استؤنف الجمعة القصف على مدينة حلب في شمال سوريا، بينما تستمر في مناطق اخرى في البلاد العمليات العسكرية حاصدة مزيدا من القتلى عشية تصويت متوقع للجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع قرار مقدم من دول عربية يدين قصف الجيش النظامي للمدن السورية ويطالب بعملية انتقال سياسية، وهي خطوة رمزية الى حد كبير كون نتيجة التصويت غير ملزمة، الا ان من شأنها ان تساهم بزيادة الضغط على النظام. في هذا الوقت، دعت المعارضة الى التظاهر امس تحت شعار "دير الزور، النصر الآتي من الشرق"، في اشارة الى موقع محافظة دير الزور في شرق سوريا، وهي تشهد منذ ايام عمليات عسكرية واسعة. وبدأت التظاهرات المناهضة للنظام تخرج في مدن عدة، لا سيما في مدينة حلب وريفها، رغم ارتفاع وتيرة التصعيد العسكري والامني. وبعد يوم دام الخميس حصد 179 قتيلا في انحاء البلاد، افيد امس عن تجدد الاشتباكات في حي التضامن في جنوبدمشق الذي كان شهد اشتباكات الخميس ايضا. كما وقعت اشتباكات صباحا قرب المطار العسكري في مرج السلطان في ريف دمشق. واوضح مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن ان القوات النظامية التي استعادت السيطرة على مجمل احياء العاصمة قبل حوالى اسبوعين، "اقتحمت حي التضامن مرات عدة، لكن لا يزال يوجد فيه مقاتلون معارضون". كما افاد المرصد عن مقتل 21 مدنيا في قصف استهدف مساء الخميس مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين المجاور للتضامن. ويضم مخيم اليرموك اكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، وتقول الاممالمتحدة ان عدد المسجلين لديها في المخيم هو 148500. واوضح عبدالرحمن ان مصدر القصف غير معروف. ويقول ناشطون ان العديد من الفلسطينيين حملوا السلاح الى جانب المعارضين السوريين ضد النظام. وفي شريط فيديو بثه ناشطون على موقع يوتيوب على شبكة الانترنت، يمكن مشاهدة تظاهرة مناهضة للنظام سارت مساء امس الاول في شوارع المخيم، وقد اطلقت هتافات "أحمد جبريل، دمك مهدور"، في اشارة الى زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة، المؤيد للنظام. وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) أن "مجموعة ارهابية مسلحة استهدفت حي اليرموك بقذائف هاون" من حي التضامن المجاور، ما أدى إلى مقتل واصابة عدد من المواطنين. في حلب حيث يؤكد الجيش السوري الحر انه يسيطر على خمسين في المئة من المدينة وتحشد قوات النظام قواتها استعدادا لهجمات جديدة على معاقل المقاتلين المعارضين، تعرض حي صلاح الدين في جنوبالمدينة صباح الجمعة لقصف من القوات النظامية، بحسب المرصد الذي اشار الى اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في حي الزبدية. في مدينة حماة (وسط)، قتل عشرات المدنيين والمقاتلين السوريين المعارضين في حي الاربعين في عملية عسكرية لم تتضح تفاصيلها، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون امس الجمعة. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية ولجان التنسيق المحلية ان عدد القتلى الذين سقطوا الخميس بلغ حوالى خمسين، بينما لم يحدد المرصد عددا. لاجئون عراقيون سابقون في سورية يعبرون الحدود باتجاه بلادهم فراراً من الاشتباكات. (أ.ب)