عاشت منطقة عسير موسماً سياحياً مختلفاً في اعتدال الطقس وجمال الطبيعة، واكبه حضور متميز من قبل السيّاح القادمين من جميع مناطق المملكة، وقد صاحب ذلك فعاليات وبرامج سياحية وترفيهية عبر مواقع عدة جاذبة للزوّار، كمتنزهات "السودة" و"الفرعاء" و"أبها الجديدة"، وكذلك "الجبل الأخضر" و"الحبلة" وغيرها. وعلى الرغم من النجاحات المتتالية ل"صيف عسير"، إلاّ أن جانب النظافة داخل المتنزهات ظهر بمستوى ضعيف، الأمر الذي أوجد ردود فعل متذمرة من قبل كثير من المواطنين والسيّاح، وهو ما يتطلب تفاعل الجهات المعنية - خاصةً في الأعوام المقبلة - بإيجاد أعداد كافية للنفايات، وكذلك وضع خطط من شأنها التعامل مع الأعداد الكبيرة من السياح، مع ضرورة توعية المجتمع بأهمية التقيّد بالنظافة داخل المتنزهات، على اعتبار أنها واجهات سياحية يلجأ إليها الأغلبية في أوقات الإجازة. نفايات تشوه أحد المتنزهات السياحية وقال الأستاذ "محمد عايض مدراج": إن "متنزه السودة" يُعد من أشهر وأهم المواقع السياحية على مستوى المملكة، ويحظى بزيارات مكثفة من الزوار والسواح، مضيفاً أنه شهد تدنياً في مستوى النظافة، خاصةً المواقع البعيدة عن الشوارع العامة، والتي اكتظت بالنفايات. وأشاد "نواف المقبل" - أحد الزائرين لعسير - بالأجواء المعتدلة التي تعيشها المنطقة، خاصةً مدينة أبها، حيث تنفرد بجمال الطبيعة والمناظر الخلابة، مستغرباً تكدس المخلفات في المتنزهات، وهي لا تتناسب مع مدينة بحجم جمال أبها. وأوضح "عبده دغريري" أنه في أعوام مضت كانت النظافة تضاهي جمال أبها، إلاّ أن الملاحظ هذا العام غير ذلك!. .. وأخرى تركها أصحابها بالقرب من الأشجار وتحدث "عبدالله عسيري" قائلاً: تمكث النفايات لأيام في الحاويات دون إبعادها، مطالباً الجهات المعنية بحلول عاجلة لهذه المشكلة، كما تمنى المواطن "عبدالحفيظ الجهني" تكثيف الرش اليومي، ومعالجة وضع النظافة بصورة عاجلة، سواء في الأحياء أو المتنزهات. من جهته شدّد "علي بن حسن العكاسي" -إعلامي- على ضرورة تطبيق المخالفات الفورية على كل العابثين بنظافة المدن والشوارع، والتي نلمس من خلالها الإهمال وعدم المسؤولية، سواء من المواطن أو المقيم، مؤكداً على أنه إذا طبقت الجزاءات الرادعة فستتلاشى هذه الظاهرة نهائياً. وفي السياق ذاته قال "د.محمد بن أحمد الغبيري" -رئيس المجلس البلدي في عسير-: إن المجلس استدعى ممثلي شركة النظافة في مدينة أبها؛ لوضع حلول عاجلة واتخاذ إجراءات سريعة لشكاوى المواطنين، وعدم رضاهم عن خدمات هذه الشركة، مضيفاً أن لقاءهم بالممثلين للشركة تمخض عن دراسة وضع النظافة، إضافةً إلى تزويد المجلس ببيانات مراقبي الأحياء خلال (24) ساعة من اللقاء، والعمل على تقديم خدمة أفضل، إلى جانب بذل المزيد من الجهد بما يضمن رضا المواطنين، لافتاً إلى أن هذه الخطوة تمثل الاستماع لاستفسارات المواطنين، والتي لابد من إيجاد الحلول لها، مع البحث عما يرتقي بالمنطقة. يُذكر أن مشكلة النظافة تتصدر قائمة أولويات أعمال المجلس البلدي منذ انتخابه العام الجاري، وسبق أن تجوّل عدد من الأعضاء على الأحياء، ومقر الشركة والعمّال، وتم رصد عدد من المخالفات. وكان "م.فهد بن سعيد الفرطيش" - مدير عام الإدارة العامة لشؤون الزراعة بمنطقة عسير - قد صرّح سابقاً بتعاقد وزارة الزراعة مع شركة وطنية لأداء أعمال النظافة في المنتزهات ولمدة شهرين، بمبلغ تجاوز (600) ألف ريال، خلاف ما تؤديه الأمانة من تعاون في النظافة خارج المتنزهات وداخلها مع فرق الزراعة، مضيفاً أن كل ذلك جاء بتوجيهات أمير المنطقة ودعمه.