شهدت أسواق المواشي في الرياض اليومين الماضيين اقبالا كبيرا من المستهلكين الذين يرغبون في الشراء قبل دخول شهر رمضان المبارك. وتوقع عاملون في أسواق المواشي أن يزداد الإقبال ويشهد ذروته بدءا من اليوم وحتى الخميس المقبل وهو اليوم الأخير المتوقع لشهر شعبان، ويصادف عطلة نهاية الأسبوع التي يفضل البعض الاستفادة منها للشراء من السوق. وخلال جولة في سوق العزيزية جنوبالرياض، بدا واضحا الارتفاع الكبير في أسعار الأغنام، حيث تراوح سعر الخروف النجدي بين 1400 و1600 ريال، والنعيمي بين 1300 و1500، إلى جانب أسعار الماعز والتيوس التي تراوحت بين 900 إلى 1300 ريال للبلدي منها. وعزا بعض العاملين في الأسواق الارتفاع إلى قرب شهر رمضان، فضلا عن أن موسم الأعراس والعطلة الصيفية ساهم هو الآخر في ثبات الأسعار خلال الفترة الماضية مع الزيادة التدريجية مع قرب شهر رمضان المبارك. ويرى بعض المتسوقين أن تجار الماشية ساهموا في الارتفاع عمدا في ظل غياب الجهات الرقابية على أسعار الماشية، وكذلك التحالفات التي يقوم بها التجار بهدف جعل الأسعار مرتفعة، مبينين أن ارتفاع أسعار الإبل (الحاشي) ساهم في الإقبال أكثر على المواشي، وبالتالي زيادة أسعارها. ويرى مرتادو السوق أن بعض العاملين من الوافدين في السوق يعمدون على بيع بعض المواشي المتهالكة أو المصابة بأمراض، مستغلين زيادة الإقبال واستعجال البعض في الشراء قبل شهر رمضان. لكن تجار الماشية لهم رأي آخر، حيث يؤكدون أن غلاء اسعار الماشية ليست مقصورة على أشهر محددة، بل امتدت طوال العام، بسبب ارتفاع أسعار الشعير والبرسيم الذي يعتبر مصدر الأكل الوحيد للأغنام في ظل قلة هطول الأمطار وعدم وجود الأعشاب والمزارع التي تتغذى عليها هذه المواشي، الأمر الذي انعكس سلباً بزيادة التكاليف على ملاك المواشي، وبالتالي زيادة أسعار البيع. وأكد مرتادون للسوق على أن كثرة المناسبات الاجتماعية التي تشهدها السعودية بشكل عام والرياض على وجه الخصوص في اجازة الصيف الحالية، وقرب حلول شهر رمضان، قد يكون السبب الرئيسي وراء ارتفاع اسعار الماشية، وعزوف بعض من المستهلكين عن شرائها بسبب ذلك. وأوضحوا أن الأسعار الحالية في سوق الماشية اصبحت مقلقة للغاية، وتحد من شراء اللحوم التي تتطلبها المائدة الرمضانية، مؤكدين على ضرورة تدخل الجهات الرقابية للحد من فوضى الأسعار في سوق الماشية. وتفضل كثير من الأسر السعودية لحوم النجدي والنعيمي والتيوس البلدية عن غيرها، الأمر الذي قد يكون سبب رئيسيا في زيادة أسعارها عن الأغنام السواكن والسودانية والباكستانية وغيرها.