يتتبع الكاتب محمد عبدالرزاق القشعمي التفتيش في كواليس الكتب والصحف العتيقة يستخرج منها مواد ثقافية جاذبة للقارئ لم يكن في مقدور القارئ أو المثقف العادي الحصول عليها، ومن هنا ظهر دور القشعمي فيما يقدمه في جمعه وكتاباته. واليوم يصدر كتابه الجديد (بوادر المجتمع المدني في المملكة العربية السعودية) عن دار الفراديس للنشر والتوزيع، والذي يتحمور حول البدايات الأولى للحراك الاجتماعي المتمثل في الانتخابات في النقابات والهيئات والجمعيات منذ عام 1343ه حتى عام 1426ه حين استجدت وعادت لتمارس دورها في الوطن. يقول مقدم الكتاب الباحث الدكتور مرزوق بن صنيتان بن تنباك في مطلع الكتاب: هذا الكتاب الذي يؤرخ لنشأة مؤسسات المجتمع المدني في المملكة، عمل غير مسبوق في تتبعه للبدايات الأولى لنشاط المؤسسات الأهلية التي بدأت مع بداية الدولة واستمرت حتى اليوم، والشيء الذي يضيفه الكتاب هو ما يحمله من إحصاءات وأسماء وجهات، تلك التي مارست الانتخابات لأعضائها ودور الهيئات والنقابات في مرحلة مبكرة جداً، ولم يكن عملاً إنشائياً أو وصفاً نظرياً مجرداً بل عمل يفصل في الوقائع ويأتي بالوثائق ويحيل إلى الثابت من المصادر. أما ما انطوى عليه الكتاب فقد تقصى فيه القشعمي انتخابات مجلس الشورى وانتخابات أعضاء المجالس البلدية والنقابات والغرف التجارية وكذلك انتخابات شيوخ الِحرف وأرباب الطوائف ورابطة طلاب جامعة الملك سعود وانتخابات اللجان الرياضية.. كما يعرج إلى صدى هذه الانتخابات كدعوة الكتاب لإنشاء نقابة للصحفيين حينما كتبها الشيخ حمد الجاسر في جريدة "اليمامة" عام 1379ه حيث يسرد المؤلف ذكريات انتخابات المدينةالمنورة في الماضي مثل انتخابات هيئة القراء والحفاظ وكذلك جمعية النهضة النسائية الخيرية بالرياض ويذكر - أيضاً - توقف الانتخابات عام 1384ه وعودتها عم 1426ه، ويختتم القشعمي كتابه بالانتخابات في مجالس إدارات الأندية الأدبية ودخول المرأة لأول مرة.. وقد حوى الكتاب جملة من الملاحق التي سبق أن نشرت في الصحف إلى جانب كشاف بالأعلام والأماكن والبلدان وقائمة بالمراجع.