عبر قادة من حزب العدالة والتنمية الإسلامي، عن استيائهم من الأخبار التي تم تداولها بخصوص حضور شخصية إسرائيلية، مؤتمرهم السابع الأخير بالعاصمة الرباط، حيث تم توجيه أصابع الاتهام للحزب الإسلامي، بالحرص على التطبيع، والسهر على تطبيقه، رغما عن إرادة الشعب المغربي، والقوى الحقوقية في البلاد. ولم يستسغ منتمون للحزب الإسلامي، عدم إحاطتهم علما بحضور عوفير برانشتاين، الذي كان مستشار إسحاق رابين، حيث تم انتقاد قيادة الحزب، على اعتبار أنها لم تعتمد خصوصية غربلة الضيوف، لتجنب المواقف المحرجة، وفسح المجال أمام خصوم الحزب للنهش فيه، واتهامه بأنه من رعاة التطبيع مع الكيان الإسرائيلي. وفي محاولة لتلطيف الأجواء، أعلن رضى ابن خلدون، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالحزب، أن أعضاء من العدالة والتنمية يقيمون بباريس، هم من اقترحوا استدعاء عوفير برانشتاين، بصفته رئيس “منتدى السلام” بباريس، وباعتباره فرنسيا وليس إسرائيليا. ولم ينكر المسؤول الإسلامي، أن قيادة الحزب، كانت على علم أنه يهودي، لأنه لا مشكل لديها مع الديانة التي يعتنقها عوفير، إلا أنها فوجئت بالأخبار التي تفجرت، من كونه كان واحدا من مستشاري رابين، داعيا إلى التحقق من الأمر. وفي تعليقه على مبررات المسؤول، عن لجنة العلاقات الخارجية بالحزب الإسلامي، قال مصدر سياسي بارز ل “الشرق” إن ” العذر أقبح من الزلة، على اعتبار أن حضور شخصية يهودية لمؤتمر حزب إسلامي، يشكل استفزازا للمشاعر، بسبب الخلفية الإيديولوجية والدينية”. وأكد المصدر الذي طالب بعدم الكشف عن هويته، أن الضيف موضوع الجدل القائم، معروف بمواقفه المتصلبة في السابق، ولا يشفع له حاضره، محو صورته السيئة والبشعة لأن مجرد العمل ضمن محيط رابين، سمعة قبيحة لدى المتعاطفين مع القضية الفلسطينية على وجه التحديد”. وأضاف “على قيادة العدالة والتنمية، أن تتقدم باعتذار للشعب المغربي عامة، وللمتعاطفين مع الحزب ، على هذه الاستضافة، التي خلفت ارتجاجا كبيرا، لأنها تأتي في ظرفية دقيقة تشهدها المنطقة بشكل عام” مشيرا إلى أن “الحزب الإسلامي وضع نفسه في موقف حرج للغاية، على اعتبار أن المؤتمر عرف حضور شخصية فلسطينية وازنة وهي خالد مشعل. وحول الأخبار التي راجت من كون خالد مشعل التقى عوفير، أكد المصدر ذاته أنه ربما أن مسؤول حماس لم يتعرف عليه وتم السلام عليه. وكانت أخبار تم تداولها، من كون خالد مشعل التقى سرا عوفير بارنشتاين المستشار السابق لإسحاق رابين، خلال حفل عشاء أقامه حزب العدالة والتنمية، في منزل المرحوم عبد الكريم الخطيب مؤسس الحزب. يذكر أن خبر هذا اللقاء، خلف ضجة داخل أوساط حركة المقاومة الإسلامية حماس الفلسطينية، التي نفت بشدة “أن يكون خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة التقى في المغرب بشخصية إسرائيلية”. وقال عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس: “إنه لا صحة على الإطلاق للقاء مزعوم بين الأخ خالد مشعل وبين ما قيل إنه المدعو عوفير برانشتاين” مبرزا أن “سياسة حماس ثابتة ولا تغيير” بخصوص رفض اللقاءات مع أي شخصية إسرائيلية.