تُعد أدوات السلامة من الضروريات التي يجب توافرها في المنازل وكذلك السيّارات والمحلات، حيث وجودها يُتيح فرصة - بعد مشيئة الله - تدارك الخطر، ومن أهم تلك الأدوات "طفاية الحريق" التي لابد من التأكد من سلامتها إذا علمنا أنها عُبوّات مضغوطة وذات صلاحية محددة، وليست صالحة للاستعمال في جميع الأوقات، لاسيما وأن هناك عدداً من المحلات لا تراعي هذه الجوانب، في ظل البحث عن العوائد المادية، وهو ما يُمثل خطورة على الأرواح والممتلكات. ويبرز دور التوعية في تنبيه كثير ممن يجهلون مخاطر هذه الأدوات إن خالفت المواصفات والمقاييس، إلى جانب أهمية التأكد من مدى سلامتها وجودتها داخل المحلات والأسواق؛ لضمان استلام منتج ذي جودة ونوعية ممتازة، لا سيما وأن السوق المحلي يعج بالأدوات الرديئة ذات الخطورة العالية، والمفتقدة أدنى درجات السلامة والأمان من حيث الاستعمال والعمر الافتراضي لها، غير أن الدور الرقابي من قبل الدفاع المدني من أهم العوامل التي تساعد على استئصال أية ملاحظات في المحلات المخالفة، مع جعلها عرضة للجزاء في حال وجود مخالفات. تساهل واضح وقال "محمد البشير" - بائع في أحد المحلات: إن المحلات تعرض العديد من هذه الأدوات وتتساهل في الإشتراطات، مشيراً إلى أن بعض الزبائن لا يريد الأدوات نفسها، بل يريد فاتورة يُقدمها إلى مسؤولي الرقابة في الدفاع المدني، مبيناً أن هناك من ينقل "طفايات الحريق" إلى محلات آخرى لكي يحصلوا على الرخصة. وأوضح أحد الباعة - فضل عدم ذكر اسمه - أن هناك العديد من الأدوات منها الرديئة الصنع ومنها الجيدة، مضيفاً أن أغلب المستخدمين لهذه الأدوات أصحاب المحلات الذين يرغبون في الحصول على رخصة الدفاع المدني، موضحاً أن سبب التهاون في فحصها من قبل مراقبي السلامة أدى إلى انتشارها في السوق، مؤكداً أن بعض أصحاب المحلات يرددون: "نريد الرخيص من أجل الرخصة فقط"!. 15 مواصفة وساهم ضعف الرقابة على المحلات في وجود هذه الأدوات دونما صلاحية تذكر، أو ذات جودة رديئة ليست مطابقة للمواصفات والمقاييس، التي بلغ عدد ما اعتمدته الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس أكثر من (15) مواصفة، شملت اسطوانات "ثاني أكسيد الكربون" وكيفية اختبارها، والمطافئ المحمولة على عجلات تعمل ب "غاز ثاني أكسيد الكربون"، ومسحوق إطفاء الحريق الكيميائي الجاف وطرائق اختباره، وكذلك مطافئ الصلب اليدوية ب "غاز ثاني أكسيد الكربون"، والمطافئ اليدوية - الرغوة - وكذلك المطافئ اليدوية باستخدام المسحوق الجاف، إلى جانب الاشتراطات العامة للمسحوق الكيميائي الجاف المستخدم في الاطفاء وطرق اختباره، والسوائل الرغوية المركزة المستخدمة في الاطفاء وطرائق اختبارها. مقلدة ومغشوشة وأكد "سعود العنزي" - ضابط الأمن والسلامة - على أن أدوات السلامة ذات الجودة الرديئة أو غير المضمونة، لها العديد من الآثار السلبية الخطرة؛ نظراً لرداءة هذه المنتجات التي تفتقد إلى ضوابط الجودة المعتمدة، مضيفاً أنه يجب التنبه لهذه الأدوات والحرص على اقتناء الأدوات الجيدة، حيث المواد المقلدة والمغشوشة موجودة في كثير من أسواقنا، خاصةً أن أدوات السلامة حساسة ويجب التنبه إليها جيداً، مشدداً على ضرورة فعالية الدور الرقابي تجاه المحلات التجارية التي تبيع الأدوات المغشوشة، مؤكداً أن تفعيله بالشكل المطلوب سيؤدي إلى اختفاء هذه الظاهرة، بل والحفاظ على الأرواح والممتلكات، مشدداً على أهمية رفع معدل الوعي لدى المواطنين من أجل معرفة الطريقة السليمة في التعامل مع هذه الأدوات، وكيفية التنبه للأمور التي قد يظنها البعض ليست ذات أولوية، ولكنها في حقيقة الأمر تستدعي اليقظة، والأمثلة كثيرة في هذا المجال من الحوادث المنزلية الكثيرة بسبب رداءة هذه المنتجات. وأضاف أنه ينبغي الحذر من عمليات الغش التي تحدث داخل الأسواق في أدوات الأمن والسلامة، والانتباه لهذه النقطة جيداً، كما يجب مراعاة تاريخ صلاحية الأدوات وعمرها الافتراضي المسموح به نظاماً من قبل الجهات المختصة، وإلاّ قد يتحول الأمر إلى عواقب لا تحمد عقباها. جولات تفتيشية وشدّد المقدم "منصور الدوسري" - الناطق الإعلامي للدفاع المدني في المنطقة الشرقية - على ضرورة التزام أصحاب المحلات التجارية المتخصصة في بيع أدوات الأمن والسلامة بالتعامل مع الشركات المرخصة من قبل الدفاع المدني، وذلك من أجل الحدّ من وجود العلامات التجارية المقلدة وذات الجودة الرديئة، مضيفاً أن من يخالف ذلك سيكون عرضة للمخالفة، موضحاً أن الدفاع المدني في المنطقة الشرقية يعمل عدة جولات تفتيشية على أصحاب المحلات المتخصصة في بيع أدوات السلامة؛ للتأكد من سلامتها ومطابقتها للمواصفات والمقاييس المنصوص عليها، وهذا من شأنه التأكد من سلامة هذه الأدوات التي يتم بيعها وتقديمها للعملاء عبر منافذ البيع في هذه المحلات التجارية، مشيراً إلى أنه لم يتم خلال الفترة الماضية رصد أية مخالفات تتعلق بمخالفات قانونية في عمليات بيع أدوات الأمن والسلامة، مبيناً أن الفرق الخاصة بالجولات الميدانية ترصد أية مخالفات موجودة في هذه المحلات، مع إشعار أي محل تجاري توجد عليه ملاحظات، من أجل تعديلها، والتشديد على تجديد الأدوات الموجودة، مع التأكد من صلاحيتها للاستعمال. المقدم منصور الدوسري سعود العنزي مسؤولية الأب أكبر في التأكد من صلاحية طفايات الحريق داخل المنزل