عنصري الكالسيوم والفوسفور فالحليب يحتوي أيضاً على فيتامين أ (A) الضروري للنمو، وسلامة الجلد، ومقاومة العدوى، والمهم للنظر، وفيتامين د (D) الذي يساعد في امتصاص الكالسيوم، وكذلك على مجموعة فيتامين ب (B) المركب اللازمة لإطلاق الطاقة من الكربوهيدرات والبروتينات والدهون بالإضافة إلى الوظائف الحيوية الأخرى. ويحتوي الحليب أيضاً على بروتينات ذات قيمة بيولوجية عالية حيث تعتبر من أفضل أنواع البروتينات من حيث الهضم والامتصاص واحتوائها على الأحماض الأمينية الأساسية لتكوين البروتينات المختلفة اللازمة لبناء وظائف الجسم، وتمد الخضروات والفواكه جسم الإنسان بالفيتامينات والمعادن، كما تعمل على زيادة إفراز اللعاب الذي يعمل على نظافة الفم والأسنان ويقوم بمعادلة الحموضة، وتثبيط نمو البكتيريا ويعتبر وسطاً لنقل وحمل الكالسيوم والفوسفور والمغنيسيوم الفلوريد حيث يتم تبادل لهذه العناصر مع سطح السن، كما تعمل على تليين الأطعمة لسهولة البلع، ومما يؤدي إلى انتشار تسوس الأسنان بين الأطفال هو قلة اهتمامهم بنظافة الفم واللثة. لذا يجب إرشاد الأطفال لغسل فمهم وتنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون الذي يحتوي على عنصر الفلوريد والأطعمة التي تحتوي على مواد سكرية مباشرة بعد الأكل، خاصة بعد تناول المشروبات الغازية والحلويات وذلك من أجل منع التخمر في الفم الذي يؤدي إلى إنتاج الأحماض العضوية التي تحدث تسوس الأسنان. وكذلك يجب تناول أطعمة صحية متوازنة للوقاية من سوء التغذية".