" أبسط كلمة تشتمني بها كانت : يا حمار!!" جملة - أكرمكم الله- أثارت مذيع برنامج " أحمر بالخط العريض" الزميل مالك مكتبي ، عندما حاول مكتبي ان يوضح لضيفه أنهم على الهواء ولا يجوز ذكر هذه الجملة ، ولكن الضيف المغلوب على أمره كررها بحسرة، وأكد وبإصرار ،أن زوجته تشتمه بهذه الكلمة باستمرار..!! الحديث كان عن عنف الزوجات مع أزواجهن ، أكرر عنف الزوجات وليس العكس ، ضمن حلقة مثيرة بثتها قناة ال LBC في فترة سابقة ، جمعت المضطهدين من الرجال من ضرب ورفس وشتم زوجاتهم ، كصورة مختلفة عن صورة " السي سيد " المتعارف عليها ، في علاقة الرجال بالنساء!! عندما يظهر الإعلام المرئي وبصورة مباشرة لعينات من الرجال المكسورين ومن مختلف الدول العربية ومن بينهم السعودية أيضا ، نقف حائرين أمام هذه الظاهرة التي كنا نسمع عنها بصور متعددة وليس كما شاهدنا وبصورة بشعة مع قضية الرجال المضروبين وليس العكس!! واقعنا الإعلامي وخصوصا في أعمالنا الدرامية ، كان ولا يزال يصور لنا عنف الرجال واستبدادهم بالنساء ، حتى أضحى من يضرب زوجته يشار له بالبنان والقوة والرجولة ، ولم نجد المرأة المتسلطة إلا في أعمال نادرة وبصورة كوميدية ، أما ما شاهدناه على وجوه ضيوف برنامج " أحمر بالخط العرض " فهو الغريب بالفعل ، الكثيرين اعتبروها تمثيلية مدفوعة الثمن ،و البعض اعتبرها مبالغات ، والبعض القليل أخذته الشهامة الرجولية واسقط بصورة مباشرة لقب " الرجولة " من الضيوف المضروبين ، ولم نسمع من يقول : أنها تحصل في اغلب العائلات !! حتى الكثير من النساء لم يستوعبن ما شاهدنه في تلك الحلقة الخاصة بضرب الزوجات لأزواجهن، واعتبرن الأمر مجرد فكاهة برامجية، اعتدنا عليها من الفضاء العربي الفارغ فكريا والمعتمد على الفضائح والتركيز على مواضيع سخيفة وتعميمها على الواقع العربي . بالفعل من الصعوبة أن تشاهد ذلك الرجل الكبير بالسن وهو يتحدث عن تعذيب زوجته له من سنوات طويلة وكأنه يتحدث عن تعذيب داخل سجن أبو غريب ، وتحزن وأنت تشاهد ذلك الشاب وهو يقترب من الكاميرا لكي يظهر الإصابات التي لحقت به بسبب ضرب زوجته المستمر له ،والحال مع الشاب السعودي المختفي بملامحه خلف " شماغه" وهو يتلقى اتصال من سعودي غاضب اعتبر أن حديثه عن عنف زوجته اهانة لمعاشر الرجال السعوديين وحيا من خلال هذا الاتصال الزوجة العنيفة واعتبرها " بنت رجال " !! هذه الحلقة الجريئة أعادني لها كاركتير المبدع الزميل عبدالسلام الهليل يوم السبت الماضي ، عندما طلب المشتري داخل المكتبة من البائع كتاب " الرجل سيد البيت " ورد عليه البائع بسخرية ، بقوله :"معليش.. يبو الشباب..ما نبيع هنا كتب خيالية".، حيث لاحظت أن الفزعة الذكورية طاغية على تعليقات القراء عبر موقع الجريدة الاليكتروني ، حتى أن البعض اعتبر أن هذا الأمر لا يوجد بمجتمعنا ولكن ببعض المجتمعات الأخرى ، كحالة متكررة للكثيرين من المتوهمين بأننا كسعوديين مجتمع غير ، لتعيد هذه التعليقات ردود الفعل على ظهور السعودي ببرنامج " احمر بالخط العريض" ، واعتباره انه غير سعودي لان زوجته تضربه ، ولم نتعامل مع الموضوع بأنه قد يكون واقع موجود بمجتمعنا وله أسبابه ومبرراته ونشاهده أحيانا أمام أعيننا وفي حياتنا العادية ، لأننا ببساطة بشر وجزء من التركيبة السكانية العالمية ، فكما يوجد بيننا الأبطال من معذبي الزوجات والذين تقاس رجولتهم بالرفس والشتم "لأمهات أبنائهم" ، فهناك معنا أيضا الزوجات المصارعات والشرسات !! الإشكالية أننا لن نجد المعين للرجال المغلوبين بالضرب على أمرهم ، ولن نجد بمجتمعنا الجمعيات المناهضة للعنف الأسري التي تضع الأرقام المباشرة للرجال المضروبين وبعنف وباستمرار من زوجاتهم ، لأنه عيب وعيب، ولكن قد نجد تكرار للبرامج المباشرة التي تستضيف السعوديين المضطهدين من زوجاتهم ، والذين سيتحدثون عبر الفضاء ولكن أعتقد بالمستقبل بدون التخفي خلف الشماغ..!!