الحمد لله على قضاءه وقدره، لقد فجع المسلمون والعرب وخاصة في هذه البلاد بنبأ وفاة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد وزير الداخلية النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وعم الحزن هذه البلاد، وبكى الكثير على فقده وتأثروا تأثراً شديداً، وخير ما نقول (إنا لله وإنا إليه راجعون) ونسأل الله له المغفرة والرحمة وان يدخله فسيح جناته وان يلهم أهله وذويه والشعب السعودي الصبر والسلوان على فراقه، فلقد غيب الموت ركنا من أركان هذه الدولة المباركة وضم القبر جثمان علم من أعلام البلاد، وقائداً سياسياً محنكاً أحبه الناس وأحبوه وبكوا على فراقه (وإنا على فراقك يا نايف لمحزونون) قال صلى الله عليه وسلم (خير أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم) رواه مسلم لما يتمتع به سموه من الخصال الحميدة والسجايا الطيبة حيث يتمتع بالحلم والاناة والحكمة والروية، والحزم والشدة في موضعها، والرؤية الثاقبة وبعد النظر في معالجة الأمور والشفقة على الفقراء والمساكين وسؤاله عنهم وتفقد أحوالهم والانفاق في سبيل الله بكل صمت وسرية فكم بنا لله مسجداً وكم آوى من فقير وبنا له مسكناً وكم نفس عن معمر وكم عالج من مريض على حسابه، وكم وقف مع رجال الحسبة والدعاة إلى الله، وكم سهر الليالي يبحث ويطالع في قضايا المسلمين والناس يغطون في سبات عميق، وكم من فتنة وئدها في مهدها، وكم من جريمة تخريب وفساد أجهضها، وكم رافق الحجيج ملبياً ومتابعاً وموجهاً فسجاياه التي ينوء بها الرجال العظام وخصاله الطيبة التي تذكر فتشكر فجزاه الله عن المسلمين خير الجزاء ونور الله ضريحه ووسع مدخله، والله يحكم ولا معقب لحكمه وهذه سنة الله في خلقه وصدق قول من قال: لو كانت الدنيا تدوم لأهلها لكان رسول الله حياً مخلداً ثم ان الذي بدد حزننا وخفف مصابنا ان هذه البلاد وخاصة أسرة آل سعود تزخر بالرجال الأفذاذ والقادة العظماء والساسة النبلاء وما صدر من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله - حفظه الله ورعاه - الذي أصدر أمره باختيار صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع ولياً للعهد لما يتمتع به سموه من علو الهمة وحسن الخلق والتواضع الجم والثقافة العالية والأدب الرفيع والحنكة والسياسة وسرعة البديهة والخبرة الطويلة فنعم الاختيار والمختار فنهنئه على ذلك وفقه الله وأعانه وسدد خطاه ورعاه. وكذلك المرسوم الملكي القاضي بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز - نائب وزير الداخلية - وزيراً للداخلية لما يتمتع به سموه من حكمة وحلم وتواضع وبعد نظر وجدية وحزم في مواضع الحزم وعدل وانصاف وخدمة متقدمة في مجال الأمن وخدمة الوطن والمواطن فكان خير خلف لخير سلف، ونحن نهنئه بهذا التعيين سائلين الله له العون والتوفيق والسداد. * إمام وخطيب جامع سلطانة الشرقي بالرياض