أنت تحاول أحيانًا أن ترعبني.. تجرّب الصدمة (الأكشن) على طريقة (الدراما).. من أجل ذلك قلت لك (أنت لا تعرفني) .. لو عرفتني لعلمت أن هذه لعبتي.. وهوسي.. وجنوني، فلا تبع الماء ( في حارة السقايين) فلن تجد مشترين إلا في (الأزمات)، أمّا إذا غيض الماء ، فستغلب و(سيغلب حمارك) .! مشاكس أنت يا صاحبي.. لا تغضب، فهذا مدح بصيغة الذم، هو أقرب إلى التودد.. ولو لم تكن كذلك لما كنتَ منّي بهذه المسافة من القرب.! تقول لي يا رعاك الله : " هل يحتاج الكاتب لأنْ يخلو بنفسه قليلا ليكتب جديدا، وينتج جمالا يتشكل في سماء الابداع ، ليبدو رائعًا لمحبيه " ؟ أقول : كل إنسان يحتاج في حين أن يخلو إلى نفسه.. والكاتب كالموسيقي والرسام والممثل والمغني، يحاور نفسه ويداورها.. يشرّق معها ويغرب.. لكنه، إن بالغ في إظهار نفسه وتكلّف، فسيبدو كمن يقف أمام المرآة يستعرض أمامها كل خزانة الملابس.. فيبدو حينئذ أمام نفسه - قبل الناس - مجرّد (مانيكان) بلا روح .! وتقول لي يا مشاكس : "أنا بطبعي لا اهتم براحة نفسي، أحب تعذيب ذاتي بعفوية ودون انتباه، وفي الآخر أتعب ولا أجد من يواسيني".! وأجيبك : انتبه يا صديقي .. فلا (عفوية) في تعذيب النفس.. تعذيب الذات (عدوان).. نحن نستسهل الكلمات المفخخة حتى تصبح خطراتنا (مخاطر).! أعترف أنني أغرد خارج السرب أحيانًا، لكنني أفعل ذلك، بعض الوقت، لتأليف القلوب، فأضم إلى سربي (مغرّدًا) جديدًا لم يجد في سربه من يصغي لتغريده .! ** ** **آخر السطور : " كن صديقي .. إنني أحتاج أحيانًا لأن أمشي على العشب معكْ .. وأنا أحتاج أحيانًا لأن أقرأ ديوانًا من الشعر معكْ .. وأنا كامرأة ، يسعدني أن أسمعكْ ".!