لا يكاد يمر أسبوع على الكرة السعودية دون أن يكون هناك حدث ما يفرض نفسه عليها حتى يصبح حديث الساعة، وكثيراً ما تكون تلك الأحداث مرتبطة بالاتحاد السعودي بكافة مكوناته، سواء اللجان العاملة فيه، أو رابطة دوري المحترفين، أو إدارة شؤون المنتخبات، ولعل ذلك هو السبب الرئيس في بقاء الساحة الكروية مشتعلة على الدوام إعلامياً وجماهيرياً؛ إذ لا يبقى أحد داخل هذه الساحة لا يلوك الحدث حتى الإشباع. وحدهم فقط أعضاء الاتحاد المؤقت من يبقون على صمتهم مطبقين أفواههم، وكأن على رؤوسهم الطير. المتابع للساحة الكروية منذ أن تسلم أحمد عيد ومعه الأعضاء المنتخبون مقاليد الأمور في الاتحاد السعودي على إثر استقالة الأمير نواف بن فيصل ومعه الأعضاء المعينين نهاية فبراير الماضي يدرك بأن المشهد الكروي ظل مرتبكاً، بسبب تتالي الأزمات على الكرة السعودية كأزمة الدكتور ماجد قاروب وتداعياتها، وكذلك بسبب اتساع رقعة الفوضى والتي بدأت منذ حادثة التتويج في ختام دوري الموسم الماضي، وليس انتهاءً بقضية تجاوز لجنة الاحتراف عن نادي الاتحاد بالسماح له بالتعاقد مع لاعبين أجانب رغم انتهاء فترة التسجيل وفي ذمته متعلقات مالية، والتي أفضت قبل يومين إلى اكتشاف أن بعض الشيكات التي قدمتها إدارته كانت بدون رصيد. تلك الأزمات والفوضى ليس سببها استقالة الاتحاد السعودي كما يظن البعض، لأنها أصلاً ليست طارئة بل هي امتداد للواقع السابق، وإنما السبب هو في بقاء أعضائه المستقيلين يديرون الاتحاد من ألفه وحتى يائه، وأعني تحديداً الحقائب واللجان المفصلية في الاتحاد، كحقيبة الأمانة التي يحملها عبدالله السهلي، وكلجنة الاحتراف التي يقبض على مفاتيحها الدكتور صالح بن ناصر، ولجنة المسابقات التي يديرها فهد المصيبيح، ولجنة الحكام التي يتولاها عمر المهنا، في حين يبسط محمد النويصر وحافظ المدلج نفوذهما على رابطة المحترفين بصفة الأول رئيساً للرابطة، وصفة الثاني مديراً تنفيذياً لها، بينما يبقى محمد المسحل الآمر الناهي في إدارة شؤون المنتخبات، فضلاً عن اللجنة المالية التي يرأسها الدكتور فهد الباني وهو من خارج منظومة الأعضاء تماماً، في الوقت الذي يجلس أعضاء الاتحاد المؤقت وهم المنتخبون على مقاعد المتفرجين. لا تخطئ العين أبداً حقيقة أن أعضاء الاتحاد المؤقت لا دور لهم في المشهد إلا دور الكومبارس؛ إذ لا عمل لهم إلا مرافقة البعثات، أو أدوار أخرى لوجستية وتنظيمية، أو بوجودهم كأعضاء داخل اللجان الهامشية، وباستثناء أحمد عيد الذي حضر بشكل لافت في قضية المحامي قاروب وغاب بعد ذلك طويلاً؛ فإن الأعضاء الآخرين لا حس لهم ولا خبر، فأين الربدي، وآل مسلم، والهويدي، والشمري، والسراح ، والعلي، وكيال وكذلك الخميس الذي اكتفى بلجنة ألعاب كرة القدم عن واجهة الأحداث. الواقع الذي لا مناص من الاعتراف به هو أن الاتحاد المؤقت إن كان قد نجح في شيء ففي لعبه دور الإسفنجة التي امتصت غضب الشارع الرياضي بعد فشل المنتخب في التأهل لمونديال البرازيل، إذ انشغل باستقالة الاتحاد المفاجئة آنذاك عن كثير من الأمور، ومنها عملية الالتفاف عليه بعودة الأعضاء المستقيلين لإدارة الاتحاد وإن من الباب الخلفي!