بتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني يدخل الفريق الطبي في عملية فصل التوأمتين السياميتين المصريتين (ولاء وآلاء) صباح اليوم بعناصر جديدة تمثل قطاعات صحية مختلفة. وقال رئيس الفريق الجراحي واستشاري جراحة الأطفال الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة أن سمو ولي العهد أصدر توجيهاته صريحة في أهمية مشاركة الكفاءات السعودية المختلفة أيا كانت في أي قطاع وهذا يعكس سياسة المملكة في توحيد الجهود والتعاون بين القطاعات الصحية وأن هذا البلد قطاع واحد يهدف إلى تركيز الخبرة وعدم شتاتها في أماكن متفرقة ونجاح المملكة في فصل التوائم السيامية جاء بسبب أنها تركزت في مكان واحد بوجود خبرات وكفاءات وطنية متعددة وهذا ما يزيد من الخبرة. وأشار د. الربيعة إلى أن عملية اليوم تمر عبر سبع مراحل وفي 10 ساعات متوقعة ليلة الفصل وسوف تمر في ثلاث نقاط حرجة وهي مرحلة التخدير ومرحلة فصل الكبد لوجود أوردة وشرايين كثيرة والمرحلة الثالثة الحرجة هي الفراغ بين جدار البطن بقطر 7,5سم. وأكد الربيعة في حوار ل «الرياض» بأن معوق القلب والعيوب الخلقية تمثل جانباً في كونها الجديد في هذه العملية متوقعاً أن يتم إجراء عملية داخل العملية لقلب الطفلة (ولاء) وهذا متى ما دعت الحاجة إليه. وأوضح أن هناك 66 شخصاً منهم 21 جراحاً للعملية و45 شخصاً يمثلون الأطباء أو الفريق الطبي. وتوقع الربيعة أن تكون نسبة النجاح 60٪ مشيراً بأنها نسبة جيدة ومعبراً عن تفاؤله الكبير بنجاح العملية بإذن الله. وبين أن حالة والدي الطفلتين جيدة وأكدا ثقتهما بالله ثم بقدرة الفريق الطبي وتم عرض كافة فصول العملية لهما بوضوح معبرين عن شكرهما لسمو ولي العهد على وقفته الإنسانية الكبيرة. وفي ما يلي نص الحوار مع د. الربيعة: ٭ «الرياض» تلقينا إعلانكم حول إجراء العملية اليوم بمثابة المفاجأة لنا كإعلاميين ومتابعين.. بودنا أن نتعرف أكثر حول سرعة إقرار يوم العملية؟ - د. الربيعة: في الواقع الذي حرك الفريق الطبي في الاستعجال بفصل التوأمتين هو حالة التوأمتين، فمن المعروف أن التوأمتين (ولاء وآلاء) تعانيان من مشكلة وهي عيوب خلقية في القلب وبالذات التوأم (ولاء) لوجود عيوب متعددة في قلب (ولاء) حيث يوجد ضمور في البطين الأيمن وثقب كبير بين البطينين وكذلك ثقب بين الأذينين وهذا أدى في الأسبوعين الماضيين إلى هبوط بالدورة الدموية بالقلب واضطر الفريق الطبي إلى استخدام أدوية لدعم القلب، وخوفاً من زيادة هبوط الدورة الدموية أو التأثير على حياة التوأم قررنا الفصل لأنه يساعد على تقليل الضغط على القلب، وثانياً فيما لو احتاجت عملية ومن المتوقع التوأم (ولاء) تحتاج إلى عمليات قلب في المستقبل بعد أن استقل قلبها وأصبح إجراء العملية لشخص وليس لشخصين والآثار الجانبية والمضاعفات العملية سوف تقتصر على التوأم (ولاء) بدلاً من أن تقتصر على التوأمتين كلاهما.. وصحيح أن مثل هذه العلميات يعرف موعد العملية قبل ذلك بأشهر ولكن دائماً الفريق الطبي يضع أمام عينيه الأفضل والأصلح للتوأمتين بصرف النظر عن الجوانب الأخرى. ٭ «الرياض»: ما هي نوعية العمليات التي تحتاجها الطفلة (ولاء) بعد إجراء العملية مستقبلاً؟ - د. الربيعة: طبعاً هذا الموضوع درس عدة مرات من قبل الفريق الطبي والذي يشارك فيه مختصون من قسم القلب وجراحة القلب وهناك عمليات قد تحتاجها خلال الأسابيع والأشهر القادمة وهي عملية ربما تعتبر مؤقتة وهي دعم الدورة الدموية أو ضييق الدورة الدمورة المتجهة إلى الرئة لمنع احتقان الرئة وهي تعتبر عملية قلب مصغرة ومؤقتة وعندما تكبر تحتاج إلى عملية إعادة أولاً تعديل العيوب الخلقية لدى التوأم خصوصاً الثقوب بين البطينين والأذينين وكذلك مساعدة أو دعم البطين الأيمن إذا ما احتاجت ذلك في المستقبل. ٭ «الرياض»: إذاً كيف تصف قرار الفريق الطبي برئاستك بفصل التوأم اليوم؟ - د. الربيعة: نحن جميعاً نعتقد بأن القرار قرار مدروس ونوقش بدقة وعناية واعتقد لظروف التوأمتين والمعطيات التي لدينا اتخذنا القرار الأنسب ونأمل أن تكون نتائجه ايجابية وفي صالح التوأمتين بإذن الله. الاستعدادات ٭ «الرياض»: ما هي آخر الاستعدادات لبدء العملية اليوم؟ - د. الربيعة: كان آخر اجتماع للفريق الطبي يوم الثلاثاء الماضي وتمت معاينة التوأم ثم اجتمعوا لمناقشة كافة الفحوصات ومراجعة الاجهزة وكافة ترتيبات العملية ثم نوقشت خطوات العملية التي سوف تعمل وهي على سبع مراحل ونوقشت هذه المراحل بدقة وتم اعطاء كل عضو من الفريق الطبي دوره وكذلك تم تجهيز غرفة العمليات رقم (3) بالأجهزة اللازمة.. وفي نهاية الاسبوع الماضي تم البدء بتنظيف الامعاء للتوأم حيث بدأت بعد ظهر يوم الخميس وحتى يوم امس وسوف يركب لهم مغذ لمنع وجود جفاف للتوأم مع تنظيف الامعاء وتم تجهيز الدم وعملت كافة التحاليل يوم امس. مراحل العملية ٭ «الرياض»: ذكرت بأن العملية سوف تمر بسبع مراحل.. ماهي؟ - د. الربيعة: المرحلة الاولى التخدير وهي تبدأ اليوم بين الساعة 7,30 - 8 صباحاً وربما تستغرق هذه المرحلة ساعتين نظراً للحاجة الى مراقبة الدورة الدموية والقلب يلي ذلك اجراء فحص كامل للقلب بعد تخدير التوأم عن طريق جهاز دقيق يدخل عن طريق المريء ويقوم بإجراء اشعة صوتية للقلب وفحص الدورة الدموية في كافة حجيرات القلب سواء البطينين او الاذينين او الدورة الدموية الخارجة للرئة والجسم بعد ذلك تبدأ مرحلة التعقيم ثم يلي ذلك فتح البطن ودراسة محتويات الاشتراك سواء في الكبد او الامعاء الغليظة ثم المرحلة وهي ربما هامة وحاسمة وهي مرحلة فصل الكبد والامعاء وهذه ربما مرحلة تستغرق بعض الوقت يصل الى ساعتين ونصف علماً بأن هناك اشتراكاً في شرايين كبيرة داخل الكبد وهذه مرحلة دقيقة يلي ذلك فصل الجدار الخلفي للبطن والصدر وفصل الاضلع الخلفية وفصل عظمة القص ثم فصل التوأم ثم ينقسم الفريق الطبي الى فريقين طاولة أ و ب وتبدأ مرحلة اعادة التركيب سواء في الامعاء او في الكبد يلي ذلك تغطية جدار البطن وضمن هذه المرحلة وهي مرحلة هامة وهو وجود فراغ في جدار البطن نشاهده لاول مرة في التوائم السيامية وسوف نقوم بتعديل هذا الفراغ باستخدام انسجة الجسم الداخلية بعد ذلك تغطى الجروح وننتقل بعد ذلك الى غرفة العناية المركزة للاطفال. ٭ «الرياض»: ماهي النقاط الحرجة التي متوقع ان يتوقف عندها الفريق الجراحي والطبي؟ - د. الربيعة: النقاط الحرجة دائماً تكون عند وجود عيوب خلقية وهي هنا لخصت في ثلاث مراحل حرجة وهي مرحلة التخدير ومدى مقاومة قلب التوأم (ولاء) للعملية والتخدير وضغط العملية على القلب وهي مرحلة حرجة وسوف تقلق الفريق الطبي وكذلك فريق التخدير ومرحلة أخرى هي فصل الكبد حيث توجد شرايين واورده كبيرة شاهدناها في الفحوصات وهذه تقلقنا لاسمح الله لو حصل نزيف والمرحلة الأخيرة ان هناك فراغا في جدار البطن بقطر 7,5سم فنهتم بتغطية هذا الفراغ ولمنع اي التهاب بعد العملية وهذه المراحل الحساسة في العملية. ٭ «الرياض»: وجود الفراغ بين الطفلتين هل سيقوم الفريق التجميلي بالاستعانة مثلاً بجلد صناعي لتغطية ذلك الفراغ؟ - د. الربيعة: لا اعتقد ذلك وهذا من خبرتي وبالتالي لن نستخدم انسجة خارجية ولكن البدائل مطروحة وموجودة. عيوب خلقية ٭ «الرياض»: في كل عملية فصل توأم سيامي لابد لكم من اضافة جديدة في العملية السؤال ما هو الجديد في العملية العاشرة هذه؟ - د. الربيعة: الجديد فيها هو وجود معوق القلب والعيوب الخلقية في القلب ودرسنا مع الفريق الطبي مدى الحاجة الى اجراء عمليات قلب اثناء الفصل وهذه واردة لذلك جراح القلب تحت الانتظار ومتواجد في غرفة العمليات لو دعت الحاجة الى تضييق الشريان الرئوي فهو مستعد وجاهز وهذا الجديد في العملية وكذلك فراغ البطن. ٭ «الرياض»: كم عدد الاطباء المتخصصين في القلب اثناء العملية؟ - د. الربيعة: يشارك طبيب قلب للاطفال وجراح قلب للاطفال اضافة الى الفنيين المساعدين لهم اما الفريق الجراحي الكامل فهم 21 شخصاً للعملية اما الفريق الطبي المشرف على التوأم فيقارب 45 شخصاً. ٭ «الرياض»: كم تتوقع ان تصل نسبة نجاح العملية؟ - د. الربيعة: طبعاً العملية تم وضع نسبة نجاح تصل الى 60٪ والسبب عيوب القلب والجوانب الأخرى مطمئنة ولكن تقليل النسبة وجود عيوب خلقية كبيرة لدى التوأم (ولاء) ولكن الامل بالله كبير وإن شاء الله متفائلين بأن النسبة افضل من 60٪. نسبة جيدة ٭ «الرياض»: الا تعتقد اذاً بأن اجراء العملية يعتبر مخاطرة؟ - د. الربيعة: لقد قلت سابقاً ان اي نسبة لفصل التوأم اكثر من 50٪ تعتبر جيدة خصوصاً وان هذه العملية تعتبر مستعجلة ولها ظروف خاصة واذا نظرنا لها اعتقد انها جيدة.كفاءات وطنية ٭ «الرياض»: لاحظنا مؤخراً في فصل التوائم السياميين حرصكم على استقطاب كفاءات وطنية مؤهلة من عدة قطاعات «خارج الحرس الوطني» بماذا تفسر ذلك؟ - د. الربيعة: نعم.. نحن نسعى دائماً إلى تأكيد توجيهات القيادة بأن هذه العمليات وهي فصل التوائم تمثل المملكة العربية السعودية ولا تمثل قطاعاً معيناً أو طبيباً معيناً وإنما تمثل القطاعات بأكملها وقد كانت توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز دائما واضحة في إشراك الكوادر الجديدة واتاحة الفرصة لكافة القطاعات الصحية ومن هذا المنطلق قمت بدعوة بعض الزملاء من قطاعات أخرى لنؤكد هذا التوجه لأن الوطن واحد والخبرة واحدة وهي تمثل السعودية. ٭ «الرياض»: ما هذه الكفاءات الجديدة؟ - د. الربيعة: تشارك كفاءات من مستشفى القوات المسلحة بالرياض وكذلك من جامعة الملك سعود وهناك كذلك من مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في جدة أحد الكفاءات الوطنية في التخدير . ٭ «الرياض»: ماذا عن العنصر النسائي هذه المرة؟ - د. الربيعة: طبعاً المشاركة من القوات المسلحة هي عنصر نسائي وهي احدى الجراحات السعوديات تشارك لأول مرة وهي تؤكد ان المملكة قادرة وكفوء ولديهم قدرة وانهم لا يقلون قدرة عن أي امرأة بالعالم. ٭ «الرياض»: من هذه الطبيبة؟ - د. الربيعة: الدكتورة آسيا الرواف وهي استشارية جراحة الأطفال ورئيسة وحدة جراحة الأطفال في مستشفى القوات المسلحة بالرياض. ٭ «الرياض»: لأول مرة تشارك امرأة بهذا المستوى أي «استشارية» كيف ترى هذه الخطوة؟ - د. الربيعة: نفرح دائماً بالكوادر الوطنية والدكتورة آسيار الرواف عنصر متخصص وجيد ومشاركتها معنا تؤكد مدى قدرة المرأة السعودية على خوض مثل هذه العمليات. ٭ «الرياض»: ماذا تمثل مشاركة المرأة في مثل هذه العمليات؟ - د. الربيعة: اعتقد ان مشاركة المرأة وكما ذكرت في السابق لا ننظر إلى كونها امرأة أو رجلاً بل ننظر إلى عنصر سعودي مؤهل وإذا ما وجد عنصر سعودي مؤهل سواء أكان رجلاً أو امرأة يجب أن يعطى الفرصة ويجب أن يشارك وأنا مؤمن إيماناً كاملاً في كل عملية لابد من ادخال عناصر سعودية جديدة. ٭ «الرياض»: بودنا أن نسلط الضوء على حالة والدي التوأم؟ - د. الربيعة: الأم ولدت التوأم بالمستشفى بحالة طارئة وهي متواجدة مع زوجها في الرياض وصحة جيدة وتمت مقابلات آخرها الثلاثاء والاجتماع معهما وشرح كل مراحل العملية لهم ومضاعفات العملية ولديهم خلفية كاملة عن جميع مجريات العملية. ٭ «الرياض»: كيف لمست ثقتهم بقرار العملية؟ - د. الربيعة: الأب واثق بالله سبحانه وتعالى ثم بالفريق الطبي حيث شكر وثمّن وقفة سمو ولي العهد وطلب مني نقل ذلك إلى سموه الكريم، وكذلك عندما سألناه عن مدى موافقته على العملية رد بقوله: أنت والدهم وأنت توافق نيابة عني وأثق بالفريق الطبي كما أثق بنفسي» وهذا يؤكد ان الفريق الطبي اكتسب ثقة كافة المرضى وذويهم.