ثلاث قمم إسلامية احتضنتها قبلة الدنيا مكةالمكرمة على مدار ثلث قرن من الآن لكن 32 عاماً هو الفرق بين مؤتمر القمة الإسلامي الثالث الذي عقد بمكةالمكرمة ما بين 19-22 ربيع الأول 1401 ه 25-28 يناير 1981 م في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز يرحمه الله، وبين المؤتمر الاستثنائي الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ما بين 25 إلى 27 رمضان الجاري إضافة إلى المؤتمر الاستثنائي الذي عقد بمكةالمكرمة ما بين 5-6 ذي القعدة 1426 ه (7-8 ديسمبر 2005 م) وما بين القمم الإسلامية التي احتضنها البلد الحرام تحت القيادة الرشيدة للمملكة العربية السعودية فروق في القضايا المتناولة وفي ملامح المكان وإن كانت قضية فلسطين القاسم المشترك في اهتمام القمم. وقد تميزت القمة الثالثة التي انعقدت بمكةالمكرمة قبل 32 عاماً بانعقادها في رحاب المسجد الحرام وبجوار الكعبة المشرفة فكانت محفوفة بجلال هذا الموقع القدسي ما خلع على جلستها الافتتاحية في المسجد الحرام طابع الخشوع والهيبة وجعل قادة الأمة الإسلامية يستشعرون عظمة موقفهم ذلك بين يدي الكعبة المشرفة ويصطفون صفاً واحداً للصلاة ويتوجهون بدعاءٍ واحد إلى الله سبحانه وتعالى متوسلين إليه أن يعينهم على حمل المسؤوليات الجسام الملقاة على عاتقهم في عالم محفوف بالمخاطر والتحديات وأن يهديهم إلى سبيل التضامن والألفة والرشاد. العاصمة المقدسة اختلفت كثيرا عن آخر قمة والقمة المقبلة وقد أبرز الملك خالد بن عبدالعزيز يرحمه الله في خطاب الافتتاح ما تمتاز به الأمة الإسلامية في مطلع هذا القرن من صحوة مباركة لا عداوة فيها ولا انحياز تبشر بمجتمع جديد يؤمن للإنسان المسلم تطلعاته إلى الكرامة والعزة ويحقق للإنسانية ما تصبو إليه من أمن وسلام وتقدم. القمة الثالثة التي تخلف عن حضورها الوفد الإيراني والليبي نقلت جلساتها إلى قصر المؤتمرات في مدينة الطائف فاستمع إلى كلمات من رؤساء الوفود ومن ممثلي المنظمات الدولية كما استمع إلى بيان من الدكتور كورت فالدهايم الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة في ذلك الوقت تعرض فيه إلى مختلف القضايا التي تشغل بال المجموعة الإنسانية وما للدول الإسلامية من دور في معالجتها. ويشير الدكتور عبدالعزيز سرحان متخصص في إدارة المراكز الإسلامية في الخارج إلى أن المملكة العربية السعودية تظل عمق العالم الاسلامي كونها تحتضن وتتشرف برعاية المقدسات الإسلامية فيما تنفرد قمم مكةالمكرمة الإسلامية بأنها مغلفة بروحانية مفعمة بالإيمان وبجوار قبلة العالم الإسلامي مؤكداً أن انعقاد القمة بمكةالمكرمة يضفي نوعاً من الأهمية والتميز لعدة عوامل منها قدسية المكان وفضل الزمان حيث تعقد برعاية خادم الحرمين الشريفين وفي موسم رابح من مواسم التجارة مع الله تعالى وفي أيام فاضلة فيها درة ليالي العام وهي ليلة القدر فكل هذه المؤثرات الروحية تنعكس على جو القمة وستكون حزمة عوامل من شأنها خروج القمة بقرارات جيدة وتوصيات مهمة تخدم مصلحة الأمة بإذن الله تعالى . وفي زمن الإعلام الجديد والسباق الفضائي استرجع الزميل الإعلامي أحمد الحربي ذكريات 32 عاماً أثناء مشاركته في تغطية فعاليات القمة الثالثة بمكة وقال إن الجلسة الافتتاحية تمت تغطيتها من داخل الحرم المكي حيث وفرت أجهزة الناسوخ (الفاكس) في وقت كان الاعتماد على الهاتف لإرسال الأخبار للوكالات والصحف مبيناً أن جلسات المؤتمر عقدت في قصر المؤتمرات في الطائف . ويتذكر المربي حامد البركاتي ذكريات خروج طلاب العاصمة المقدسة على طول المدخل المؤدي إلى الحرم المكي من أعلى جبل أجياد إلى الحرم المكي لتحية رؤساء وملوك وأمراء الدول الإسلامية وبإشراف إدارة التربية في تظاهرة لم يتعود عليها أبناء مكةالمكرمة ولا زالت عالقة في ذاكرة المشاركين . من جهة أخرى ألمح العقاري إبراهيم اليامي إلى أن مكةالمكرمة عاشت نقلة واسعة ووثبات عملاقة ما بين القمة الثالثة والقمة الاستثنائية التي ستعقد بجوار البيت العتيق حيث تحولت مكةالمكرمة إلى أغلى مدينة إسلامية من حيث أسعار العقارات، وكذلك أسرع مدينة في العالم من حيث تنامي البناء حيث تشهد مكةالمكرمة الآن ثورة جديدة في البناء والتشييد . المتغيرات ما بين القمة الثالثة والاجتماع الاستثنائي شمل المكان الذي شهد القمة قبل 32 عاماً وهو الحرم المكي حيث ثمة متغيرات غيرت ملامح المنطقة المركزية والحرم من خلال التوسعات الجديدة والمشاريع العملاقة المتاخمة للحرم المكي .