·من يتابع المباريات الكروية وبالذات كرة القدم يلاحظ الهوس الذي أصاب مشجعي الفرق المتنافسة في جميع أنحاء العالم حتى وصل إلى اشعال النيران والتخريب للمنشآت والمظاهرات والضرب والاعتداء على أرواح الأبرياء مما دعا الحكومات في المناسبات الكبيرة إلى إعداد قوات خاصة لمكافحة الشغب وردع المخربين وكل ذلك من أجل مباراة في كرة القدم لابد أن يكون فيها فائز وخاسر.. واذا تابعت أية مباراة محلية فيما يطلق عليه [ ديربي ]ستجد القنوات الفضائية والتي تبحث عن الإثارة المرفوضة تلتقط تصريحات مسؤولي الأندية حال اطلاق صافرة النهاية والكل في قمة انفعاله سواء الخاسر أو المنتصر وتطلق التصريحات الاستفزازية والإتهامات للحكام ورجال الخط والمراقبين وبعض اللاعبين بعبارات غير لائقة وتلميحات غير مناسبة وكأنها حرب كما حدث بين بعض الدول، حيث اندلعت المعركة بسبب مباراة وحدثت قطيعة بين بلدين عربيين شقيقين بسبب مباراة وكأن الجميع فقدوا عقولهم ولم يعد بينهم لبيب ..إنّ التعصب الأعمى الذي يقود إلى التهور والغضب والإساءة إلى الآخر هو تعصب مرفوض ممجوج غير مستحب ولا مقبول. إنّ مايحدث الآن لادخل للرياضية به ..حتى مسؤولو الأندية انقادوا خلف التصريحات الرنانة والإساءة للآخرين عبر وسائل الإعلام والتحليل الرياضي والمداخلات ..أو تشاهد مدير الكرة وهو لاعب مشهور والمفروض أنّه يعرف من خلال خبرته وتجاربه في الملاعب أنّ قرار الحكم لن يتغير ولكنه يصر على اثارة الجماهير بالاعتراض على كل قرار إذا لم يكن في مصلحة فريقه والغريب أنّك تجد من يدافع عن تصرفاته من أنصاره من الإعلاميين !! .. طبعا الكل يعرف مقدار التنافس بين فريقي الأهلي والاتحاد وذلك منذ بدايات الكرة في المملكة العربية السعودية ولا يوجد تنافس مثله بين أي فريقين آخرين وهو تنافس بين اللاعبين وتنافس بين الجماهير وتنافس بين المسؤولين في الناديين .. ولكنه لايتجاوز حدود الملعب ونهاية المباراة .. والدليل خروج جماهير الناديين بعد المباراة من بوابة واحدة الفائز يطلق أهازيجه وهو حقه والخاسر بجواره يتفرج وقد يكونون أصدقاء ومن عائلة واحدة أو من حارة واحدة يعودون بعدها إخوة وأحباباً وأصدقاء ولم يحدث أن حدثت مشاجرات تذكر سوى الشيء الطبيعي إذا حدث بين شخصين وهنا يظهر التشجيع الحضاري والتعصب المقبول الذي ليس فيه اساءة للآخرين ولا تجريح لهم سواء باللفظ أو الفعل .. ومع الأسف الشديد أنّ بعض المسؤولين عن الصفحات الرياضية أو الصحف الرياضية لهم دور كبير في زيادة حدة التعصب بعبارات العناوين الساذجة والتي تعطي الإحساس بأنّ من اختارها هو طفل كبير من عصر قراندايزر ضحل التفكير وقد ظنّ أن ماكتبه انجاز وله عذره فثقافته لاتتجاوز البنتلتي والكورنر .. إن مسؤولية الإعلام الرياضي أكبر من كونها عبارات رنانه ووصفاً لمباراة وتحليل لمواقف في المباراة تصب في مصلحة الفريق الذي يتعصب له. إن دور الإعلام الرياضي نشر الثقافة الرياضية والوعي والبعد عن التعصب المرفوض والصراخ الذي أصبح يسمع على أوراق الصحف .. لاحول ولا قوة إلاّ بالله.. مكةالمكرمة - جوال /0500093700