مع أيام العيد تتجدد الأفراح وتجدنا كلّنا نتبادل التحايا والتهاني بمرح وفرح كما يستحق العيد وكما هي آدابه وسننه.وهكذا في أجوائه ننطلق نردّد ونقول لمن نلتقي من الأهل والأصدقاء ولعامة المسلمين جملاً رقيقة مثل "عاد عيدكم" ومن "العائدين الفائزين" "عيدكم مبارك". نعم هذه هي روح العيد وقيمه التي نتسامى بها ومعها ونغسل في مائها الطهور شوائب النفس نابذين التحاسد والتباغض آملين أن نكون بعد كل عيد أفضل حالاً مما كنّا. أليست هذه القيم التي نسعى إليها كل عيد لنجدد العلاقات ونوثق الصلات ، ومنها نعزّز التسامح والتراحم فيما بيننا في موسم إنساني استثنائي يتجدّد فيه السؤال عن البعيد المسافر والقريب المجاور من الأهل والاخوان. السؤال اليوم كيف هو حال عيد من فقد الحبيب والصديق عدواناً وظلماً في هذا البلد العربي أو ذاك انتصاراً للطائفة والحزب أو بدعوى حماية الوطن كما يردد القتلة؟ وكيف تكون السعادة والهناء في يوم العيد لأسر شتتها تجار الحروب وممتهنو الدمار؟كيف هو بالله عيد من يعيشون اليوم تحت "ساطور" الجزّار الأحمق الذي حوّل جيشه العربي الوطني (؟) من مهمة حراسة الوطن واستعادة الأراضي المحتلة أمام ناظريه إلى قوة قتل عمياء لا تستثني طفلاً أو امرأة. وحتى تكتمل الصورة فأرجو أن تتأملوا تجّار المبادئ في أسواق الفضائيات وهم يرقعون نظام بشّار المهترئ. راقبوا هذه الشاشات الغشاشات وبعض من يظهر فيها ممن لا يستحون حتى في أيام العيد. سترونهم يطلّون بعد" السفّاح" وقبله يمتدحون "ممانعتة" في وجه الحق، وصموده وهو يمدّ عنقه التي ما مدت لفخر. سترون الطاغية صباحات العيد يرتدي بدلته الأنيقة لا ليهنئ شعبه بالعيد ولا ليبشرهم بتسارع معدلات النمو والتنمية وإنما ليردّد جديد التعليمات من طهران. سترونه مفضوحاً يصطنع الشطارة على باب الحارة وهو يلوك عبارات الموت فاقد الحس مترقباً تحركات تجّار المبادئ في "موسكو" وإشارات ثعالب المصالح في «بكين». كيف سيقول "من العائدين" من ظُلم، وكيف سينطقها من اُنتهك عرضه أو شُرِّد عن أهله ووطنه؟. كيف سيقول من "العائدين" محبوس بلا جرم، ومطارد بلا جريرة، وضعيف بلا نصير ؟." من العائدين" على ماذا ؟ عجباً ما أقسى الإنسان وما أطغاه حينما تتملكه شهوة السلطة فيعربد مغروراً وهو لا يعلم أن نهاية الطغاة واحدة في كل قصص التاريخ. كيف يهنأ هذا الطاغية وحراب الليل تترصده أينما سار والتفت؟ وكيف يستلذ الظالم بعيش وأكف المسلمين القانتين طوال شهر الصوم تدعو خالقها بنصرة المظلوم وعقاب الظالم ؟ حسبنا الله على من لوّن أعياد المسلمين بالدماء، وسنردّد في صباحات العيد مع العجوز الشاميّة ما قالت أمام الكاميرات عن "بشّار" وأعوانه "ما حيشوفوا العيد التاني بإذن الله" " الله لا يعيد العيد عليهن". **مسارات: قال ومضى: ما أجمل صباح العيد على وجه الوطن.