مازال كثير من النساء يفضلن تفصيل ملابس العيد أكثر من شراء الجاهز؛ بحثاً عن الأفضل في التصميم، وعدم تقليد بعض، إلى جانب أن الأسواق لم تحمل جديداً مميزاً هذا العام، ورغم ارتفاع أسعار التفصيل إلى أرقام خيالية، وهو ما اضطر بعضهن إلى الموافقة من دون تردد، إلاّ أن ذلك أحبط وأزعج الأزواج كثيراً؛ حين يدفع على تفصيل فستان مبلغ (1000 ريال)، وترد عليه الزوجه:"حبيبي أدفع.. هذه أسعار العيد"، ويزداد الأمر سواء حين وصل الاستغلال إلى رفع سعر تعديل الفساتين، فعند اقتناء سيدة فساتين جاهزة من المحال التجارية، وتحتاج إلى إضافات بسيطة لا تكاد تذكر أو تعديل في المقاس لا يكلف جهداً ولا وقتاً، يصدمها المشغل بسعر خيالي لا يمكن تصديقه، والزبونة مجبرة على الدفع، خاصةً إذا كان الوقت حرجاً بالنسبة إليها، ولا يمكنها العودة للتنقل بين المشاغل بعد أن تنقلت بين الأسواق بحثاً عن ما يناسبها. الحد من التلاعب وذكرت "أماني العبدالعزيز" أنّها اعتادت في كل عام على زيارة مشغل محدد وتتردد عليه بصفة مستمرة، واستطاعت من خلاله رصد مؤشر الارتفاع، حيث لاحظت ارتفاع الأسعار في مدة وجيز رغم أنّها عميلة منذ سنوات، فمع أنّ عيد الفطر والأضحى مناسبتان متقاربتان إلاّ أنّ الأسعار في المشاغل النسائية لا تكون ثابته، مطالبة بضرورة مراقبة عمل المشاغل للحد من التلاعب بالأسعار، مضيفةً: "أتمنى المراقبة ووضع تسعيرة موحدة أو ثابتة، فنحن للأسف نجد تبريرات كثيرة من صاحبات المشاغل عند تذمرنا من الأسعار المبالغ بها، فمهما كانت الأسباب ومهما أضيفت من خدمات فرفع الأسعار بهذه الدرجة لا يقبله العقل، وفيه استغلال لعميلات المشغل، فلماذا لا يحاولن كسب الزبونة لفترة أطول ليضمن ديمومة الزيارة، بدلاً من هروبها من المشغل في محاولة للعثور على آخر أقل سعراً". وقالت "أمل العتيبي": "للأسف السكوت عن ارتفاع أسعار المشاغل النسائية جعلها في تزايد مستمر، فلا حيلة لنا وليس بيدنا حل، لذلك لابد من المتابعة والمراقبة ووضع الحلول من قبل الجهات المعنية بالأمر، فمهما حددت صاحبة المشغل أو العاملة من مبالغ سنذعن وسندفع لأننا مضطرون لذلك". تحايل وتلاعب وأضافت "مها العبدالله": "ما يحدث في المشاغل النسائية من ارتفاع في الأسعار أمر مبالغ فيه، فقد فصلت فستاناً كلفني شراء قماشه مبلغاً كبيراً، ولهذا لم أضع في التصميم أي خامات إضافية، كما أنّ تصميم الموديل سهلاً للغاية ولا يحتاج إلى وقت ولا جهد، وأنا أعلم ذلك جيداً، ومع ذلك تفاجأت حين طلب مني (1000) ريال، وبعد إلحاح على العاملة وعلى صاحبة المشغل بتخفيض المبلغ قبلت ب (950) ريال ورفضت التخفيض أكثر، وفي هذا تحايل وتلاعب على العميلة التي تدفع ثمن غياب الرقيب". وأكّدت "وجدان البسام" على ضرورة مراقبة أسعار المشاغل النسائية، متسائلةً: "لماذا تترك الأسعار وفق تصرف وتقدير صاحبة المشغل؟"، ففي وقت الركود تخفضها، وهو في الحقيقة ليس تخفيضاً، ولكنّها تتدنى لتصل إلى المعدل المعقول أو المطلوب، وفي المواسم تعود إلى صعق العميلات بالسعر. ضعف الوعي وارجعت "سماهر التركي" غلاء الأسعار في المشاغل النسائية إلى ضعف وعي السيدات بالأسعار المعقولة والمناسبة، التي يجب أن تفرضها صاحبة المشغل، فكل ما يهمها هو تنفيذ التصميم بالشكل الذي تريده من دون أن تلتفت للسعر، مبينةً أنّ لاسم المشغل دور في ذلك، فالزبونة تتجه إلى المشغل الشهير وكل ما تتمناه أن يظهر ثوبها بالشكل المطلوب الذي حددته، ومهما حدد لها من مبلغ فهي تدفع على الفور من دون مناقشة؛ ما ساعد على الإستمرار في التحايل واستغلال واستغفال الزبونة والتمادي في هذا الإرتفاع، مضيفةً أنّه مع تزايد الطلب والإزدحام على المشاغل النسائية - خصوصاً المشهورة - أيام الأعياد يزداد ارتفاع الأسعار، لافتةً إلى أنّ ذلك لم يمنع جميع الراغبات في تفصيل ملابسهن لدى المشاغل، بل يقبلن عليها حتى تغلق معظمها الأبواب وتمنع استقبال الطلبات من شدة الازدحام. واقترحت "تهاني المطيري" على السيدات الراغبات في تفصيل ملابس العيد لدى المشاغل النسائية بزيارتها مبكراً، بدلاً من الانتظار وارتيادها في حشود، والتزاحم عليها في فترة زمنية محدود، حيث ذلك هو ما يدفع المشاغل إلى استغلال الإقبال ورفع الأسعار بشكل خيالي، فهم على معرفة تامة بأنّ السيدة لن تقبل بحل آخر غير التفصيل طالما أرادت ذلك، وستدفع أي مبلغ لتحقيق ما تريده. خصم للعملاء واعتبرت "ندى العوض" - صاحبة مشغل - أنّ رفع الأسعار يكون بحسب التصاميم والخامات المطلوبة، فأحياناً تصمم الزبونة الفستان بنفسها ويكون تنفيذه مكلفاً، والمشغل يوفر جميع الخامات والأقمشة وكل هذا تدفعه العميلة، التي قد تشرح كيفية التنفيذ بطريقة غير مفهومة، مبينةً أنّ هذا يحدث كثيراً، ولذلك يعملون على تأمين متطلبات أخرى إضافية تدفع العميلة ثمنها، إضافة إلى زيادة عدد ساعات العمل بالمشغل في أيام العطل والأعياد، موضحةً أنّهم يقدمون خصومات لعملاء المشغل الدائمين. وأوضحت "رحاب العبدالله" - صاحبة مشغل - أنّه رغم اتجاه بعض المشاغل لرفع الأسعار، إلا أنّها سلكت خطاً لم تَحد عنه منذ تأسيس المشغل، فلم يسبق أن رفعت السعر على الزبونة مطلقاً، سواء في الأعياد أو في الإجازات، ومع ذلك ما زال يُدر عليها ربحاً يقابله ازدحام كبير في المواسم، وقد كسبت ثقة ورضا عميلاتها بذلك.