نفذ الجيش السوري الحر "انسحابا تكتيكيا كاملا" من حي صلاح الدين في حلب شمال سوريا الى الشوارع المحيطة بالحي، بحسب ما افاد قائد ميداني، متهما الجيش السوري باستخدام "قذائف فراغية" في عمليات القصف. واكد قائد كتيبة درع الشهباء في الجيش الحر النقيب حسام ابو محمد ان "الجيش الحر نفذ انسحابا تكتيكيا من صلاح الدين"، مشيرا الى ان "الحي (صلاح الدين) بات خاليا تماما من الثوار". وارجع سبب الانسحاب الى "القصف المدفعي الهائل الذي استخدمت فيه القذائف الفراغية مستهدفا المناطق السكنية في الحي من جهة الحمدانية"، حيث "سيطر الجيش النظامي من بعدها على شارع 10 وشارع 15". وقال ان "سحابة بيضاء من الغبار تغطي صلاح الدين نتيجة عنف القصف". وقال القائد الميداني في الجيش الحر الذي كان يقاتل في صلاح الدين ان "لا اشتباكات في الوقت الراهن لكن هناك استمرارا للقصف المدفعي وبالطيران على كل احياء حلب التي يسيطر عليها الثوار خصوصا تلك المحيطة بصلاح الدين". عناصر الجيش الحر يحتفلون بانتصارهم في إحدى المعارك قرب حمص. «رويترز» وكان قائد كتيبة درع الشهباء لفت ان "الجيش (السوري النظامي) يقصف منذ الصباح بالقنابل الفراغية شارعي 10 و15 ما ادى الى تسوية نحو اربعين مبنى بالارض ومقتل اكثر من 40 مقاتلا واعداد كبيرة من المدنيين". وفي شمال حلب، لاحت في السماء طائرة تابعة للقوات الجوية السورية بلونها الأصفر وهي تحوم في الاجواء ثم سمع أزيزها بعد ان حلقت على ارتفاع منخفض وظهرت ألسنة اللهب البرتقالية للصواريخ التي اطلقتها على قرية تل رفعت. وتابع شهود الطائرة وهي تقوم باثنتي عشرة دورة على الاقل فوق القرية التي يعيش بها بضعة آلاف وتقع على بعد 35 كيلومترا شمالي مدينة حلب. وأطلقت الطائرة صواريخ ونيران رشاشات آلية. واصيب قرويون بالذعر وحاول البعض الفرار على دراجات نارية فيما كدس آخرون بعض الممتلكات وخبزا في شاحنات صغيرة. وسمع دوي انفجارات وتصاعد الدخان من بستان للزيتون. وحوصرت شاحنة بين ألسنة اللهب. وقال ابو حسن وهو مقاتل معارض من لواء الفتح إن الطائرات استهدفت قواعد للمعارضة بالمنطقة وأضاف "تم قصف أربع من قواعدنا حتى الآن في تل رفعت وحولها." وأطلق ثلاثة من مقاتلي المعارضة نيران مدفع قديم مضاد للطائرات وبندقية على الطائرة دون جدوى. إلى ذلك، عبر حوالى 2200 لاجئ سوري الحدود التركية في الساعات ال 24 الاخيرة هربا من العنف في بلادهم ليبلغ عددهم الاجمالي في تركيا 50 ألف شخص على ما اكدت مديرية حالات الطوارئ التركية أمس. واكدت المديرية في بيان "بين 8 و9 اغسطس دخل 2219 مواطنا سوريا بلادنا، وعاد 71 (الى سوريا) بملء ارادتهم". وتزامن وصول الافواج الاخيرة مع تكثف المعارك في حلب كبرى مدن الشمال السوري ليرتفع عدد اللاجئين السوريين في تركيا الى خمسين الفا و227 شخصا في تسعة مخيمات اقامها الهلال الاحمر التركي على طول الحدود السورية بحسب المديرية. ولا يشمل هذا العدد اللاجئين السوريين الذين دخلوا تركيا من دون اخطار السلطات بسبب عدم الرغبة في الاستقرار في احد المخيمات وعددهم غير معروف. الى جانب اللاجئين، تأوي تركيا مئات العسكريين السوريين المنشقين الذين التحق بعضهم بصفوف الجيش السوري الحر الذي يقاتل نظام دمشق. وينتشر حوالى ثلاثين ضابطا رفيعا سوريا في تركيا بحسب مصدر دبلوماسي تركي رفض الكشف عن اسمه. واقيم مخيم خاص للمنشقين عن الجيش السوري وسط حماية امنية مشددة.