تحدث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ووجه حديثة لرئيس "هيئة مكافحة الفساد " بكلمات مختصرة وواضحة " تابعوا المشاريع المتعثرة وحاسبوا المقصرين " , وهذا التوجيه يمثل مطلب كل مواطن في هذه البلاد , فالمشاريع تتعثر وتتأخر, في وقت لم تبخل الدولة في ضخ المال وتوفير الاعتمادات المالية , ولكن التقصير يأتي من "المسؤول" في هذه الجهة أو تلك وحين يوجه الملك عبدالله حفظه الله بهذه التعليمات المباشرة وبدون استثناء فذلك من متابعة شخصية ومباشرة لحجم الضرر الذي يطال المواطن من هذاالتعثر. حين يفتح ملف تعثر وتأخر المشاريع , يمكن أن نضيف لها تأخر وصول الخدمات نفسها , فالتخطيط " المبكر" غير موجود للأسف وإلا لما اصبحنا في هذا الوضع الصعب والذي لن تأتي الحلول في سنة أو سنتين رغم كل ما ينفق الآن فهناك نمو سنوي , ولكن يجب أن نسجل أن عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز شهد حراكا وانفاقا ضخما سيحل كثيرا من التعثر والعثرات , وفي أفضل الأحوال لن يكون هناك تفاقم للمشكلات. مراقبة المشاريع وتعثرها وتأخرها لا يجب أن يكون من خلال هيئة مكافحة الفساد أو ديوان المراقبة العامة , أو تخوفا من جهات حكومية تحاسب وتعاقب , بل يجب أن يكون من كل مواطن مسؤول يصبح هو نفسه أكثر حرصا على العمل والإنجاز وهو مكلف به ومؤتمن عليه أمام الله أولا وأمام ولي الأمر , فهذا عمله ويأخذ مقابله أجرا , فهو بخدمة الوطن والمواطن , وعليه أن يعمل بكل إخلاص وكفاءة وجهد وعمل لا يتوقف , هذا حق للوطن, لا أن يكون الرادع القانوني والمحاسبة هو المحدد للإنجاز والعمل للمسؤول ايا كان موقعه ,فالبلاد تحتاج للكثير من العمل , والتأخر واضح ومشاهد أمام الجميع ويتضرر منه الجميع بلا تمييز, رغم أن بلادنا بفضل الله تملك كل المقدرات المالية والبشرية , ولكن تحتاج التوظيف الصحيح , والعمل الحقيقي والإنجاز, والتخطيط للمستقبل البعيد جدا , نحتاج بيئة عمل تنجز وتعمل بلا توقف بإخلاص وكفاءة حقيقية.