قصة دخول الأستاذ محمد القشعمي مجال الكتابة الصحفية والتأليف طريفة بدأت بمقال فقط قبل خمسة عشر عامًا وهو في سن الخمسين تقريباً، وانتهت الآن بأكثر من عشرة كتب وعشرات المقالات والبحوث والمشاركات المنبرية. ومن بين مؤلفاته المهمة كتبه التي تؤرّخ للصحافة في المملكة العربية السعودية تحت عنوان “البدايات الصحفية” إذ أرّخ للصحافة في كل من: المنطقة الشرقية، والوسطى، والغربية. وسأتوقف عند كتابه “البدايات الصحفية في المنطقة الغربية” الصادر عن نادي مكة الثقافي الأدبي عام 1427ه/2006م، وهو كتاب غزير بالمعلومات يرصد الحركة الصحفية في المنطقة في مرحلة ما يسمى صحافة الأفراد، ولا يقتصر على المطبوعات الشهيرة مثل: أم القرى ومجلة المنهل، بل حرص على التأريخ لكل المطبوعات التي صدرت، بما فيها المطبوعات التي صدرت منها أعداد قليلة مثل: مجلة الندوة، أو توقفت في فترة مبكرة مثل: الرائد، وقريش. والقشعمي في جل كتبه يميل إلى الاستطراد والنقول المطوّلة؛ ولذلك بلغت صفحات هذا الكتاب 696صفحة، وكان بالإمكان أن يصدر في 300 صفحة فقط لو استغنى عن المقالات والقصائد التي يستشهد بها دون داع يذكر، وكان يكفيه أن يلم بها بطريقة تحليلية دون النقل الحرفي. ومن المآخذ على الكتاب التناقض في المعلومات والتضارب في التواريخ مما يجعل القارئ أحياناً في حيرة، لولا أنه يضع للقراء صورة (زنكوغرافية) من العدد الأول من كل مطبوعة مما يقطع أي شك في المعلومات. ومن الشواهد على هذه النقطة نقوله من كتاب “الصحافة العربية نشأتها وتطورها” لأديب مروّة الذي وقع في أخطاء كثيرة في التأريخ لصحافتنا، فنقل عنه دون أن يناقشه أو يشير إلى أخطائه، ومنها أن مروّة قال: إن جريدة أم القرى صدرت في عام 1923م، والصواب 1924م، وقال: إن مجلة المنهل وجريدة المدينة صدرتا في عام 1935م، والصواب 1937م، إضافة إلى أخطاء أخرى. ومن الشواهد إشارته إلى أن (أم القرى) صدرت في 15جمادى الأولى 1343ه، ثم يرد ما يخالف ذلك دون التعليق إذ أشار مرة إلى أنها صدرت عام1342ه، ونقل عن أديب كبير أنها صدرت في 12جمادى الأولى، والصواب بطبيعة الحال هو ما أثبته مصوّراً من غلاف العدد الأول بأنها صدرت في 15جمادى الأولى 1343ه.