سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المقدسيون يحتجون على اتفاق السلطة مع الاحتلال للاقتراع في مكاتب البريد ويعتبرونه تفريطاً في حقوقهم صوتوا في مراكز البريد بالقدس المحتلة في ظل رقابة اسرائيلية صارمة
أُجريت عمليات التصويت في القدس العربية المحتلة امس تحت مراقبة مشددة من سلطات الاحتلال ومواكبة عدد كبير من المراسلين الدوليين. ووضعت في تصرف الناخبين خمسة مراكز اقتراع اقيمت في مكاتب بريدية، لكي يتم التصويت بالمراسلة. واعلنت الشرطة نشر حوالي 1500 من عناصر قوات الاحتلال في القدسالشرقية خصوصا عند مداخل المدينة وحول مراكز الاقتراع. واعلن المتحدث باسم الشرطة جيل كليمان توقيف ناشطين اثنين في «حزب التحرير الاسلامي» كانا يوزعان منشورات تدعو الى مقاطعة الانتخابات. ويصف المنشور الذي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه الانتخابات بانها «جريمة» تهدف الى «انهاء القضية الفلسطينية». ولم تسجل الشرطة وقوع اي حادث، مشيرة الى انها فتحت اربعة معابر خاصة للمشاة بين القدسالشرقية والقسم المتبقي من الضفة الغربية، من اجل تسهيل مرور الناخبين. من جهة ثانية، زار الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر الذي يرئس فريقا للمراقبين مركز اقتراع في القدسالمحتلة من اجل التحقق من حسن سير الانتخابات. وانتقد مسألة عدم تمكين الفلسطينيين من الاقتراع في مكاتب بريدية في القدسالشرقية. وقال رجل في المكان وهو يحمل طفلا على ذراعيه متوجها الى كارتر، «جئنا لنتحدث الى السيد كارتر. نريد السلام لاولادنا». ورأت اللجنة الانتخابية الفلسطينية المركزية قبل الانتخابات ان ظروف اجراء انتخابات عادلة في القدسالشرقية لم تتم. وقالت ان التحضيرات لاقتراع فلسطينيي القدس لا تتطابق مع معايير انتخابات حرة وعادلة وشفافة. واشارت الى ان المراكز الخمسة التي فتحت في مكاتب بريدية لاستقبال الناخبين لا تتعدى قدرتها على استقبال الناخبين (5500 ناخب)، اي جزء صغير من الناخبين الفلسطينيين في القدس البالغ عددهم 120 الفا. ويمكن للناخبين في القدس العربية المتحلة ان يصوتوا في مراكز الاقتراع الاثني عشر الموجودة في الضفة الغربية في ضواحي القدس. وكان فلسطينيو القدسالشرقية احتجوا في رسالة مفتوحة الى اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية نشرتها الصحف الفلسطينية امس على الاتفاق الذي ابرمته السلطة مع (اسرائيل) حول الاجراءات الانتخابية الخاصة بهم. واكد «اهالي ومؤسسات القدس الدينية والثقافية والاجتماعية» في الرسالة المفتوحة ان «هذا الاجراء سيجعل تصويت مواطني المدينة غيابيا كارسال رسالة بالبريد ولا يتيح للمواطن ان يصوت بخصوصية تامة ويحرمه من ايداع اقتراعه بنفسه داخل صندوق الاقتراع». واضافوا «بناء على هذا الاجراء ستتم عملية نقل صناديق الاقتراع الى مراكز الفرز تحت الاشراف الاسرائيلي وبسيارات البريد الاسرائيلية وكانها عملية نقل بريد عادية». واكدوا ان «هذا الاتفاق الزم مواطني القدس بالقبول باجراءات الاحتلال المجحفة التي تعد استكمالا لسياسته المعلنة باعتبارهم مقيمين بالمدينة وليسوا مواطنين ويضيف معاناة جديدة الى المعاناة التي يتعرضون لها يوميا تحت الاحتلال الاسرائيلي». وتابعوا ان ذلك تفريط بالحقوق غير القابلة للتصرف لسكان القدس الذين هم جزء اساسي من الشعب الفلسطيني لذلك نعتبره خرقا فاضحا لحق المواطنة الفلسطينية في المدينة التي حمتها المواثيق الدولية». ودعا فلسطينيو القدسالشرقية السلطة الفلسطينية الى «رفض عقد اي اتفاقات مستقبلية شبيهة لهذا الاتفاق»، خصوصا في ما يتعلق «بمستقبل المدينة وحقوق سكانها بدون استشارتهم».