طالب عدد من شباب جدة، وزارة العمل وامانة محافظة جدة والغرفة التجارية الصناعية في جدة، بإيجاد مقار (بسطات) لمشاريعهم الصغيرة في العيد على شاكلة بسطات "البليلة والكبدة" التي تنتشر في منطقة البلد في رمضان. وهناك العديد من الشباب الذين يبيعون (الشاي على الفحم) على كورنيش جدة طوال العام. وتأتي هذه المطالبة للاستفادة من اوقات فراغ الشباب خاصة ان معظم شباب جدة لا يخجل من ممارسة البيع في البسطات ويظهر هذا جليا في منطقة البلد ليالي رمضان، مؤكدين ان مثل هذه المشاريع تنمي فكر العمل الحر الذي تطالب به وزارة العمل، ويعد دورة تأهيلية عملية حقيقية ويشكل دخلا جيدا من الناحية المادية حيث لا تقل المكاسب الصافية لبائعي البسطات في رمضان عن 10 الاف ريال. وهناك منافسة بين الشباب لأخذ مواقع بسطاتهم تحسمها قرعة الامانة. وتوسعت المطالبة الى ايجاد بسطات على الكورنيش وبجوار المدن الترفيهية وداخلها ترعاها احدى الشركات الكبيرة وتخصص للشباب فقط، لانها مشاريع لفترات محدودة فقط. يمكن لها ان تتحول مستقبلا لمشاريع صغيرة دائمة. يقول مهند سنقوف: شبابنا عملي متى ما وجد الفرصة مهيأة، والشاهد على هذا تدافعهم للحصول على تراخيص لبسطاتهم في رمضان في جدة القديمة، فتجد الشباب يزاحم اصحاب الخبرة لانهم يعرفون جيدا المكاسب المتحققة من هذه البسطات سواء المادية او المعنوية. شاب يبيع شاي الحطب على كورنيش جدة والحقيقة اننا نطالب وزارة العمل ان تنسق مع أمانة جدة والغرفة التجارية لتخصيص أماكن محددة للشباب لإقامة مشاريع صغيرة في فترات محدودة كالأعياد والاجازات حتى يكتسب الشباب الخبرة اللازمة، فالبسطات استطاعت أن تجعل من المنطقة التاريخية بجدة رافداً اقتصادياً لأهالي المنطقة خلال شهر رمضان المبارك. ويضيف: في امريكا تجد شباب الجامعات يعملون خلال الاجازات الاسبوعية في مطاعم الوجبات السريعة لاكتساب الخبرة ولتعلم تحمل ضغوطات العمل وزيادة مداخليهم، وامام سيطرة العمالة الوافدة على مبيعات التجزئة يمكن لهذه البسطات ان تعلم الشباب كيفية اقتحام سوق العمل وفتح مشاريعهم الخاصة ومعرفة الصعوبات التي قد تواجههم وكيف التغلب عليها. وعلى نفس السياق قال ياسر العتيبي: لا يمكن ان تعمم وصفا معينا للشباب فمنهم الجاد الذي ظهر بوضوح خلال التطوع في كارثة جدة، وفي بيع البليلة والكبدة اثناء رمضان، وبعض الشباب يكون مستهترا، لذا يجب أن يفتح المجال امام الشباب الجاد ليستفيد من الوضع الاقتصادي للبلد، فالبسطات فكرة رائعة تحتاج الى رعاية وحماية من تدخل العمالة الوافدة حتى يتمكن الشباب من معرفة فوائد العمل الحر والتعود على مقابلة الجمهور، وفن التعامل ، والاعتماد على النفس في كسب الرزق. من جانبه أوضح مدير عام التراخيص والرقابة التجارية بأمانة محافظة جدة الدكتور بشير مصطفى أبو نجم أن الأمانة اهتمت بالبسطات الشعبية الرمضانية ودورها التاريخي في المنطقة، فقامت بتوزيعها على المستثمرين عن طريق القرعة، علاوة على منح التراخيص الخاصة بها لمن يرغب في مزاولة هذا النشاط، وفق شروط معينة وبمقابل مادي بسيط، مشيراً إلى أن تراخيص الأمانة تسمح للبائع مزاولة بيع المعجنات، والتمور، والبليلة، والحلويات الشعبية، والبهارات، والأجبان، والعطور، والبخور، والملابس، والخردوات، وحلويات العيد، والكبدة وغيرها، فيما تقوم لجنة مختصة بمتابعة نظامية لكافة البسطات التي تقدم مأكولات شعبية وحيازة العاملين بها للشهادات الصحية. ولفت مدير عام التراخيص والرقابة التجارية بأمانة محافظة جدة إلى أن أمانة جدة تشترط في المتقدم للحصول على رخصة البسطات الشعبية الرمضانية أن يكون سعودياً، وأن يلتزم بالعمل في البسطة المخصصة، ولا يتجاوز عمره 30 عاماً، مع ضرورة حضوره لتقديم أوراقه الشخصية، وإرفاق صورة الهوية، وتقديم صورة شهادة صحية للمتقدم بطلب بسطة مواد غذائية، بينما يتعين بالنسبة للنساء تقديم شهادة صحية للعامل شريطة أن يكون على كفالتها، مبيناً أن تقديم الطلب للحصول على بسطة رمضانية يقتصر بالنسبة للنساء على الأرامل والمطلقات فقط مع إحضار أوراق رسمية من الأحوال المدنية تفيد أنها مطلقة أو أرملة. من جانبه، كشف رئيس بلدية المنطقة التاريخية بجدة المهندس سامي نوار نوار، أن بلدية المنطقة التاريخية بجدة استقبلت أكثر من 500 طلب ترخيص للبسطات الرمضانية، وتضمنت طلبات التراخيص بسطات البليلة والبخور والعطورات والحلويات والكبدة والمكسرات والمعجنات والحلاوة البلدي التي جرت العادات والتقاليد القديمة في وضعها مع إطلالة شهر رمضان المبارك لإضفاء الرونق على المنطقة التاريخية. وأشار إلى أنه تم منح عدد كبير من الرخص للسيدات بنسبة 45%، من المطلقات والأرامل وذوي الاحتياجات الخاصة والحالات الاجتماعيات الخاصة كنوع من المساهمة والاهتمام بجميع شرائح المجتمع، مؤكداً أن تعليمات أمين محافظة جدة الدكتور هاني بن محمد أبوراس تتركز على ضرورة العمل على إضفاء الرونق والبهجة والسرور على المنطقة التاريخية خلال شهر رمضان المبارك، والتأكيد على نظافة المنطقة خاصة المناطق التي تكثر فيها بسطات المأكولات مثل الكبدة والبليلة وتكثيف الرقابة الصحية للتأكد من التزام أصحاب بسطات المأكولات بالشروط الصحية.