اعتبر الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة وزير الثقافة والإعلام أن تجربة الأديب الدكتور محمّد عيد الخطراوي تعد أنموذجًا رائعًا لانتقاء القديم والجديد، مشيرًا إلى أن الخطراوي يعد شاهدًا على العصر، ومربيًا كبيرًا، داعيًا إلى الاهتمام بتجربته. قائلًا: حين نستعرض مسيرة الدكتور الخطراوي نجده مجودًا في كل ما كتب ونظم وحقق وهذه مهمة صعبة وهو ما تحقق في أديبنا الذي نحتفي به. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها معاليه في حفل التكريم الذي أقامه نادي المدينةالمنورة الأدبي تحت رعاية وزير الثقافة والإعلام تكريمًا للدكتور الخطراوي، حيث شهد الحفل العديد من الكلمات، وندوة أدبية تحت عنوان “الخطراوي وجهوده في خدمة تراث المدينةالمنورة الثقافي والأدبي” شارك فيها الدكتور عبدالله عسيلان رئيس نادي المدينةالمنورة الأدبي، الدكتور نايف الدعيس عضو مجلس الشورى السابق، والناقدة أسماء أبوبكر، والدكتور عبدالله سليم الرشيد، والدكتور سليمان السناني فيما أدار الندوة محمد الدبيسي. اُستهل الحفل بكلمة نائب رئيس أدبي المدينة محمد بن ابراهيم الدبيسي لفت فيها إلي جهود الخطروي الكبيرة في تأسيس النادي الأدبي كما نوه بأسرة الوادي المبارك وأثرها علي مسيرة النادي، ثم أعقبه الدكتور الخوجة بكلمة أشار فيها إلى أن الخطراوي خصص جزءًا كبيرًا من جهده للتاريخ والتوثيق. كما طلب من النادي أن يعمل على توثيق الندوة التي صحبت تكريمه لتصبح مرجعًا أدبيًا ذاخرًا يتم الرجوع إليه من الباحثين.. بعد ذلك ألقى المشاركون أوراقهم التي تناولت تجربة الخطراوي بكافة جوانبها، ابتدرتها الدكتورة أسماء أبوبكر أستاذ الأدب والنقد المشارك بجامعة طيبة تناولت فيها التجربة الشعرية عند الخطراوي في قضايا شعرية بارزة أهمها الشعر الوجداني والعاطفي وقضايا المرأة وقضايا الغربة وقضايا القومية العربية والانتماء المكاني ليجد القارئ نفسه أمام شخصية موسوعية، ناقدًا أكاديميًا، ومبدعًا متمايزًا عينه على النقد وأحاسيسه ومشاعره مع القصيدة، مشيرة إلى أن الخطراوي مثله مثل كثير من شعراء المملكة العربية السعودية، لم توفّهم الحركة النقدية قدرهم ويرجع ذلك لعدم اتساعها وعدم تشعبها حيث لا توجد دراسة نقدية مستقلة تناولت شعر الشاعر إلا من بعض المقالات والدراسات القصيرة المضمومة لغيرها من المقالات النقدية المنشورة في المملكة العربية السعودية. فيما أوضح الدكتور سليمان بن سالم السناني أستاذ الأدب والنقد بجامعة الإمام محمد بن سعود أن الخطراوي صاحبُ كتابِ الرائد في علم الفرائض المقررِ على طلبةِ المعاهدِ العلمية، هو ذاتهُ الذي يصلُ إلينا صوتهُ عذبًا نديًّا عبر الأثير في برنامجِ (بين شاعرين ) لنَجِدَ أنفسنا أمام النابغة في قُبتهِ يقسّم النقدَ بين الشعراء. أما الدكتور عبدالله بن سليم الرشيد أستاذ الأدب والنقد في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فقدم ورقة بعنوان (قالات الخطراوي: الطرافة والظرافة) ابرز فيها جوانب الجنس القاليّ (المقالي) عند الخطرواي وذكر انه مجمع بحور، ففيه إيماءات شتى إلى معان وآراء، وفيه تناص جليّ وخفي، وفيه تداخل بين النثر والشعر، وفيه شعر كالنثر، ونثر كالشعر، وفيه أوجاع وأوصاب، وآلام وآمال، وكلّ ذلك مسوق في لغة عالية ونمط من الترسّل الإنشائي. واصفًا الخطراوي بأنه مجموع أدباء في أديب. رئيس أدبي المدينة عبدالله عسيلان أخذ وقفة مع الدكتور الخطراوي في تحقيق المخطوطات وسلط الضوء على جهوده في تحقيق المخطوطات، وتأمل قائمة مؤلفاته، مشيرا إلى أن الخطراوي في اختياره للكتب التي حققها ركز على تراث المدينةالمنورة بشكل كبير ، وخاصة التراث الأدبي المتمثل في تحقيق ونشر بعض دواوين شعراء مشهورين في المدينةالمنورة ابتداء من القرن الحادي عشر إلى منتصف القرن الرابع عشر الهجري إلى جانب عنايته بكتب السيرة النبوية. كما أبدى عضو مجلس الشورى السابق الدكتور نايف الدعيس استغرابه بالإشارة إلى أنه على الرغم من كثرة المعجبين بعطاء الدكتور الخطراوي إلا أنهم لم يتحدثوا عن علاقته بمنتدى الدكتور الدعيس إذ كان من مؤسسيه الأوائل عند النشأة الأولى وعند انتقاله لدارة الأستاذ أمين مدني ثم بعد عودته إلى مقره الجديد بسلطانة وقد تم تكريمه في منتدى الدعيس يوم السبت 19-7-1417 ه وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالمجيد. عقب ذلك تحدث المحتفى بها الدكتور محمد الخطراوي في كلمة مختصرة شكر فيها النادي الأدبي على بادرته الجميلة في تكريمه مبينًا أن ذلك ليس بمستغرب عليه في تكريم الأدباء والمثقفين، كما شكر وزير الإعلام على تشريفه حفل تكريمه وذكر تفاصيل بعض ما كان يربطهما من ذكريات قبل حقبة من الزمن. أعقب ذلك تكريم الخطرواي من عدة جهات؛ ممثلة في أدبي المدينة، وجامعة طيبة، والجامعة الإسلامية، ونادي الرياض الأدبي، وبعض الهدايا من الأفراد.