شكك خبير إسرائيلي في دقة ما خلصت إليه قناة "الجزيرة" القطرية مؤخرا بأن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات قد توفي مسموما بمادة البولونيوم المشع، بعد عثور مختبر سويسري على نسب عالية من هذه المادة في متعلقاته الشخصية. ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن الدكتور إيلي كارمون الخبير بمعهد "هرتزليا" لشؤون مكافحة الإرهاب، والمتخصّص في الهندسة الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والإرهاب النووي: "إن النسبة المرتفعة من مادة البولونيوم المشعّة التي عثر عليها في متعلقات عرفات تم زرعها في ملابسه بعد وفاته بفترة طويلة". وأضاف:"إن مضي نصف عمر فاعلية المادة يجعل من المستحيل أن يتم اكتشاف مستويات عالية من البولونيوم من هذا القبيل، لأنه كان سيتحلل إشعاعيا إذا كان قد استخدم لقتل عرفات قبل ثماني سنوات". وعاودت إسرائيل نفي أن يكون لها ضلع في مقتل عرفات، متهمة فلسطينيين بذلك. وقال احد المسؤولين الإسرائيليين: "ليس لدينا أي علاقة بمنع معرفة من يقف خلف مقتل عرفات، رفاته في المقاطعة وبإمكان الفلسطينيين إجراء الفحوص والتحقيقات اللازمة". وفي هذا السياق، بثت قناة تلفزيونية لبنانية شريطا قالت انها حصلت عليه من داخل سجن النقب ويظهر اعترافات عميل مفترض بتسميم عرفات. ويوثق الشريط الذي يعود تاريخه للعام 2006 اعترافات عميل جندته المخابرات الإسرائيلية في العام 2002 لدس السم في وجبة العشاء للرئيس عرفات في العام 2004 ويظهر في الشريط احد الأسرى وهو يحقق مع العميل الذي روى كيف اخذ علبة السم وتسلل عبر "متواطئين" إلى مطبخ المقاطعة برام الله ووضع السم بتواطؤ مع احد الطباخين في الطعام الذي قدم حينئذ لعرفات وتأكده شخصيا من تناول عرفات للوجبة. وروى العميل –حسب ما يظهر الشريط- كيف جندته المخابرات الإسرائيلية وعلاقته بالضابط "يورام"، وتدريبه لمدة شهرين في الجيش، حيث عرض عليهم فيلم يظهر مبنى المقاطعة وغرفة عرفات والمطبخ. ووفق رواية "العميل" ومن معه فقد ابلغوا بنية إسرائيل تسميم عرفات وتسلموا أموالا في تموز 2004 وعلبة السم وهددوهم بالقتل إن لم ينفذوا، حيث تمكنوا من الدخول إلى المطبخ بصفة طباخين وبالتعاون مع احد الحراس، حيث وضع السم في وجبة من الأرز وشوربة الفريك والدجاج المحمر".