فاصلة: «الإهانة كالعملة الزائفة لا نستطيع منع أحد من تقديمها إلينا، ولكننا نستطيع رفضها» - حكمة عالمية - لا أعتقد أننا لو فتشنا عن سفيرة فاشلة للمرأة كنا سنجد أفضل من المذيعة السعودية التي تبرعت فأهدت إلى برنامج أوبرا الأمريكي الشهير أبشع صورة عن المرأة السعودية. ظهرت المذيعة السعودية في تقرير خاطف في ذلك البرنامج الذي خصصت حلقته حول نساء من العالم يتحدثن عن بلادهن. فالبلجيكية والأيسلندية والأسبانية وغيرهن تحدثن عن النساء في بلادهن وعن ثقافة المجتمع فيه، ولم تجد مذيعتنا الشابة ابرز من قصتها مع عنف زوجها حتى تقدمها كشهادة بطولة حيث إنها أول سعودية تصرح بالعنف المنزلي حسب تعبير السيدة أوبرا . التقرير المصور ظهرت فيه أقدم صور لأسواق مدينة الرياض فلا مجمعات تجارية ضخمة ولا شوارع واسعة ولا مبان شاهقة وركزت الكاميرا على صور النساء بالعباءة السوداء فقط. ربما لن تستطيع مذيعتنا البطلة التدخل في تصويرهم لمناظر التقرير أو لصياغة النص لكنها كانت تستطيع ألا تظهر كممثلة للمرأة السعودية في أبشع صورة وكأنه لا يوجد نساء في السعودية يتحدثن باستثنائها وقصة ضربها البطولية!! لقد تاجرت تلك المذيعة بقصتها بما فيه الكفاية لكن لم أتوقع ان يصل بها الطموح إلى أن تسيء إلى صورة المرأة السعودية كما فعلت في التقرير الذي صورته لبرنامج أوبرا وأشادت فيه بالبرنامج. إذا كانت تعتقد تلك المذيعة أنها تحسن إلى مجتمعها بذكرها لنضالها لاسترداد حقها من زوجها فهي مخطئة حيث لم يذكر التقرير أي تحرك مجتمعي ولم تشر الضحية إلى وقوف جمعية حقوق الإنسان لدينا إلى جانبها مثلا. لقد كانت الرسالة الإعلامية الموجهة عبر التقرير مستفزة بكل ما تحمله الكلمة من معنى فبدونا مجتمعا متخلفا يعنف المرأة إلى الحد الذي أشارت المذيعة أوبرا إلى أن في التقرير صوراً مرعبة لا يجب أن ينظر إليها الأطفال. وهي محقة فليس هناك أبشع من صور مذيعتنا وهي في المستشفى بعد ضرب زوجها لها ،ولكن كيف غاب عن السيدة أوبرا أن هذه الصور توجد في كل المجتمعات الإنسانية فالجرائم ضد المرأة أو سواها موجودة بكل درجات عنف الإنسان بغض النظر عن جنسيته أو ديانته ، لا أستطيع أن ألوم مذيعتنا السعودية فطالما انه لا توجد استراتيجية إعلامية لتصحيح الصورة الذهنية عن المرأة في الداخل والخارج ، لأنه لا توجد هيئات نسائية تعنى بشؤون المرأة وتعد الدراسات والبحوث عنها وترصد إنجازاتها، فالساحة ستبقى أبوابها مشرعة لأمثال نساء يتاجرن بقضايا شخصية ليصعدن على أكتاف المجتمع للشهرة ومكاسب أخرى!!