نماذج في ملاعبنا يؤثرون على النشء ويهدونهم الى تصرفات لا تتفق واخلاقيات المسلم في تعاملاته واحاديثه ومظهره دون مراعاة لضرورة تقديم رسالة وعي ونماذج تنوير وتنبيه للاعبين الشباب وتحذيرهم من المنزلق في وحل الخروج عن الآداب بسبب كرة قدم ونتيجة مباراة واخطاء غير متعمدة، وبالأمس خرج ثنائي الهلال عبدالله الزوري وخالد شراحيلي عن الادب الرياضي والهلالي المعروف وما كان يسير عليه عمالقة النادي منذ تأسيسه فكان ذلك المشجع المشحون بسبب نتائج الفريق شرارة الاحداث بعدما ارسل لهما عباراته المستفزة فردا عليه بما هو مرفوض وما يستحق العقاب الرادع من الادارة الهلالية ليس بالحسم والتوبيخ انما بالابعاد. وإذا كان الزوري اعتذر وحاول الخروج من تصرفه الخاطئ بما يعيشه من ضغط نفسي بسبب مرض ابنه الذي ندعو له بالشفاء فشراحيلي لم يكن لتصرفه اي مبرر خصوصا في ظل عدم انضباطه في الفترة الاخيرة وابعاده من معسكر دبي ثم تواضع مستواه وجلب الصداع لانصار الفريق، وربما كان ذلك انعكاسا طبيعيا للانفلات الاداري داخل الفريق الازرق الذي اصبح يترنح فنيا واداريا وعناصريا مخلفا قلقا جماهيريا كبيرا حول مستقبله في بطولة الدوري والبطولة الآسيوية على الرغم من "الوعود الاعلامية" باصلاح الحال وعلاج الخلل وتقديم فريق استثنائي (ويبدو انه استثنائي بطريقة مقلوبة، وعمل معكوس)، وقد حذر الكثير في اوقات مضت من ان مثل هذا الخروج سيؤثر على صغار السن الذين ربما يقلدونهم ظنا منهم ان ما يفعله اي لاعب مشهور يرتدي شعار انديتهم المفضلة هو الصح، وان الخطأ - خطأ - مرفوض مهما كان مصدره، نجما مشهورا او مسؤولا كبيرا او اي شخص كان، والكل يتذكر ان قائد الاتحاد محمد نور رفض الصعود الى المنصة والسلام على راعي المباراة النهائية ثم الصعود في مناسبة اخرى الى المدرجات برفقة بعض زملائه والاشتباك مع جماهير فريقه تلا ذلك بمحاولة الاعتداء على مشجع اتحادي في مطار الرياض، ولا ننسى تصرفات قائد النصر الحالي حسين عبدالغني عندما تلفظ على زميله عمر هوساوي، واعتداء عبدالغني نفسه على زميله في نادي الاتحاد مشعل السعيد العام الماضي، ثم تصرف مدافع الشباب حسن معاذ مع احد الجماهير في ناديه، وخروج وليد عبدربه عن النص قبل مغادرته للاهلي، ولاعبون آخرون تعجب بهم الجماهير فيتأثرون بما يفعلونه ويظنونه هو الصح، وهذا خطر كبير على اخلاقيات الاطفال، ويعود بكل اسف الى فكر اللاعب وعدم سيطرة الجهاز الاداري في الاندية على الوضع وضبط الامور داخل الفريق في اطارها الصحيح وفرض النظام والانضباط على اللاعبين وتقديمهم قدوة حسنة في التصرفات والمظهر وحتى التصريحات والتعامل مع الجماهير، وبكل اسف ان الكثير من الفرق تهتم بتحقيق النتائج حتى لو من خلال لاعب غير منضبط وآخر منفلت وثالث تسيء تصرفاته الى الرياضة بأكلمها، اما ضرروة التحلي بالاخلاق الرياضية ورفع شعار (تواضع عند الفوز وابتسم عند الخسارة) فهم آخر ما يفكرون به، لذلك صرنا نشاهد لاعبين نخشى على الابناء من تصرفاتهم وطريقة لبسهم ومظاهرهم في الملاعب وخلف الشاشة، فأي اندية يرجى منهم ان توعّي الشباب وتحثهم على الالتزام بالاخلاق قبل الاحتفاء بالفوز وتحقيق البطولات.