قبل بداية الموسم، لم يكن أغلب المتابعين يتوقعون ظهور فريق الفتح بالشكل الذي هو عليه في الفترة الحالية، قياساً بحداثة تجربته مع الفرق المحترفة، إلا أن هذه التنبؤات ذهبت أدراج الرياح بعد أن قدم "أبناء النخيل" أنفسهم بشكل لافت، في إحدى الحالات النادرة في تاريخ الدوري. والمتتبع لتحركات مسيري النادي، والخطوات التي اتخذتها الإدارة الفتحاوية قبل أن تدور رحى المنافسات، يجد أن ثمة إرادة وعملاً متكاملاً أوصل الفريق إلى هذه المرحلة، فالإدارة الفتحاوية بقيادة رئيسها الشاب عبدالعزيز العفالق ورفيق دربه المشرف على الفريق أحمد الراشد، أبقت على غالبية عناصر الفريق، مع تدعيمه ببعض لاعبي الخبرة مثل لاعب الوسط فهد الزهراني والحارس محمد شريفي، فضلاً عن إحلال أسماء قادرة على خدمة الفريق، مثل لاعب النصر أحمد الحضرمي. وعلى الرغم من أن أصحاب القرار في "النموذجي" لم يوفقوا في اختيار العنصر الأجنبي، إذ لم يضع المدافع التونسي رمزي بن يونس ومواطنه لاعب الوسط نعيم بن يونس والمهاجم النيجيري ايمانويل بصمة واضحة في معالم القائمة الفتحاوية، لكن ذلك لا يقلل من نجاح الفتحاويين بصنع فريق صعب المراس، وفق خطوات مدروسة ومقننة، ناهيك عن الإبقاء على المدرب التونسي فتحي الجبال الذي ساهم بشكل كبير في خلق الاستقرار الفني والنفسي في لاعبي الفريق، فالجبال هو المدرب العربي الوحيد الذي صمد أمام المدارس التدريبية الأخرى في الدوري، من خلال عمله الجيد، فهو مدرب يملك الطموح من أجل صنع فريق من الصعب هزيمته، وهو ما أكدته الجولات ال16 الماضية. والمهم أن يواصل "أبناء المبرز" هذه الانتفاضة في الاستحقاقات كافة، من خلال تقوية حظوظ الفريق في الدوري، والبحث عن إنجاز في البطولات ذات النفس القصير، إذا ما أراد الفتحاويون الإعلان عن سفير دائم للأحساء بين المحترفين.