نال رئيس الحكومة، عبد الإله بن كيران، الحظ الأوفر من شعارات الاحتجاج التي رفعتها، مساء الأحد، حركة "20 فبراير" في الرباط. ورغم التعزيزات الأمنية المشددة بحي "العكاري" بالعاصمة حيث تجمع العشرات من مناضلي "20 فبراير"، إلا أن المحتجين أصروا على تنظيم المسيرة المعلن عنها في وقت سابق. والتف جموع المحتجين على الحواجز الأمنية ليشقوا طريقهم وسط أزقة الأحياء الشعبية المجاورة. وانتقد المحتجون استضافة "العدالة والتنمية" شخصية صهيونية خلال مؤتمره الوطني السابع الذي عقد أخيرا بالرباط. وكان من بين الشعارات القوية التي رُفعت ضد بنكيران أمين عام الحزب ورئيس الحكومة الحالية: "بنكيران يا صهيون، فلسطين في العيون". واستنكر المحتجون ما وصفوه ب"تناقض" العدالة والتنمية وتنكره لمبادئه حين كان في المعارضة، حيث اشتهر بمحاربته للتطبيع مع "إسرائيل"، ليتحول إلى مستضيف لشخصية صهيونية معروفة. وخرج في عدد من المدن المغربية أنصار "20 فبراير" مرددين نفس الشعارات التي عُرفوا بها منذ تأسيس الحركة والتي ترتكز على المطالبة بإصلاحات عميقة ومحاربة الفساد ومحاكمة المفسدين. وفي مدينة الدارالبيضاء، ردد المحتجون شعارات قوية من قبيل "يامغربي احتج احتج..باراكا ما تتفرج"، و"بنكيران يا صهيون فلسطين في العيون". وانطلقت مسيرة الدارالبيضاء من الحي الشعبي "البرنوصي" وشهدت تدخلا أمنيا قويا بهدف تفريق المحتجين، ما أسفر عن اعتقال حوالي 14 عنصرا وإصابة بضعة آخرين. وأفادت مصادر من داخل الحركة أن مدنا أخرى شهدت وقفات احتجاجية مماثلة، لكنها لم تكن بنفس حجم وقفتي الرباطوالدارالبيضاء. إلى ذلك، كشفت مصادر من داخل "العدالة والتنمية" أن مجموعة من الشباب أعضاء الحزب يعتزمون تنظيم وقفة احتجاجية أمام المقر المركزي للحزب بالرباط، للتنديد باستضافة الإسرائيلي عوفير برنشتاين في المؤتمر الوطني السابع. وكان مجموعة من شبيبة الحزب قد طالبوا قيادتهم بالاعتذار على استضافة الإسرائيلي عوفير برانشتاين، دون أن يتم الاستجابة لمطلبهم. وكانت حركة "التوحيد والإصلاح"، الذراع الدعوي لحزب "العدالة والتنمية"، قد وصفت حضور عوفير برانشتاين مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحاق رابين لفعاليات مؤتمر الحزب، بأنه اختراق صهيوني كان ينبغي الانتباه له.