على الرغم من كونه من أشد الحيوانات المفترسة ضراوة على وجه الأرض وشراسة إلا أن مجموعة الصور المتسلسلة التي التقطتها المصورة الأمريكية "سوزي إسزتيرهاس- 36 عاماً" لأسدٍ ضخم يلاعب شبله الذي يلتقيه لأول مرة تظهر أن هذا الضرغام الشرس على قدر من الوداعة والحنان غير المستغرب بين الأب ووليده . وقد بذلت المصورة جهداً عظيماً في التقاط هذه الصور الرائعة بعد قضائها لثلاثة أشهر وهي تراقب بشكل شبه يومي قطيعاً من الأسود البرية الذي يجوب محمية الأسود في منتزه "ماساي مارا" الوطني في كينيا حيث كانت تتابع ثلاثة أشبال صغيرة منذ بلوغها من العمر ثلاثة أسابيع لتقتنص أجمل صورها عندما تتمكن من رؤيتها إلى أن حالفها الحظ وتمكنت من التقاط اللحظات الأولى وذلك عندما قررت والدتها اللبوة بعد أن بلغت هذه الأشبال سبعة أسابيع من العمر أن الوقت قد حان لمقابلة الأسد الأب والانضمام مجدداً لبقية أفراد القطيع . وتقول المصورة التي احتاجت لوقت طويل نسبياً في انتظارها لالتقاط هذه الصور" إن تصوير أشبال الأسود أمر صعب لقلة خروجها وهي صغيرة ويجب أن ننتظر لساعات حتى نراها ونتحين الفرصة المناسبة لتصويرها ويبدو من خلال هذه الصور التي التقطتها بأن الأسد الأب يتحلى بكثير من الصبر و الوداعة مع أحد أبنائه الذي يلاعبه بلا خوف ولكن على الرغم من ذلك تقف اللبوة قريبة منهما تحسباً لأي أمر" . وتم نشر هذه الصور مع مجموعات أخرى متنوعة من صور الأسود في أحد كتب الأطفال المصورة و التي احتاجت فيها المصورة إلى ستة أشهر طويلة قضتها في متابعة قطيعين مختلفين من الأسود التي كان تصويرها صعباً وذلك بسبب ساعات نومها الطويلة التي تصل إلى عشرين ساعة في اليوم وذلك لتجمع الصور المناسبة للكتاب حيث تقول "على الرغم من الجهد المبذول إلا أن التقاطي لصورة رائعة مثل تلك حين التقى الأسد الأب بأشباله لأول مرة كانت تستحق كل هذا العناء ".