لدينا "سر" لم أستطع "فك" طلاسمه حتى اليوم، رغم أننا نجتهد في الكتابة والنقد والتقويم، ولكن هذا "السر" لم أستطع معرفة خباياه، وهو "عدم الإنجاز وتعثر بعض المشاريع" فمثلا لا للحصر، المنافذ البرية لدينا من منفذ البطحاء مع الحدود الإماراتية، والرقعي والنويصب، وحالة عمار، والطوال، ومطار الملك خالد، ومطار الملك عبدالعزيز، ووزارة الصحة ومستشفايتها، والأنفاق والأمانات، والطرق والميناء الجاف ووزارة النقل، وغيره كثير مما يصعب حصره أو السيطرة عليه، أصبحت السمة العامة لدينا "في الغالب" عدم الإنجاز والتعثر لبعض المشاريع. رغم أن هناك "مال" وميزانية معتمدة فلا عثرات ولا عقبات مالية، وهذا ما يعزز أن المشكلة لدينا "في الإنسان" أي المخطط أو الوزارة أو الإدارة. لماذا وصلنا لمرحلة "عدم الثقة" في الإنجاز للمشاريع، فهل نحتاج وزارة أو هيئة تعنى وتهتم "بمشاريع لم تنجز"؟ وقد يكون هذا مبرر ظهور مثل هذه الإدارة، ولكن ما يجب التوقف عنده هو "سر تعثر وتأخر بعض المشاريع" وهذا ليس بالحل الصعب لها وهذه قناعة كبيرة لدي، لأن هذا التعثر والتأخر وعدم الإنجاز لا نجده في "القطاع الخاص" حين تصبح الأموال خاصة، فنجد المشاريع تنجز قبل وقتها، بل بأسعار أقل ووقت أقل وجوده أفضل. إذا هي "النمطية" الحكومية، وقلة المتابعة والمراقبة والإنجاز والغرامة، وأيضا المسؤول لا يتابع بنفسه، والمشكلة الأكبر حين يربط كل عمل ب"شخص" وكأن العمل خاص به، رغم أنه حكومي عام، ولكن يحاول الكثير استجداء الأشخاص، بطلب تدخل مسؤول أكبر، وتشكيل لجان لكي تتعقد الأمور أكثر وأكثر، وهذا يدل على أن العمل غير مؤسساتي، وحين نقوم بعمل إحصاء بالأعمال التي لم تنجز، سنجد رقما مخيفا وكبيرا، وبأرقام مالية ضخمة، وهذا مكلف في كل الجوانب، فكل تأخر في المشاريع يعني تعطل خدمة للمواطن وإنجاز للوطن فمن المسؤول؟ من المهم أن نبدأ بزرع الثقة، وكل وزارة وجهة حكومية تنجز أعمالها وهذه مسؤولية من أعلى مسؤول لآخر موظف صغير، وأن نعمل بمبدأ بسيط "الإدارة بالأهداف" فحين تضع اهدافاً يجب أن تحققها وأن لم تتحقق فهذا إخفاق يوجب المحاسبة لأقصى درجة، ولا يجب أن ترسى المشاريع على مقاولين متعثرين أو صغار أو غير أكفاء، ولا نلقي اللوم على وزارة أخرى، يجب "نفض" عمليات التأخر والتسويف وعدم الإنجاز، فهي المعضلة الكبرى لدينا، يجب توظيف وتطبيق القانون والتشريعات والأنظمة في المشاريع وهذا ما سوف يحقق كثير من العمل والإنجاز بدلا من الوضع الراهن.