شهد حي صلاح الدين في مدينة حلب (شمال) أمس معارك وصفت بأنها «الأعنف» منذ ثلاثة أسابيع بين الجيش النظامي والجيش السوري الحر تخللتها هجمات وهجمات مضادة بين الطرفين للسيطرة على الحي. وبعد نحو 12 ساعة من المعارك تخللها إعلان وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إحكام القوات النظامية «سيطرتها الكاملة» على الحي، أفاد قائد ميداني في «الجيش السوري الحر» من صلاح الدين أن المقاتلين استعادوا بعد ظهر أمس أجزاء من الحي بعد هجوم مضاد. وأوضح قائد كتيبة نور الحق في الجيش الحر النقيب واصل أيوب أن الجيش الحر «استعاد ثلاثة شوارع من أصل خمسة سيطرت عليها القوات النظامية». وأشار إلى أن الهجوم المضاد «أتى بعد وصول تعزيزات قوامها نحو 700 مقاتل من أحياء السكري وبستان القصر والشعار و(مساكن) هنانو» التي يسيطر عليها المعارضون المسلحون شرق وجنوب مدينة حلب. وأضاف أن «الجيش الحر يقوم بعملية التفافية حول دوار صلاح الدين تمهيدا لتنظيفه» من الجيش النظامي. وقال أيوب إن الدليل على تراجع جيش النظام هو «القصف المدفعي من قبل قوات النظام والذي بدأ يستهدف الحي»، مضيفاً أن «ثلاث مروحيات بالإضافة إلى طائرة نفاثة تشارك في عمليات القصف». في هذا السياق، أفاد قائد كتيبة درع الشهباء في الجيش الحر في حلب النقيب حسام أبو محمد «أن الجيش الحر شن هجوما لمدة سبع ساعات واستعدنا معظم السيطرة» على صلاح الدين. وأوضح أن «هناك هجمات كر وفر في المنطقة الواقعة مقابل ملعب الحمدانية بيننا (الجيش الحر) والجيش (النظامي)». وكان ضباط في الجيش الحر في منطقة حلب قد نفوا قبل ساعات منذ ذلك انسحاب قواتهم من حي صلاح الدين وسيطرة القوات الحكومية عليه، لكنهم أقروا بحصول اقتحام للحي بالدبابات التي انتشرت في بعض الشوارع. وأكد رئيس المجلس العسكري في منطقة حلب التابع للجيش السوري الحر عبد الجبار العكيدي أن «الهجوم همجي وعنيف، لكن النظام لم يسيطر على الحي»، بينما أكد قائد كتيبة «نور الحق» بإقتحام القوات النظامية حي صلاح الدين لكنها «موجودة في مساحة تقل عن 15 % من صلاح الدين» فقط. في المقابل، أفاد مصدر أمني في دمشق أن الجيش «يتقدم في حي صلاح الدين ويسيطر على المحاور الأساسية»، متوقعاً أن «يستمر تنظيف جيوب المقاومة حتى ساعات متأخرة». وأشار إلى أن الجيش النظامي كان يسيطر على ثلاثة ارباع الحي «الذي يسقط بسرعة». وكشف أن «خطة الجيش النظامي تقضي بالسيطرة على حيي صلاح الدين وسيف الدولة غرب مدينة حلب تمهيدا للهجوم على الأحياء الشرقية من المدينة» التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون. وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان أن صلاح الدين يشهد معارك وصفها بأنها «الأعنف» منذ بدء المواجهات في حلب قبل ثلاثة أسابيع. وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن «أن اشتباكات صلاح الدين أدت إلى مقتل تسعة من المقاتلين وما بين 10 إلى 15 من القوات النظامية»، مشيرًا إلى أن هذه «حصيلة أولية ويتوقع ارتفاع العدد بشكل كبير». ولفت إلى تعذر التوثيق السريع والتأكد من عدد القتلى بسبب شراسة المعارك. وبلغت الحصيلة الإجمالية للعنف في سوريا أمس بحسب المرصد 129 قتيلا على الأقل هم 73 مدنيا و14 مقاتلا معارضا وجندي منشق واحد و41 جنديا نظاميا. وذكرت مصادر أامنية سورية، أن الجيش النظامي حشد نحو 20 ألف جندي، مقابل ما بين ستة إلى ثمانية آلاف من عناصر الجيش الحر، حيث يعتبر الطرفان معركة السيطرة على حلب بأنها «حاسمة»، خصوصا مع وقوع مناطق ريف حلب شمال المدينة في قبضة الجيش الحر وصولا الى الحدود التركية. وفي عمان، أكد الأردن رسميا أن رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب دخل الأراضي الأردنية فجر الأربعاء برفقة عدد من أفراد عائلته. وقال وزير الدولة الأردنية لشؤون الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة سميح المعايطة إن «لا معلومات لدينا حتى الآن أذا ما كان سيغادر (حجاب) الآردن ألى جهة آخرى، آو أذا ما كان سيطلب اللجوء». وكانت مصادر المعارضة أعلنت أن حجاب دخل الأردن ليل الأحد الماضي. وهو أعلى مسؤول سوري ينشق عن النظام.