كم تعرف من حولك ممن تملكوا بيوتاً جديدة فإذا بهم يتفاجؤون بظهور شروخ وتصدعات وتسربات خلال أشهر قليلة من الاستخدام ؟ الشكاوى حولنا من هذه الفئة باتت أكثر من أن نعتبرها مجرد " حالات فردية " .. تجد " فلل " صغيرة اشتراها أصحابها " بشق الأنفس " ، بعد أن حلموا بها سنوات وسنوات ، اشتروها بأقساط بنكية سيبقون يرزحون تحت سياطها الشهرية ما يقارب العقدين من الزمن ، واعتقدوا أنهم بهذا يضمنون لهم أسقفاً متينة تضم أطفالهم ، وجدراناً قوية تسندهم ، لكن الصدمة توجعهم عميقاً حين يكتشفون بدء ظهور تصدعات يتمادى اتساعها مع الأيام ، ويتكاثر مثيلها خلال شهور ! من المسؤول عن هذه المباني التي تتصدع بعد شهور من بنائها ؟ حين نفكر بالإجابة عن هذا السؤال تحيلنا عقولنا باستغراب إلى تلك المباني والبيوت التي تنبت حولنا خلال أشهر قليلة .. هكذا .. ينتهي أمامك بناء وتشطيب عمارة أو فيلا ، وتتصدرها لوحة " للبيع " خلال زمن تشك في نفسك حين تفكر فيه " متى بنيت ؟ ومتى انتهت " ؟ المقاولون يقومون بعملهم ، يتسارعون في إنهاء ما في أيديهم من أبنية وبيوت ، ويسلمون المفاتيح للمُلاّك .. وماذا بعد ؟ هل هناك من جهة يقع على عاتقها مسؤولية التأكد من شروط البناء وضوابطه وآلياته ؟ .. هل من جهة تحاسب على الخلل إن وجد في هذه المباني قبل تسليم المفاتيح ؟ وماذا عن المشتري المتضرر ؟ .... هل هناك من قانون يمكن أن يدعمه حين يشتكي وينصفه عندما يقع فريسة لشراء بناء هش يتصدع أمام ناظريه بعد شهور قليلة من السكن فيه ؟ المأساة أن هشاشة البناء ما عادت في المباني السكنية فقط ، وإنما تجاوزتها لتشمل المباني الحكومية المنشأة حديثاً ؟.. هكذا بكل جرأة صار الفساد عياناً جهاراً " ! .. هل تذكرون المبنى المدرسي " الابتدائية 24 " في جنوبالرياض ، الذي سبق ونشرت الصحف عنه هذا العام ، والذي ظهرت تصدعاته وتسرباته خلال نفس العام الذي تم تسلمه وافتتاحه ، رغم أن كلفة بنائه وصلت إلى نحو 22 مليون ريال ؟ .. وكذلك المدرسة الحديثة "برقاء " الابتدائية التابعة لمحافظة تثليث ، والتي ظهرت فيها خلال أيام تشققات وتسربات " وان أردت المزيد سيسعفك غوغل في الوصول إليها بالتأكيد " ! بالمناسبة..ما نتيجة التحقيقات في مثل هذه الحوادث ؟..وهل سيتم الإعلان عنها ؟