إليك في هذا الشهر الكريم، في أول رمضان تغيبين عن البيت وتفقد مائدة الإفطار رائحتك التي كنت أشمها بروحي، أفتح قلبي، كل شيء يا أمي بعد موتك أصبح باهتاً حزيناً، لا طعم له، كل شيء توقف بعد رحيلك. فما أصعب رمضان بدونك وما أصعب النهار فيه وسجادتك ومسبحتك تنتظران بذات الشوق الذي أحمله إليك، وحيدان مثلي لا يعبر إليهما الفرح لأن الفرح هو وجهك المضيء الذي يبتسم ليذكرنا باقتراب الصلاة جماعة في المسجد النبوي الذي تحرصين لأن تزفي إليه قدميك بإيمان ووقار، كم هو الوجع كبير بغيابك في أول رمضان يقبل دونك، دون أن أقبل رأسك وأقول لك "مبارك عليك الشهر يا أمي". ما أصعب غيابك، وما أصعب أن نصوم من دون أن نتلقى صوتك بداخل القلب ليثمر إيمانا وأمانا وحبا، إليك أكتب رسالتي وأنت لدى الرحمن الرحيم، في قبرك الذي لم أدفن به سوى أجمل مافي الحياة. من ابنك الذي يتذكرك في كل مائدة إفطار خالد الجهني- المدينة المنورة