للمرة الأولى يواجه حزب «العدالة والتنمية» الإسلامي في المغرب عاصفة انتقاد بسبب استضافة مؤتمره الأخير في الرباط شخصية إسرائيلية. ودان بيان ل «مجموعة العمل لمساندة العراق وفلسطين» مشاركة عوفير برانشتاين في مؤتمر الحزب الذي يقود الحكومة المغربية، مؤكداً رفضه كل أشكال التطبيع مع «الكيان الإسرائيلي»، مهما كانت المبررات والجهات التي تقوم بها. وأضاف البيان أن أحد شعارات المؤتمر الحزبي ركّز على أن «الشعب يريد تحرير فلسطين» وأن حزب «العدالة والتنمية» يُعرف عنه مناهضته التطبيع، ما يثير الاستغراب حيال ذلك الحضور. وانتقد رئيس الجمعية المغربية لدعم الكفاح الفلسطيني محمد بن جلون ما اعتبره التحوّل الحاصل في موقف «العدالة والتنمية» بهذا الصدد، في إشارة إلى ردود فعل سابقة صدرت عن نشطاء الحزب وصفت مشاركة عوفير برانشتاين في تظاهرات سياسية وثقافية بأنها تطبيع واتهمته بالولاء للصهيونية. إلى ذلك، بدأت تداعيات الحدث تتفاعل سلباً. وأعلن عضو لجنة العلاقات الدولية لحزب «العدالة والتنمية» إدريس بوانو أنه مستعد لتقديم استقالته من كل مسؤولياته الحزبية، في حال ثبت تقصيره في التحري في الدعوة التي وجّهت إلى الإسرائيلي برانشتاين. وعزا بوانو تلك الدعوة التي يعتقد أن نشطاء في حزبه يقيمون في فرنسا كانوا وراءها، إلى أنباء متداولة عن التزامات برانشتاين ضمن معسكر دعاة السلام، بخاصة أن حضوره جاء في سياق الانفتاح على شخصيات عربية وإسلامية وأجنبية تلتقي ومواقف الحزب في التصدي للاحتلال الإسرائيلي. بيد أن ردود الفعل الغاضبة اندلعت على إثر نشر معطيات تفيد أن برانشتاين عمل مستشاراً لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحق رابين. وزاد من حدة السجال إعادة نشر صحف ومواقع مغربية مقالاً نشرته صحيفة «التجديد» القريبة إلى حزب «العدالة والتنمية» في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي ينتقد في شدة استضافة معهد «أماديوس» لعوفير برانشتاين. وقالت الصحيفة إن معهد «أماديوس» الذي يديره إبراهيم الفاسي الفهري نجل مستشار العاهل المغربي الطيب الفاسي الفهري، تعمّد عدم الإشارة إلى «الجنسية الصهيونية لعوفير برانشتاين». ويأتي هذا الجدل في وقت ينظر فيه القضاء المغربي في ملف «طلب حل معهد أماديوس» كان تقدم به محامون مغاربة بينهم مصطفى الرميد قبل توليه حقيبة العدل في حكومة رئيس الوزراء عبدالإله بن كيران. ويتهم هؤلاء المعهد ب «إهانة المغاربة بالتطبيع مع الصهاينة». لكن محامي «أماديوس» يوسف الشهبي وجّه خلال جلسة المحكمة المنعقدة أول من أمس في الرباط انتقاداته إلى حزب «العدالة والتنمية»، مشيراً إلى أن الحزب الحاصل على أكبر عدد من أصوات المغاربة خلال الانتخابات التشريعية الماضية «استضاف إسرائيليّاً ضمن مؤتمره الوطنيّ الأخير». ومن المنتظر أن يبحث حزب «العدالة والتنمية» في اجتماع مرتقب تفاعلات القضية في ضوء المطالب المتنامية له بالاعتذار. وفي هذا الإطار، اعتبرت اللجنة التنفيذية لمنظمة التجديد الطالبي أن استضافة برانشتاين «خطأ يستوجب الاعتذار للشعب المغربي». وطالبت المنظمة التي تعتبر بمثابة الذراع الطالبية للحزب، «نواب الأمة بتقديم مقترحات قوانين تجرّم كل أنواع التعامل مع الكيان الصهيوني وقطع أي سبيل للتعامل معه». ومعلوم أن مؤتمر «العدالة والتنمية» الأخير حضرته شخصيات من دول عدة بينها رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» الفلسطينية خالد مشعل.