سجل مدرب الفتح التونسي فتحي الجبالي سابقة تستحق التوقف عندها بعد بقائه مدرباً للفريق الفتحاوي للموسم السادس على التوالي إذ استطاع الجبالي بفضل عمله المميز أن يكسب ثقة إدارة ناديه على مدار الخمس سنوات الماضية وهي الثقة التي أراها في محلها قياساً على ماقدمه ولايزال يقدمه مع الفتح، وعلى الرغم من قلة الإمكانات التي يتحلى بها الفريق الفتحاوي مادياً وعناصرياً إلا أن التونسي فتحي الجبالي نجح في صناعة فريق قوي وعنيد استطاع أن يذهل المتابعين والنقاد الرياضيين بمستوياته ونتائجه خصوصاً تلك التي قدمها في الموسم الماضي سواء في دوري "زين" السعودي للمحترفين أو في مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال وأثمرت عن فوز الفتح ببرونزية كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال بعد تغلبه على الهلال بالثلاثة وتأهله للمشاركة في البطولة العربية للأندية. الفتح بدأ يجني ثمار نظرة إدارته الثاقبة برئاسة عبدالعزيز العفالق الذي حرص على الاستقرار الفني أكثر من أي شي آخر فبدأ التناغم واضحاً بين الإدارة والمدرب التونسي فتحي الجبالي الذي أُعطي الثقة كاملة فأصبح هو صاحب القرار في الفريق مما أنعكس بشكل إيجابي على عمله. تجربة الاستقرار الفني لدى الفتح امتدت لتطال الرباعي الأجنبي إذ أبقى الفتحاويون على الرباعي الأجنبي الذي لعب مع الفريق في الموسم الماضي والمكون من المدافع المالي كيمو سوسكو ولاعب الوسط البرازيلي إلتون ولاعب الوسط الأردني شادي أبو هشهش والمهاجم المالي سالومو. سبق وأن أشدت أكثر من مرة باستقرار الفتحاويين على مدربهم التونسي فتحي الجبالي واليوم لا أجد حرجاً في الإشادة مرة ثانية وثالثة كون التجربة الفتحاوية جديرة بالتوقف عندها لاسيما وأنها تذكرنا بالفكر الأوروبي وهو الفكر الذي يمنح المدرب فرصة كاملة لتقديم كل ماعنده حتى وإن كانت النتائج سيئة في بداية المشوار بخلاف ماتقوم به جُل إدارات أنديتنا من تعاقدات مع أكثر من مدرب في الموسم الواحد، والسؤال الذي يطرح نفسه متى ستتخلى إدارات أنديتنا عن فكرها القديم وتبحث عن العلّة بعيداً عن تحميل المدرب المسؤولية وجعله كبش فداء نتائج الفريق السلبية؟.